عُسر ديمقراطية !!


 الطموح الكبير يحتاج الى ارادة والامل يحتاج لشعاع والحب يحتاج لاحتواء والعدالة تحتاج لشفافية والتمكين يحتاج لديمقراطية فاذكر انني باحد الاجتماعات الشبايية التقيت مديرة برنامج التمكين الديمقراطي التابع لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يسر حسان وتحدثت للجميع عن نوافذ التمكين الديمقراطي وكيف نستطيع المشاركة بها. 

من هنا بدأ الحلم يعيشني واعيشة لاحاول التقديم لمشروع من خلال مؤسسة الملك عبدالله للتنمية فكان فكرتي تتناغم وحال الشباب الجامعي الذي يعاني من افة العنف الجامعي، فاذكر انني ليلتها مارست العنف الفكري على نفسي كجلاد باسطورة يونانية للخروج باسلوب وافكار ابداعية للمعالجة وتقديم طرح ايجابي بصفتي مواطن اعشق ثرى الاردن وسيدنا ابوحسين. 
تشبثت بالحلم والحلم تشبث بي وبدأت تاتيني رعشة الحب الوطنية لتقديم شيء لهذا الوطن الشامخ ولايماني المطلق بتكافأ الفرص سارعت باتصال هاتفي مع مديرة المركز وطرحت الفكرة عليها فكان الرد ” يا ايهم ما في قضية حساسة احنا بنشجع وبندعم كل المشاريع (الشبابية) "

بعدها سارعت بالتوجه لمكتبي لاعبأ طلب المبادرة التي كانت بعنوان ” القيم الدينية المشتركة كاداة لمواجهة العنف الجامعي”
و تذكرت حينها شباب بعمر الورود قد اختطفهم الموت بسبب عنف جامعي انتزع الفرح من قلوب امهاتهم الثكالى ، والى جانب حمل الاسلحة البيضاء في الجامعات والهراوت والكلاشينكوف وكافة المظاهر السلوكية التي عكست صورة غير حضارية عنا وتنظيرية دون الوصول لحلول جذرية للمشكلة. 

الى هنا لم يزل الحلم يناجيني واناجيه فاتذكر ذات حلم مشروع انني تمنيت ان ارى جامعات بلا عنف وطلاب يتسيدهم التعقل وتهمين عليهم ثقافة قبول الاخر والايمان بالاختلاف دون اللجوء للعصبية والجهوية. 

مضى اكثر من ثلاثة شهور فكانت تلك الايام الشمس تشرق بعيوني بالوان قوس قزح فمارست جميع طقوس الامل دون كلل او ملل من اجل غد مشرق لاردن يقوم بسواعد شبابه فحاولت الانصال جاهدا عشرات المرات مع المديرة يسر لاطمئن على حلمي الصغير وباكورة مبادراتي التي شكلت لي بصيص امل كمواطن لا سند له او واسطة يحتاج اكسجين النجاح واكسير الفرصة وقداسة المساواة لاسطر انجاز يتناغم وتوجهاتي الوطنية البحتة.

لم نزل نعيش سوية انا وحلمي وبشكل مفاجىء جائني عدة اتصالات من اصدقاء وقالوا انهم مدعوون لحفل سيقام بالمركز الثقافي الملكي فاجبتهم لم يبلغني احد فحينها اغتيل الحلم المنشود وغادرني على نعش الاحباط فهممت بعدها بالدخول للفيس بوك لاستطلع الامر من صفحة المشروع على الفيس بوك فكان ردهم ” ان من تم ابلاغهم بحضور الحفل هم الاشخاص الذين وقع الاختيار على مبادراتهم” 

وبعد هذا الخبر الذي سمعته من عطوفة ادمن الصفحة ما كان بي الا بتوجيه سؤال ديمقراطي من رحم التمكين لماذا تم رفض مبادرتي فوجدت استجابة وتفاعل من المئات على الفيس بوك باستثناء ” مديرة المشروع يسر حسان” من ٥ ايام الى غاية اللحظة، علما ان الامثلة امامنا لملوك وامراء يقومون بالرد على شبكات التواصل الاجتماعي دون تردد فعندها ايقنت اين المواطن وتحديدا (الشباب) من سلم اولويات المسؤول الاردني وبعدها شكرت الله على نعمة التواضع لدى الهواشم . 
وفر الحلم هاربا بسرعة فهد استوائي وانا احاول ان اتمسك به كغزال هارب من موت محتوم وبقيت لوحدي شامخا استلهم الامل من سلاح ارادتي وشجاعتي وطموحي وانتمائي الخالص للاردن وقيادته. 

ولغاية كتابة المقال واجراء الاتصالات اليوم مع الصندوق لم اعلم ما السبب لرفض مبادرتي التي تبنتها منظمة اجنبية بعد ان استنفذت فرصة ان تحتويني مؤسسة وطنية تحمل اسم جلالة الملك عبدالله الثاني ولكن (يمين الله) ستتحقق الثورة البيضاء التي نادى بها سيدنا.