صالونات عمان السياسية تمر بحالة 'بيات شتوي'..حكومة النسور باقية على حالها حتى نيسان المقبل


أخبار البلد -  فيما يشبه 'البيات الشتوي'، كفت صالونات عمان السياسية في الآونة الاخيرة عن تداول الاحاديث واطلاق الشائعات والمشاغبات المتعلقة بتعديل او تبديل حكومة النسور، وسلمت ببقاء الحكومة على هذا الحال حتى شهر نيسان المقبل، على اقل تقدير.

وقال صاحب احد اعرق هذه الصالونات واكثرها نشاطاً 'للمجد' التي طالما ارتادت صالونه واستقت منه ادق الاخبار والاسرار، ان خمول الصالونات السياسية يعكس خمول الحياة السياسية والاوضاع العامة في البلاد، فهذه الصالونات ليست بعيدة او معزولة عن باقي المحافل الحزبية والنقابية والشبابية والبرلمانية التي فقدت زخم حراكها وخلدت الى السكينة والهدوء والنشاط الروتيني والاعتيادي.

واشار هذا السياسي المخضرم الذي سبق له ان تقلد عدة مناصب رسمية رفيعة الى تراجع الاهتمام الشعبي والنخبوي بالتشكيلات الحكومية بعدما اصبحت الحكومة مجرد نسخ متكررة لا جديد فيها سوى الاسماء التي غالباً ما تنتمي الى النادي السياسي المعروف لدى الجميع.

واوضح هذا السياسي ان الازمات الاقتصادية والاجتماعية والادارية التي تمسك بخناق المواطنين وتطبق على صدورهم، علاوة على الحروب والفتن المشتعلة في جملة اقطار عربية قريبة منا وبعيدة عنا، قد صرفت الانظار والاهتمامات العامة عن سفاسف التعديل والتبديل في الاوساط الحكومية.

وقال ان الدوائر الحاكمة لم تعد تشعر بالقلق من تطور الاوضاع الداخلية بعد تقهقر الحراكات الشعبية، وتراجع فعاليات قوى المعارضة في الشارع وانقسامها على نفسها، وتحديداً في جماعة الاخوان المسلمين التي انكمش نفوذها وتأثيرها جراء تشرذم صفوفها في الداخل، وانكسار عمودها الفقري في مصر بعد سقوط الرئيس محمد مرسي.

ولفت هذا السياسي المخضرم الى ان حكومة النسور ما زالت تحظى بثقة القصر الملكي ودعمه ورضاه، نظراً لانها نجحت في رفع الكثير من الاسعار والرسوم دون مقاومة شعبية تذكر، كما ارتضت ان تقتصر دورها ومجال عملها على الشؤون الادارية الداخلية، تاركة للقصر الاستئثار بسائر الامور السياسية والعلاقات الخارجية، سواء على المستوى الاقليمي او الدولي.

وابتسم هذا السياسي المخضرم قبل ان يقول 'للمجد' ان ناصر جودة العابر للحكومات، هو في واقع الامر وزير خارجية القصر وليس الحكومة، وان مهمته الاولى تنفيذ تعليمات المراجع العليا وليس رئاسة الوزراء التي لم تعد تشارك في صناعة القرار السياسي، وانما تكتفي بالاطلاع عليه والتكيف معه، رغم كل ما قيل ويقال حول الولاية الدستورية للحكومة.

وقال ان عبدالله النسور، رئيس الوزراء يعرف ويعترف بهذا الوضع الغريب، ولا يجد اية غضاضة او يشعر باية حساسية ازاء تبعية وزير خارجيته للقصر وليس للدوار الرابع.. مشيراً الى ان الحكومة لا تعرف الكثير عما يطبخه الوزير جودة حالياً مع جون كيري، وزير الخارجية الامريكي او 'المكوكي' الذي ما ان يغادر الشرق الاوسط حتى يعود اليه سريعاً، في مسعى لانهاء قضية فلسطين.

ورداً عن سؤال لـ 'المجد' حول رؤيته لاداء الحكومة قال هذا السياسي المخضرم ان حكومة النسور باتت اقرب الى حكومة 'تصريف اعمال' بعد ان ارهقت المواطنين بالاعباء الاقتصادية والمعيشية من خلال رفعها اسعار الخدمات والمحروقات والملابس والكهرباء، ولكنها لم تقدم لهم بالمقابل اية انجازات او مكاسب تذكر، بل ان ما حدث هو عكس المطلوب حيث شاب عملها الكثير من العثرات والسلبيات، شأن فشلها في التعامل مع العاصفة الثلجية الاخيرة، وامتحانات التوجيهي التي استدعت استنفاراً شرطياً ودركياً عجز في بعض الاماكن عن ضبط الامور، وكذلك حوادث القتل والسرقة والتهريب، التي باتت تثير القلق في عموم البلاد.