لا يرد على اتصال أبيه..

يجلس رجل أجنبي هرم على كرسي في حديقة، يتناول جواله ويتصل بابنه، فلا يرد. وفيما هو جالس في مكانه يسترعي انتباهه صديقه المسلم، يسير مع ابنه الذي جاوز العشرين عاماً، وحال ينتهي حديثهما، يقبل الولد وجنة ويد أبيه، ويمضي في طريقه.
يتصل الأجنبي بابنه ثانية، فلا يرد مجدداً، عندها يرسل رسالة «sms» الى صديقه المسلم الذي لم يكن يلحظ وجوده في الحديقة، يسأله فيها: من علمكم ذلك؟
يدرك الشيخ المسلم مقصد صديقه الأجنبي، فيرد عليه بعبارة واحدة: «الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم».
ما ورد سابقا هو فحوى إعلان تلفزيوني يبث على قناة «الفلوجة» الفضائية، يظهر سماحة الإسلام ومقاصده، حين نص على وجوب بر واحترام الوالدين، تيمنا بالحديث الشريف: «أبرُّ البرّ أن يصل الرّجلُ ودَّ أبيه».
المثير في هذا الإعلان انه يحمل رسالة بسيطة، وقصيرة، وانما مؤثرة جداً، توصل الفكرة بكل سلاسة، وتظهر محاسن الإسلام لمن لا يعرفه، وتؤكد أخلاقنا، أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، لمن يجهلها، أو شط به الطريق عنها.
تمنيت وأنا أشاهد الإعلان ذات صدفة، ومدته 3 دقائق فقط، لو أن إعلاميينا وجهابذة هذا المجال وعلماء الدين ينتبهون اليه، ويأخذوه كخطوة حسنة، ينبغي البناء عليها وتطويرها، لننتج اعلانات وأفلاما ومسلسلات ترقى بأخلاقنا، وتقدمها الى العالم التقديم الحسن.
ثمة مشكلة في تقديمنا لديننا إعلاميا، فرغم أننا نستخدم تكنولوجيا حديثة، إلا أن وسائلنا وأساليبنا ما تزال قديمة وتقليدية، وثمة حاجة أصيلة لتغيير هذه الوسائل والأساليب لتتصل بروح العصر، وتكون مبتكرة، وجاذبة، وأكثر ليناً تيمنا بالآية الكريمة «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
يبقى أن القناة تبث أيضا إعلانات اخرى مشابهة وقصيرة تتحدث عن إماطة الأذى عن الطريق، ومعاملة الاطفال في الإسلام وغير ذلك، الأمر الذي اقتضى التنويه والثناء.