الإخوان في قلب العاصفة
ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأثيروا أشعة العقول بلهب العواطف... ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض - حسن البنا
إحدى الصديقات كتبت على صفحتها في الفيسبوك
يا جماعه بفتح الجزيرة....بأيّد الإخوان
بفتح العربية.... بسب على الإخوان
بفتح بي بي سي ... ما بأيّد حدا
قررت أفتح علبة تونا وما أجيب سيرة أي ناس
وما لبثت هذه الكلمات أن تبادلها الأصدقاء، فهذا الزمن هو زمن الفتن، الذي حدثنا عنه رسولنا الكريم في حديثه الشريف "يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا”، وأجزم أنه لا يوجد أحد يملك الحقيقة بمطلقها في ظل هذه التناقضات غير المفهومة.
في هذا المقال أبحث في الإجابة عن بعض الأسئلة التي تلح عليّ وعلى كثير من الناس، بعد صعود وأفول حكم الإخوان المسلمين في مصر والمشاكل العديدة التي يواجهونها في بلدان اخرى ، وما سأناقشه هو من وجهة نظر شخصية، في النهاية أعرف أنني لن أصل إلى نتيجة حاسمة وسيستمر قارئي العزيز في البحث عن إجابات شافية.
*هل جماعة الإخوان المسلمين تنظيم إرهابي؟
منذ فترة بدأت حملة ممنهجة في محاولة شيطنة الجماعة وربطها بالإرهاب، ووضع أعضائها في المعسكر الآخر المعادي للمجتمع، والتنبؤ بقرب انهيارها ونهايتها، إلى أن انتهى الأمر اخيرا بتصنيفها كحركة إرهابية في مصر .
شئنا أم أبينا فحركة الإخوان المسلمين هي أكبر منظمة سياسية إسلامية في العالم، إن لم تكن أكبر منظمة سياسية بأيدلوجيا دينية، ويقدر عدد منتسبيها بمائة مليون شخص في المعمورة، ولها مكاتب في معظم الدول الإسلامية وعواصم اتخاذ القرار في العالم، ولها شبكة كبيرة من الأعمال تدر عليها أموالا، كما أنها تعرضت عبر تاريخها الطويل إلى هزات عنيفة، كان من نتائجها أن الحركة توسعت وازدادت قوة وانتشارا وتأييدا وزاد اتباعها، ولها باع طويل في التنظيم والعمل السري، لذا يبدو الحديث عن انتهائها ضربا من الخيال.
أما تصنيفها بأنها حركة أرهابية، فهو كفيل بإثارة حفيظة شرائح واسعة في المجتمعات الإسلامية تؤمن بأن الإسلام قد وصم زورا وبهتانا بالإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث عانت المنظمات الإسلامية والعمل الإسلامي بكافة أشكاله وأنواعه من مضايقات كبيرة من قِبل الولايات المتحدة في ما أطلق عليه الحرب على الإرهاب، وحتى حينها لم تصنف جماعة الإخوان المسلمين على أنها حركة إرهابية، وما زال الغرب لغاية هذه اللحظة ينظر إليها على أنها منظمة وسطية لها قاعدة كبيرة يمكن التعامل معها، فإذا كان الغرب يراها كذلك، فهل نستطيع نحن -المسلمين- أن نوسمها بالإرهاب!
وحركة الإخوان المسلمين في تاريخها فرضت عليها الظروف أن تعمل بسرية، ولكن مع هذا فهي حركة غير مغلقة وأنظمتها وفكرها معروف لدى الجميع وأعضاؤها فعالون في مجتمعاتهم لا يدخرون جهدا حين يقدمون علمهم وخدماتهم.
ومن الصعب إطلاق تهمة الإرهاب على حركة تشارك في الحياة السياسية في معظم الدول العربية، وتعلن أنها تنبذ العنف وتؤمن بسلمية التغيير، وتحترم الأقليات ودور المرأة في المجتمع.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها مع منظمات أخرى كالقاعدة أو الجماعات الجهادية التي تكفر الحكام والمجتمع وتعتزلهم، وليس صحيحا أن هذه المنظمات تأتمر بأمر الإخوان، ولكن الصحيح أن بعضا من قياداتها كانوا في فترة ما من الإخوان ولكنهم تركوا التنظيم عندما وجدوا أنه مهادن أو وسطي أو سلمي أكثر مما ينبغي من وجهة نظرهم!
كما أن الحديث عن الإخوان بأنهم ميكافيليون، أي يبررون الوسيلة للحصول على الغاية، فهذا أمر يدخل في صلب العملية الديمقراطية، ومنْ من الساسة ليس بميكافيلي؟
وهم يؤمنون بالحرية والتعددية وليس من باب الخداع أو "التقية” وإنما من باب المصلحة، فهم يعرفون أنهم لا يستطيعون الوصول للحكم أو المشاركة به إلا في ظل أنظمة حرة.
*لماذا فشل حكم الإخوان في مصر ؟
عندما بدأت الحركة، بدأت كحركة دعوة، في جو ساده الاستعمار البغيض، وسقوط الخلافة الإسلامية، وانبهار الناس بالقيم الغربية، وجد مؤسس حركة الإخوان المسلمين أن علاج الأمة يكمن في عودتها إلى قيمها الإسلامية، وكانت رسالة الحركة البدء من القاع، ببث الدين الإسلامي في أفراد المجتمع، وتصويب عقيدتهم وتقويم أخلاقهم وتفقيههم في أمور الدين بحيث يكون المجتمع قاعدة عريضة جاهزة لبناء الحكم الإسلامي عندما تحين الفرصة. وما لبث تاريخ الإخوان أن حفل بخلافات حول أولوية السعى إلى الحكم في مقابل التركيز على بناء مجتمع إسلامي من الأساس.
قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية، بدت الساحة خالية تماما من الأحزاب القادرة على منافسة نظام الدولة العميقة على الحكم، وجماعة الإخوان تعرف تماما أن قوتها تظهر عند فرز الصناديق. وهكذا، حين أتيح لهم الحكم أخذوه، ولكن الفوز في الانتخابات لا يكفي لتقلد الحكم. فلا المجتمع ولا كوادر الإخوان ولا أصحاب القرار في النظام السابق كانوا جاهزين لحكم الإخوان.أضف إلى ذلك أن نجاح مرشحهم كان بفارق لا يذكر عن منافسه الذي عدّه الكثيرون خلًفا مطابقا للرئيس المعزول القابع خلف القضبان، فأعطوه أصواتهم لا إيمانا به أو بجماعته ولكن رفضا للنظام السابق، ثم انقلب عليه جزأ لا يستهان به من ناخبيه .
وهكذا انقسم المجتمع انقساما واضحا إزاء الانصياع لرئيس يمثل أيدلوجيا إسلامية، فتسمع عبارات مثل، أينما تلتفت ترى لحى، أو يريد الرئيس أن يجعل القدس عاصمة لمصر بعد الوحدة، أو سيغلق الرئيس الكباريهات ويجبر الممثلات على الاعتزال وربما يقرر التخلص من آثار الفراعنة بما فيها الأهرامات!
كما جوبهت فترة الحكم هذه، من الدولة العميقة، دولة تتقاطع فيها مصالح المال والإعلام والمؤسسات الأمنية وتحتفظ بمفاتيح السياسة والاقتصاد، فخططت لإفشال تجربة الحكم بأي ثمن كان حتى لو كان الثمن إلحاق ضرر بالدولة، فهم يعرفون أن نجاح الحاكم الإخواني يعني سيطرة الإخوان على مصر للقرن القادم.
وهناك أيضا الحركات العلمانية والليبرالية والاشتراكية التي تسهم فيها مؤسسات نشر الديمقراطية الأمريكية ورؤوس الأموال القبطية ومنظمات غير حكومية وغيرها، هذه الحركات التي لم تجد موطئ قدم في الانتخابات لاختلافها فيما بينها اتفقت على شيء واحد هو تشكيل جبهة "الانقاذ” بهدف إقصاء الإخوان المسلمين من الصورة.
خلال العام المنصرم أظهر كل هؤلاء تفوقا واضحا في الحرب الإعلامية الشرسة التي شنوها على الإخوان والرئيس المنتخب، فيما فشل الإخوان بالرد من خلال إعلام يتعدى جمهور مناصريهم ليخاطب كافة الشعب المصري، وفشلوا في مناوراتهم الدبلوماسية التي لم يحسنوا اختيارها، كما فشلوا في إشراك واقناع الشعب المصري بالقرارات الحاسمة الضرورية ليصلوا بالثورة إلى الاستقرار.
وبمجرد انتهاء عد الأصوات بدأ يظهر التضارب بين الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذا الزمن وبين مبادئ الإخوان المسلمين، فرئيس جمهورية مصر العربية بالأساس رجل سياسة في دولة لها مكانتها واتصالاتها العالمية. وهنا كان خطأ الإخوان مزدوجا. ففي الوقت الذي كان الرئيس بحاجة إلى كسب الجماهير المصرية من كافة الأطياف والظهور، ولو شكلا، بمظهر المستقل الذي ينتمي لكافة المصريين، حاصر رجالات الإخوان الرئيس وأظهروه بمظهر التابع الذي يحكم باسمهم. وهنا أصبحوا شركاء في أفعال الرئيس التي تناقض مبادئهم، فالرئيس مضطر للتعامل مع الكيان الصهيوني، والخطاب المعلن للولايات المتحدة وغيرها من "الامبرياليين” المنتقدين للانقلاب العسكري أظهرهم بمظهر الداعم للإخوان، على الرغم من أنهم وإن طالبوا بالإفراج عن الرئيس المنتخب لم يقترحوا أبدا عودته للحكم، وهكذا كشف وصول الإخوان للرئاسة تناقضات بين طروحاتهم وأفعالهم، ولعلها من الأخطاء التي تقع بها كل المؤسسات التي عارضت لفترات طويلة عندما تجد نفسها في سدّة الحكم، فالمشاكل تكون مستعصية والآمال كبيرة، وأن تكون معارضا جيدا لا يعني أن تكون حاكما جيدا.
وبرأيي وقع الإخوان في أخطاء كبيرة سارعت برحيلهم، حين أشاروا على الرئيس بمغازلة إيران فكانت مأخذا عليهم لدى الحكومات الأمريكية والخليجية، ثم مهاجمتهم للشيعة التي تلتها حادثة اعتداء بشعة أظهرتهم بمظهر غير إنساني. ولعل هذا التغيير في الموقف كان لاسترضاء الولايات المتحدة ولكن بعد فوات الأوان خاصة بعد مغازلة الرئاسة المصرية لحماس، وهناك أيضا موقفهم من سوريا حين أُعلن، بحضور الرئيس، الجهاد في سوريا وطُرد السفير السوري، فمصر بالذات ما كان لها أن تحرق جسورها مع النظام السوري وتنسف فرصة الدخول في أية وساطة مستقبلية، وغيرها من عشرات القضايا التي لم توفق فيها الرئاسة المصرية، ومن ورائها الإخوان المسلمون.
ولا يشترك المصريون عامة مع الإخوان في قلة اهتمامهم بالمظهر، فجموع المصريين يتوقعون رئيسا ذا وقفة ثابتة وصوت عميق وبدلة عسكرية أو حالكة السواد. وهذه أمور بديهية لدى المختصين، فمارغريت تاتشر تغلبت على النبرة المزعجة في صوتها وغيرت من مظهرها لتكون أكثر قبولا.
ولم تستطع الحركة عبر تاريخها الطويل أن تقدم شخصيات كارزماتية كمؤسسها الإمام حسن البنا الذي عرف بشخصيته الآسره وقوة إقناعه، باسثناء سيد قطب، فالإمام لم يترك تراثا كبيرا بل تركز وقته على الدعوة، ويقول هو عن نفسه، لم أترك كتبا كثيرة ولكن عملي هو كتابة الرجال. ورد على الذين طلبوا منه الكتابة، في الوقت الذي سأكتب كتابا سأكون كتبت مئة شاب مسلم كل واحد منهم بمثابة كتاب حي.
*هل كان موقف الإخوان صحيحا بعد أن حصل الانقلاب أو ما يسمى بالتفويض الشعبي؟
لا أعتقد أن أحدا يملك الإجابة عن هذا السؤال، ولكني سأستعرض حادثتين من تراث الإخوان أنفسهم يمكن القياس عليهما.
عرف الإمام حسن البنا بشخصيته البراغماتية، ومرونته الكبيرة في سبيل الحفاظ على الجماعة وعلى قضيته الأكبر التي أنشأ الجماعة من أجلها وهي الدعوة، فكان يلبس الجلباب أو البدلة بحسب المناسبة التي يحضرها، واقترح مشاركة الإخوان في الحزب الوطني وهو اكبر حزب سياسي في ذلك الوقت ويختلف أيدلوجيا مع الإخوان لأن ذلك سيساعد الجماعة، وكان البنا دائما يجد مساحة للتفاهم مع الحكام، وفي العام 1942 قرر الإمام أن يشارك في الانتخابات البرلمانية فزج بسبعة عشر مرشحا ورشّح هو نفسه عن محافظة الاسماعيلية، وأطلق شعارات كانت في معظمها أخلاقية، وتعرّض لضغط شديد من الحكومة حتى ينسحب ومرشحيه من الانتخابات، ووصل الأمر إلى التهديد بحظر الجماعة، وطُلب منه أن يعترف بمعاهدة الانتداب وإعلان الولاء للحكومة، وإزاء هذا الوضع ما كان منه إلا أن عقد صفقة، سحب مرشحيه وأصدر بيانا يعترف فيه بالمعاهدة، مقابل أن تحصل الجماعة على حرية كاملة في العمل، وأن تشدد العقوبات على بيع الخمور والدعارة.
ونتيجة لهذا الموقف وغيره بدأت خلافات وانشقاقات تظهر في الجماعة، حيث ظهر تيار يعدّ البنا وسطيا يتعامل مع الحكومة وغير فعال بشكل كاف في دعم القضية الفلسطينية، وقاد هذا التيار أحمد رفعت، وما كان من الإمام إلا أن حاول احتواء هذا التيار، ولكنه لم ينجح فانشق جزءٌ من الإخوان سموا أنفسهم شباب محمد .
والحادثة الثانية التي أسوقها هنا هي تجربة الإسلاميين في تركيا ، ففي العام 1997 وصل حزب الزعيم أربكان للحكم وهو شخصية إسلامية معروفة، ما لبث أن انقلبت عليه المؤسسة العسكرية، وتعرض حزبه لحملة إعلامية شرسة، كان قرار الجماعة هناك بقيادة أردوغان وجول بالامتناع عن مقاومة هذا الانقلاب، فاطلقوا حركة تجديد في الحزب وتطور ليصبح حزب العدالة والتنمية الذي تأسس العام 2001، وقدم نفسه كحزب للحكم الرشيد واحترام الحياة، وبمساعدة رؤوس الأموال التي تشترك معه في الرؤية أطلق قنوات فضائية بمصداقية عالية وامتداد جماهيري غير محدود. ونجح أردوغان في العودة إلى الحكم، والعبرة هي من يضحك أخيرا.
ولكن الذي حدث في مصر كان مختلفا، فكان واضحا قبل 30 يوليو أن المظاهرات ستكون هائلة، وكان على الجماعة أن تتصرف قبل أن تضرب العاصفة، ربما كان بالإمكان تفتيت المعارضة بالدعوة لانتخابات مبكرة أو استفتاء على الرئيس، ولكنها لم تفعل، وقد يكون السبب هو "عقدة عبد الناصر”، أي الخوف من تعرض الجماعة لعهد جديد من التنكيل؛ وبالمناسبة ربما كان هذا هو السبب في دخولهم لانتخابات الرئاسة بعد أن أعلنوا في وقت سابق عدم تقديم أي مرشح لهم. وقد تكون لخياراتهم إسقاطات تاريخية كمقولة سيدنا عثمان الذي رفض التنحي وقال: لا أخلع قميصا ألبسنيه الله، أو مواقف سيدنا علي وسيدنا الحسين المبدئية، وبغض النظر عن أسبابهم إلا أن النتائج شديدة القسوة على الجماعة والمجتمع.
ما حدث أمر خطير للغاية على الجماعة أولا وعلى المعارضة ثانيا وعلى الأحزاب الإسلامية ثالثا، وإن كان الحكم على الأمور بنتائجها فيبدو أن قوى العالم مهتمة جدا بتقويض الإخوان المسلمين وتسديد ضربة قوية لهم تشل حركتهم لسنوات ريثما يعاد تشكيل العقلية الإسلامية بشكل "معتدل” يحصر الدين في شعائر العبادة ويتبنى الأفكار والأساليب الرأسمالية دون أدنى تفكير. وقد عبر عن هذا الموقف بفظاظة سمجة أمين حلف الناتو فوغ راسموسن بقوله: مصر شريك مهم لمنظمة حلف شمال الأطلسي، والشيء الوحيد الذي يهمنا هو أن يفعل هؤلاء العرب ما نقول لهم.
وما زال الإخوان يلعبون بالكرت الأخير الذي يقوم على استمرار التظاهرات، وكل يوم يمر فإن هذه الورقة الأخيرة تحترق .
فنحن أعضاء "حزب الكنبة” يهمنا أن تبقى الجماعة قوية، لأنها أحد مكونات المجتمعات العربية الأساس، وهي إحدى القوى المعارضة التي تعيد التوازن وتمنع الحكم الفردي، ونتمنى عليها الانتظار لفترة مهما طالت حتى يتغلغل الفكر الديمقراطي في المجتمعات، وعليها أن تعيد ترتيب أوراقها وبيتها الداخلي، وتقدم قيادات جديدة، وتركز على إعلام عصري يكون جاذبا ومخاطبا لكل فئات المجتمع .
ومقابل ذلك فإن على الحكومات أن تواجه حقيقة أنها لن تستطيع القضاء على الحركة، فالجماعة خرجت بعد حكم عبد الناصر أكثر انتشارا وقوة، وأصبحت عابرة للقارات، وقد أظهر أعضاؤها ثباتا غير مسبوق ومهارات تنظيمية عالية وامتداد شعبي لا يستهان به، وليس من مصلحة أية حكومة استعداء هذه القوة أو قذفها بالشتائم والاتهامات وتصنيفها كحركة ارهابيةٍ، بل من الأفضل احتوائها والسماح لها بالعمل في النور والإفادة من إمكانياتها بدلا من إجبارها على العمل بسرية.
وما يهمنا من هذا كله أن تتعلم الحركة من تجارب الإمام الشهيد أو من الأتراك، وتترك مساحة للتفاوض للحصول على أية مكتسبات ولعق الجروح مهما كانت عميقة، وان استمرار مشاركتها في التظاهرات قد يؤدي لا سمح الله الى تقويض الدولة المصرية أو المساس بجيشها وهذا أمر خطير جلل ، فقد يكون من المناسب فتح قنوات حوار من خلال وسطاء تؤدي الى التهدئة أولا وانفكاك الجماعة بشكل واضح عن أية تيارات راديكالية وتأسيس حزب جديد برؤية جديدة وأدوات عصرية يتمتع باستقلالية كبيرة عن الجماعة، بينما تعمل الجماعة بجد كما أراد لها مؤسسها على بناء مجتمع إسلامي.