امتحان الثانوية العامة

امتحان الثانوية العامة

الجهد المبذول من قبل وزارة التربية والتعليم وكافة الأجهزة المعنية إضافة إلى الأيادي البيضاء والنقية والمتمثلة بالجزء الأكبر من المعلمين والشرفاء وبعض الأهالي الغيورين على مصلحة الوطن محط اعتزاز وفخر في عودة مسار امتحان الثانوية العامة إلى طريق الجدية والصواب.

الثانوية العامة في الأردن أصبح ومنذ ما ينوف على عشرة أعوام يتجلى فيها أبشع صور الفساد بشقيه المالي والإداري.

فعلى الصعيد المالي أصبح هناك معلمون يمتهنون صورة تزوير إرادة الطلاب عبر عمل شبكات منظمة لامتهان رذيلة الغش شأنهم شأن عصابات تجار المخدرات وتجار الأسلحة لا هم لهم سوى ملء كروشهم المتعفنة برائحة الفساد والجشع والطمع.

أما الفئة الثانية فهم الفاسدون الحقيقيون أو من يطلق عليهم القطط السمان الذين استقوا على مال الدولة الأردنية وأراضيها ليغطوا على فسادهم بإشغال الرأي العام الأردني بكابوس الثانوية العامة فعملوا من خلال أذرعهم الخفية في القطاعين العام والخاص لنقل أعين الرأي العام عن جرائمهم بحق الأردنيون إلى قضية دفع الناس إلى حرق المدارس والاعتداء على الممتلكات العامة وإشغال الناس في الفتنة فيما بينهم.

أما المصيبة الكبرى فهي إشغال الأجهزة الأمنية في القضايا الصغيرة والابتعاد عن عملهم الحقيقي في توفير المظلة الأمنية في فترة تشير فيه كل القراءات إلى بعض الخلايا النائمة على الحدود أو داخل ارض المملكة وهي غالبا ما تصدر من الخارج لنقل بعض الأزمات إلى المملكة الآمنة الوادعة.

وتبرز تجليات أو تداعيات كابوس الثانوية العامة بشكل غير مباشر في خلق حالة ارتياح لدى الكيان الصهيوني في تفتيت المجتمع الأردني أخلاقيا وثقافيا وهي أقوى أشكال الحرب على الإطلاق فخروج جيل يحمل معظم الشهادات المزورة وإشغالهم لكافة المواقع في الدولة الأردنية وهم في حقيقة الأمر مخرجات لامتحان ثانوية عامة هزيل ومغشوش يعني حتما تجذير للفساد وجعله مؤسس ومؤطر في الأردن .

الحل الحقيقي يكمن في أن تتداعى الأهالي وأولياء الأمور إلى المدارس للضرب على يد كل من يحاول تزوير العملية التعليمية وان تقوم الأجهزة الأمنية بحلق رأس كل فاسد ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ليكون عبرة لغيره.

أما نبقى نضع أيدينا على وجوهنا ونندب حظنا ونقوم في مسيرات كل يوم جمعة للمطالبة في الإصلاح ومحاربة الفساد وأبناؤنا هم احد أدوات الفساد فهذا شيء مخزي ومعيب على الجميع .