أمنيات العام الجديد 2014...؟

أمنيات العام الجديد 2014...؟
نبيل عمرو - عمان
- سبحان الله الخالق الذي قهر العباد بالموت ، وجل جلاله إذ كرَّم بني آدم عن بقية خلقه.
- طالما قلنا إن الإنسان أعلى مراحل الحياة ووعيها الوحيد.
- إن توقفنا عند ما سبق ومن ثم لاحظنا أن هذا المخلوق الذي هو الإنسان ، فهو كبقية الكائنات الحية يعيش مرعوبا من الموت ، مهما تكُن قوة إيمانه بالقدر ، إذ ليس لبشري عاقل أن يرغب بالموت ، بذلك سنجد أن أهم أمنية للإنسان هو الأمن ، الذي ما دونه تتلاشى أهمية أية أمنية أخرى ،"وهل يهم الشاة بعد ذبحها السلخ...؟" ، وهل من شعور بالحياة الطبيعية السعيدة ، حين يكون الإنسان مُهددا بالموت ، أو يحاصره الخوف والقلق على نفسه ، أسرته ، أقاربه ، جيرانه وأبناء وطنه...؟ ، وهل لمهدد بالموت أن يُقدم فكرة صائبة لحماية وطنه...؟ ، إن إستثنينا بعض العمالقة من العلماء والمُفكرين...!!! ، وحتى إن أنجز هؤلاء فكرة قيمة ، هل سيجدون بين العامة من يستجيب لندائهم...؟.
- الأمن أولا،،،لأن لا حياة ولاعيش يستقيم بدونه ، تليه الحُرية كعامل أساس ورديف للأمن الذي يُشعر الإنسان بكينونته ، إذ ليس لِمستعبد أن يأتي برأي سديد ، فرأي العبد ما يقوله سيده .
- هكذا، إن توفر الأمن والحرية يُمكنا عندئذ العبور لبقية مستلزمات الحياة الكريمة ، ليتبدى السؤال : إلى أي مدى ينعم الإنسان العربي ، المسلم ، المسيحي والشرق أوسطي بأيٍ من هذين المرتكزين الأساسيين ، "الأمن والحرية...!"، كي يُفكر بأمنيات أخرى في العام الجديد...؟ .
- هناك صنف واحد ووحيد من البشر ، الذي يُمكنه كسر القاعدة وتحدي المُعيقات مهما تكن صعوبتها ، وهذا الصنف هو المؤمن بالفكرة ، الصبور والمُتسلح بالعقلانية وقوة الإرادة ، وهنا يحضرني بعض النماذج من أمثال "المهاتما غاندي ، نلسون منديلا وماوتسي تونغ" ، فهؤلاء تمكنوا من السيطرة على الغولين بالتحدي ، "الأمن والحرية" ، اللذين طالما كانا مفقودين في حياة أولئك الرجال العمالقة وشعوبهم ، حيث تسلح غاندي ، منديلا وماوتسي تونغ بالإيمان بالفكرة وبقوة الإرادة ، وكل منهم على طريقته النضالية الخاصة ، وحسب قوى المواجهة المضادة.
- بسمة السعودية،،،وثلاثة مليارات دولار سعودية لتسليح الجيش اللبناني...؟
-------------------------------------------------------------------------------
- وكأني أسمع لسان حال هذه الأميرة المناضلة ، بسمة بنت سعود آل سعود يكاد يقول : لا بأس ، لا بل نشُدُّ على أيدي ملك السعودية الكريمة ، التي تسعى لإنقاذ لبنان "الكناري العربي" ، لعله يستعيد مجده موئلا للحرية ، الديموقراطية ، التعايش السلمي والحضاري بعد ما يقرب من أربعة عقود ، كان لبنان خلالها ومايزال حبيسا في أقفاص التخلف، الدكتاتورية والطغيان وتحت عناوين ديماغوجية ، أقلها فيما سبق أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ومن ثم الممانعة والمقاومة...! ، وكل ذلك قبل أن تنكشف حقيقة الوباء الطائفي ، الذي طالما حاول ومايزال آل الأسد الأب والإبن تلويث لبنان بفايروساته ، لتدمير الأرز وبعلبك ، محو فلسفة جبران خليل جبران ، عبقرية إليا أبو ماضي ، عروبية مشيل طراد ، تاريخ رياض الصلح ورشيد كرامي وغيرهم الكثير، ليصل الأمر إلى خنق فيروز ، حرق الصحافه اللبنانية وتعهيرها ، إغتيال الصحفيين والوطنيين اللبنانيين، مسح تاريخ ساسته ، مُفكريه ومثقفيه الذين كانوا يختلفون في النهار ، ويقضون الليل معا وسويا في جلسة طعام ، شراب ، فُكاهة وطرب ، وذلك لأنهم لبنانيون أولا رُغم التباينات السياسية ، الإقتصادية ، المذهبية وتنوع المصالح ومصادر تحقيقها ، التي لم تكن تخلو من أعمال غير مشروعة في بعض الأحيان ، لكن حبهم لوطنهم وأريحية تعاملهم مع بعضهم كانت غطاء لكل سلبياتهم.
- وهنا أيضا أكاد أسمع همسة الأميرة بسمة وهي تُحاكي نفسها ، تجلس مُتأملة بحال شعبها ، بيدها مشروعها الإصلاحي النهضوي السلمي ، وتتساءَل سموها "غير مُستنكرة هذا السخاء السعودي" : ولكن بنوع من العتب ، لماذا تُضيئ المملكة العربية السعودية الشموع للدول والشعوب ، فيما يحتاج الشعب السعودي إلى الخروج من الضباب ، الذي تُشيعه قوى الشد العكسي والفساد ، وتمنع عنه خيرات بلاده ليبقى أسيرا لتقاليد عفى عليها الزمن ، ألم يحن الوقت لينعم الشعب السعودي ، بالحرية ، الديموقراطية ، العدل ، المساواة ، حقوق الإنسان وسيادة القانون على الجميع كبقية الشعوب المُتحضرة...؟ ، ألم يحن للمرأة ، الطفل والعامل في السعودية أن يتحرروا من القيود البالية...؟.
- إن مثل هذه المرأة السعودية بثقافتها العربية الإسلامية المُتحضرة ، بإصرارها وقوة إرادتها في السير على خطى أنبياء التغيير السلمي الحضاري ، كغاندي ومنديلا وغيرهما في التاريخ ، لا شك ستكون العنوان النضالي السلمي الحضاري الأبرز ، في العالم العربي والإسلامي في المرحلة القادمة ، خاصة إن لقيت العون والمساندة من الذين يؤمنون بضرورة التغيير .