بخطوط ما زالت حمراء دخلنا العام الجديد !

يقاس نجاح التخطيط في معظم الدول المتقدمة من عام إلى عام من خلال الانتقال الفعلي من ما يسمى بالخطوط الحمراء أو التحديات إلى ما يسمى بالخطوط الخضراء أو معالجة التحديات , هذا الانتقال في الدول المتقدمة يشّخص بدقة عالية جدا , بعيدا عن الخداع والنفاق , بعيدا عن لفلفة الأمور بعيدا عن المكاسب الشخصية , نعم هكذا تتطور الدول وتتقدم , تتقدم بوضع الخطط والاستراتيجيات أمام التحديات بعد جدولتها من حيث الأهمية , هذه الخطط والاستراتيجيات العلاجية واضحة المعالم , توضع من قبل أصحاب الاختصاص , مشروطة بقابلية تنفيذها .
ونقول بكل صراحة وأمانة وموضوعية , يوجد لدينا بعض الخطوط ما زالت حمراء , خطوط حمراء ما زالت عالقة , كيف لا ونحن نستقبل عامنا الجديد , أن الاعتراف بهذه الخطوط الحمراء أو التحديات وتشخيصها وإعطاء الأولويات لها هو الخطوة الأولى في معالجتها , وان لفلفة مضمون هذه التحديات , سيرحلها حتما من عام إلى عام , لتأخذ واقعا أصعب , وشكلا أعمق , ويستحيل علاجها فيما بعد .
كما أعلم وتعلمون يا أولي الألباب أن أول هذه الخطوط الحمراء هو خط (الفساد الإداري) المتمثل بالواسطة والمحسوبية والذي حرم الكثيرين من الوظائف والمواقع الوظيفية التي يستحقونها , أما ثاني هذه الخطوط الحمراء هو خط (العنف المجتمعي) هذا الخط الذي أخذ العديد من الأشكال والأنماط اليومية المتعددة , في حين أن ثالث هذه الخطوط الحمراء هو خط (ثقافة المجتمع المحلي نحو الثانوية العامة) أو التوجيهي والذي نعاني منه هذه الأيام اشّد المعاناة , اعتقد جازما أننا دخلنا فعلا العام الجديد ونحن بهذه الخطوط الحمراء , وهذا سيشكل التحدي الأكبر للحكومة الحالية وللحكومات القادمة , بهذا المثلث الصعب دخلنا فعلا العام الجديد , بهذا المثلث متساوي الأضلاع دخلنا فعلا العام الجديد , بالفساد الإداري , والعنف المجتمعي , وثقافة المجتمع المحلي نحو الثانوية العامة بكل هذا دخلنا فعلا العام الجديد , وهنا علينا أن نقول يا إخوة يا كرام : لتكن أعيادنا ورقصاتنا وطربنا ودبكاتنا وشموعنا في هذا العام الجديد , لتكن احتفالا بوضع الخطط والاستراتيجيات الناجحة أمام هذه التحديات الثلاث , من اجل أن ننهض بهذا البلد الطيب , ونكون في مصاف الدول المتقدمة .