( في الرمثا التوجيهي إيزي )

" لا تسريب أسئلة قبل الامتحان " عنوان بارز ضمن حافلة اللقاءات التي يتوجها وزير التربية دائماً عبر وسائل الاتصال المتاحة فوزير التربية ربما ضمن ذلك ولكن ماذا بعد الامتحان ؟!!
روايات وقصص ومشاهد دامية لواقع الامتحان وتحديات كبيرة من منطلق فرض هيبة ثقافة جديدة انتشرت على ارصفة الطرقات وكأنها لافتات تمهد طريق النجاح " ثقافة الغش " اصبحت آفة وظاهرة منتشرة هنا وهناك اخترقت حواجز القصاصات وواكبت عصر التكنولوجيا والمعلومات .
قاعات الرمثا تجاهلت كافة التعليمات وفرضت خطوطها الحمراء ، اختراقات متتالية ومشاهد دامية انتابت قاعات الثانوية العامة بشتى الوسائل تحت حماية ورقابة صورية تخترق في الوقت المحدد لتلبي حاجات التجار والسماسرة الذين يقفون خارج الاسوار لحل الاسئلة بعد خروجها من قاعات الامتحانات بعد وقت قصير من انتظام الطلاب داخل القاعات ليتم حلها ونقلها عبر وسائل الاتصال الحديثة للجهات المعنية ، لم يقف المشهد عند هذا الحد بل تجمهر كبير وحشود من قبل اولياء الامور وتعطيل التشويش الذي كلف ميزانية الدولة الشيء الكثير وهي اجهزة تشوش على نفسها ليتم تعطيلها دون استخدامها بالشكل المناسب .

لقد كنت شاهداً على عدة مواقف تم تعقبها بشكل دقيق في مدرسة الخنساء ومدرسة ابي تمام التي حصلت على اوائل الثانوية العامة في العام السابق ، فقد تم اللجوء لها بعد مداهمة الطلاب لنا عندما قمنا بتصوير مشهد خارج اسوارها حيث قام رئيس قاعاتها بمحاولة منعنا من دخول المدرسة وبعدها تم اخراجنا بواسطة الاجهزة الامنية وأزيدكم من الشعر بيتاً فهذه القاعات حصالات للعلامات فقد تم تصوير مشهد لشخص يقف خارج الاسوار ويقوم بإرسال الاجابات الى تلك القاعات .

أما في مدرسة الخنساء فقد قام احد الاشخاص باختراق الحاجز الامني الذي يقف لمنع تجمهر اولياء الامور ويا لكثرتهم ليصل الى الطابق الثالث ليقوم بإيصال الاجابات للطالبات وتم القاء القبض عليه بعد ضربه لعدد من عناصر الامن ليت المشهد وقف عند هذا الحد بل تجمهر اقارب المعتدي وقاموا بإغلاق الطرق واحتجاز المعلمات داخل اسوار القاعات محاولين منع اخراج الاسئلة ايضاً وتم استدعاء قوات الدرك وباستخدام الغاز المسيل للدموع تم تفرقتهم بعد الاعتداء بالحجارة على حرمة المدرسة ورجال الدرك وإلحاق اصابات متعددة بهم .

معالي وزير التربية الاكرم ..
لقد اثلجت صدورنا بقرارات الحماية وضوابط الامتحان ولكن هنالك فشل ذريع بالتطبيق والسبب هو عدم امتلاك وزارتكم ادارة التغيير التي تهدف الى استخدام سلسلة من المراحل ليتم الانتقال من الوضع السابق الى الوضع الجديد والعمل على وضع اجراءات لتحقيق نقطة التوازن المستهدفة التي حاولت نقابة المعلمين مساعدتكم من خلال تقديمها للخطوات المعمول بها والتي فشلت بسبب عدم وجود الرؤية الثاقبة التي حملها صاحبها .

استمرار بتطبيق مبدأ النزاهة التي يتم ارسالها عبر تقارير خالية من الصحة فليس من الكياسة التستر على الاخطاء التي ستهلك المنظومة التربوية بأكملها ، بعد رؤية وتسجيل كافة المشاهد دار حوار بين مدير تربية لواء الرمثا ومندوب وزارة التربية واحد الصحفيين الذي كان يلقي اللوم على الاشقاء السوريين بأنهم هم من يتجمهرون على ابواب المدارس مهدداً باختطاف اي شخص من خارج الرمثا يحاول نقل مشاهد الثانوية العامة ، وللأسف فمندوب وزارة التربية والتعليم أنكر وجود اي خلل في سير الامتحان وكأن تلك المشاهد حدثت في أحد الدول المجاورة .

ومن هنا ادعو وزير التربية والتعليم الغاء تلك القاعات مباشرة والعمل على وضع اشخاص قادرين على تحمل المسؤولية وتسليط الضوء عليها وعدم انكارها ، فتوجهك الاخير بفرض تعديلات جديدة انبثقت من نقابة المعلمين ايضاً للدورات القادمة دليل واضح لعدم قدرة وزارة التربية على فرض سيطرتها والحفاظ على هيبة الامتحان الوطني الذي كنا نحاك به دول العالم جميعها ، وتأكد تماماً أن أهل الميدان هم اصحاب الخبرة والحنكة والأقدر على تنفيذ المعطيات الجديدة فخذها شريكاً للقرار وسنداً للتطوير والقضاء على الفساد الإداري الذي يعد آفة مهلكة وإذا لم يتم اجتثاث جذورها فإنها لا تبقي ولا تذر وستقتل كل الإمكانات المتاحة سواء المادية أو البشرية .
رابط الفيديو : http://www.youtube.com/watch?v=TakG0og-VKI
بقلم الاستاذ ثائر العلي
تجمع المعلم الأردني