"السياحة والسفر" تحذر من منح الترخيص لشركة أجنبية تحتكر "الحج والعمرة"

 

أخبار البلد

حذرت جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية الجهات المعنية من تبعات منح الترخيص لشركة أجنبية تحتكر عمل شركات الحج والعمرة الأردنية خاصة في منح تأشيرات السفر للمعتمرين الأردنيين.
وكانت الحكومة منحت الترخيص لشركة أجنبية للعمل داخل المملكة في مجال تقديم التسهيلات الخاصة بتنظيم رحلات الحج والعمرة للأردنيين؛ حيث ستقوم هذه الشركة باحتكار العمل في هذا القطاع لتكون جميع شركات الحج والعمرة الأردنية تابعة لها من حيث التنظيم والتنسيق، بحيث يقوم الوكلاء بتوريد الاموال لها مقابل الخدمات التي تقوم بها، خاصة في موضوع منح التأشيرات لدخول المعتمرين او الحجاج داخل أراضي المملكة العربية السعودية.
وقال رئيس لجنة الحج والعمرة، اياد الديك، لـ"الغد"، "إن الجمعية فوجئت بترخيص شركة تسهيل ذات رأس مال أجنبي بالكامل على اﻻراضي اﻻردنية لتقوم بأعمال الشركات المحلية اﻻردنية في تقديم خدمات الحج والعمرة، الأمر الذي سيلقي بظلاله على مستقبل مكاتب السياحة والسفر الأردنية التي تقدم خدماتها للمواطنين".
وأضاف الديك ان الاعمال التي ستقوم بها الشركة الاجنبية هي نفسها التي تقوم بها الشركات المحلية، لكن هذه الشركة ستكون المركز الرئيس في منح التأشيرات كونها مرتبطة مباشرة بالقنصلية السعودية في الأردن، وبالتي سيكون عمل جميع وكلاء السياحة والسفر الأردنيين تابعين لها، وهو ما سيلحق الضرر بعمل هذه المكاتب الأردنية المتخصصة بالحج العمرة والبالغ عددهم 180 مكتبا، نتيجة للخسائر المادية الفادحة.
ولفت الديك الى أن الشركة باشرت أعمالها في شهر آذار (مارس) العام الماضي، بحيث أصبحت جميع اعمال شركات النقل السياحي واعمال شركات العمل والمرور تتم من خلال الشركة الاجنبية.
وأضاف الديك أنه وفي حال تم السماح لهذه الشركة باحتكار أعمال شركات الحج والعمرة الأردنية وأعمال شركات النقل السياحي وأعمال شركات العمل والمرور، فإنه سيتم التنسيق بين هذه الشركات لرفض تقديم جميع المعاملات لدى هذه الشركة.
واشار الديك الى أن التحذيرات جاءت نتيجة للعواقب الوخيمة لترخيص هذه الشركة على اﻻقتصاد الوطني بشكل خاص وعلى اﻻردنيين بشكل عام؛ حيث إن دخل هذه الشركة المتوقع سنويا سيزيد على 15 مليون دينار وستدفع من جيوب اﻻردنيين وتحول مباشرة خارج البلاد دون ان تستفيد المملكة من هذا المردود المالي.
وأوضح أن هذه الشركة ستكون حلقة الوصل الوحيدة بين المواطنين اﻻردنيين وبين القنصلية السعودية، وهي بذلك رفعت التكاليف على الزائر والمعتمر وكل من يرغب ويحتاج السفر الى المملكة العربية السعودية واخرجت الشركات الأردنية من سوق العمل؛ حيث قامت الشركة بتقسيم خدماتها الى ثلاث فئات لمضاعفة المبالغ على المضطرين للسفر بشكل مستعجل.
وبين الديك، خلال مؤتمر صحفي عقد في جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية أول من أمس، ان اعتماد شركة واحدة ﻻصدار التأشيرات واخذ البصمات سيشكل مشقة كبيرة على الأردنيين الراغبين بتأدية مناسك العمرة ويقدر عددهم 350 الف معتمر سنويا، بحيث ستجبر المعتمرين من كافة محافظات المملكة إلى مراجعة الشركة لأخذ البصمات وهو ما سيزيد من الاعباء والمشقة على المعتمرين.
وأكد الديك الى أن اللجنة السياحية في مجلس النواب برئاسة النائب امجد المسلماني قامت خلال الاسابيع الماضية بمخاطبة كافة الجهات المعنية، لمساعدة وكلاء السياحة والسفر الأردنية لايجاد الحلول لها بما يضمن عدم المساس بعمل الوكلاء المحليين، حيث تم عقد عدد من اللقاءات بين اللجنة ووزير العمل ووزير السياحة الدكتور نضال القطامين، ووزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور داوود عبد الحفيظ هايل، ووزيرة النقل المهندسة لينا شبيب.
وناشدت الجمعية الجهات المعنية اعادة النظر في ترخيص هذه الشركة لئلا تحل اعمالها محل الشركات المحلية وبالتالي تكبدها العديد من الخسائر الفادحة، بالاضافة الى حماية شركات الحج والعمرة والتي تشكل قطاعا عريضا منظما يخدم المواطنين اﻻردنيين، اضافة إلى العمل على تسهيل معاملاتهم للحصول على التأشيرة اللازمة لزيارة اﻻراضي السعودية دون مشقة تذكر ودون تحميلهم مبالغ وتكاليف مالية باهظة.