أهم عشـرة أحداث في الأردن في 2013
بشكل عام كان العام 2013 أكثر هدوءا مما سبقه في مجال تسارع الأحداث السياسية الداخلية وسخونتها. هذا كان عاملا مساعدا على تهدئة التوتر الداخلي في الشأن السياسي ولكنه للأسف لم يترافق مع تطور ملحوظ في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية. في هذا السياق قد يكون من المفيد استعادة أهم الأحداث والاتجاهات التي شهدها الأردن في العام 2013 وانعكاساتها على المستقبل.
1- الانتشار الكبير للعنف الاجتماعي: بعد تصاعد مستمر لوتيرة العنف الاجتماعي كان العام 2013 هو الأكثر خطورة والذي تمثل في بضع حالات لعل أهمها المشاجرات الطاحنة في الجامعات والتي أودت بحياة عدة أفراد، وكذلك حالات العنف في مجلس النواب التي وصلت إلى إطلاق الرصاص. وأبى العام أن ينتهي إلا بقيام موظفين رسميين في مركز ثقافي بالاعتداء على فرقة موسيقية ضيفة عليهم. هذا العام كان بامتياز عام انتشار عقلية العنف بين معظم فئات المجتمع.
2- تشغيل مشروع الديسي: للمرة الأولى منذ سنوات طويلة يصل مشروع وطني أردني استراتيجي إلى خط النهاية. نجاح مشروع الديسي شكل أول حالة هامة لاستعادة الثقة بالمؤسسات الرسمية منذ بضع سنوات.
3- حصول الأردن على مقعد في مجلس الأمن: بمزيج من حسن الطالع والدبلوماسية الناجحة تمكن الأردن من الحصول على موقع رئيس للمساهمة في التأثير على الأحداث الدولية، وهذا ما سيحقق دورا مهما للأردن في المرحلة القادمة.
4- التراجع الكبير للحراك السياسي: منذ الربع الثاني من العام 2013 شهد الحراك السياسي تراجعا كبيرا في زخمه نتيجة عدة عوامل منها فشل تطوير خطاب موحد ومقنع وتردي الأوضاع السياسية والأمنية في دول "الربيع العربي” الذي استحال شتاء باردا أوقف الحماسة المتسرعة للتغيير غير المدروس.
5- تغيير تشكيلة مجلس الأعيان : هذا التغيير الجذري مهم استراتيجيا وقد يعكس حالة جديدة من توجهات الدولة ربما من المبكر الحديث عنها الآن ولكنها قد تترسخ في 2014.
6- العاصفة الثلجية أليكسا التي كشفت الكثير من العيوب الإدارية والفنية في البنية التحتية في البلاد تجعلها غير جاهزة للاستجابة الاجتماعية والادارية السليمة مع الكوارث الطبيعية أو الضغوطات الأمنية الكبرى.
7- تأهل الأردن إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم: نجاح كبير نسبيا حققته الكرة الأردنية في رفع منسوب التفاؤل والأمل والوحدة الوطنية على الصعيد السياسي والاجتماعي ونأمل أن تكون قاعدة انطلاق للمستقبل.
8- الانتخابات النيابية: كان يمكن أن تشكل الحدث الأهم في العام 2013 لو قدمت شيئا جديدا للأردن على صعيد الإصلاح والتغيير. استمرار القانون الحالي بكافة عيوبه جعل من هذا الحدث قليل التأثير بل نوعا من الامتداد لمجالس النواب السابقة.
9- قرار محكمة الجنايات الكبرى بالإعدام لشقيقين قتلا شقيقتهما بحجة الشرف. بالرغم من أن الإعدام لن ينفذ بسبب امتناع الأردن عن ذلك منذ سنوات فإن العقوبة القاسية قد تشكل بارقة أمل لوجود رادع قانوني ضد عمليات القتل المرخصة التي تتم باسم الشرف منذ عقود، هذا طبعا في في حال لم يتم تخفيض هذه العقوبة لاحقا إلى السجن لمدة سنتين أو ثلاثة.
10- تراجع الحكومة عن قرار استمرار التوقيت الصيفي في الشتاء: هذه حالة نادرة وايجابية لتخلي الحكومة عن العناد وقبول الرأي المنطقي المسنود علميا لأحد القرارات غير المدروسة جيدا ويمثل ايضا بارقة أمل بعد سنتين تقريبا من التمسك غير المفهوم بقرارات ثبت سوء نتائجها بعد فترة من التطبيق.
هذه الأحداث لا تتضمن بالطبع واحدا من أهم القضايا التي تؤثر على الأردن منذ العام 2011 وهي تداعيات الأزمة السورية سواء أكان أمنيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا، وهي حدث مستمر منذ فترة طويلة وليست نتاجا للعام 2013.