في عيد الحب ماذا نختار يا محتار الأخضر أم الأحمر

في عيد الحب  ماذا نختار يا محتار

 

الأغرب في مثل هذا الحدث لونه كحروفه ... اللون الأحمر ...تناقض يفرضه القدر

 

في الحرب أحمر ... وفي الحب أحمر ... والحرف بينهما واحد حرف الراء ...فإما

 

أن يغمد فيصبح حباً وإما أن يبرز فيصبح حرباً .... وكلاهما يجتمعان في محطة الدم

 

والأغرب أن أسطورة من وضعه اسمه فالنتاين ...رجل من الزمن المعاصر ....فلماذا

 

 

فهل فقد الحب قبل عصره وقبل زمنه ... ولكن يبدو أن حب فالنتاين محدود ومقولب

 

ضمن اللون الأحمر ... الحب يا فالنتاين لونه الأخضر ودليلنا طبيعة خضراء...تقيم

 

عاطفتها مع الماء والتربة الجافة بتوازن يحقق الربيع والإثمار ... دليلنا الثاني

 

أن لون الجنان تعمه الخضراء بعدما التقى شفافي اللون الماء مع تربة صماء بكماء

 

فدنت لهما الجنان صنوان وغير صنوان ....وأخرجت الأرض زينتها بالورود بكل ...

 

أطيافها...لكل القلوب في جميع الأعمار فهل الأرض أصدق حباً من فالنتاين أم هو؟؟؟

 

فلم أرى أرضاً تروى بالدم لتخرج ثمارها لكل البشر بدل الماء .... فربما السماء...

 

كتابها يصحح لنا ما ذهبت إليه الأذهان عندما توقفت بزواية بعض الألوان ...

 

فماذا نختار أأخضر أم أحمر ؟؟؟؟

 

ربما نختار نموذج عاش 30 عاماً بأطيافه يتعايش مع اللون الأحمر فعلى أي مفترق

 

وقف أعند الحب مع كيانه أم عند الحرب مع جوارحه ؟؟؟؟؟؟ هي مصر ماقبل الثورة

 

وما بعدها ....فأين ستقف وهل تختار الراء أم تغمدها لترفع راية الحب عاطفة الكون

 

أم البخلاء يقطعون أنفاس الحب ويبقى ضمن غرفة الإنعاش ... وتعد عليه الأنفاس؟؟

 

 

أرى مصرا ما قبل الثورة كسيدة يراودها الآخرين عن أنفسهم ...فهناك من أراد أن

 

ينقضى على ثرواتها ... وهناك من امتلىء جيبه منها غدراً... وهناك من باع نيلها

 

صباحا ومساءاً ... وهناك من قاد  بعض رجالها إلى حظيرته الخاصة ... وهناك من

 

غلق الأبواب .... وهناك من بكى عشاءاً بعدما جعل اقتصادها في غياهب جيبه ....

 

مصر مرت عليها 30 سنة كان عيد حبها رمزاً وشعاراً فقط يستخدم في يوم ال14

 

من شباط ...ولونه الأحمر...فالحب عاطفة سامية لا تحتاج ليوم ...لإن العاطفة الفطرية

 

لرسالة الحب تتدفق مع طوال أيام السنة في كل ذرات الكون ... عاطفة تتداخل وتتفاعل

 

مع الحجارة الصماء ومع الإنسان ...ولكن يبدو أن الحب توقف عند منطقة المال لمن

 

مال قلبه الى كثرة المال ...فهزم بحبه للمال فقط حب الإنسان ...؟؟؟

 

مصر في عيدها السابق لعيد الحب ... لم تكن تعرف معاني الحب والدليل شهود الصور

 

والوئائق الإعلامية وغيرها ....

 

مصر المحروسة هي التي فقدت في يوم ما حراسها وأمنها ...ودليلها الأخير ما قدمه

 

لها من حب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من عرف بحبيب العادلي ؟؟؟ فأي تناقض بين الإسم والعطاء

 

مصر التي أول حضارات الأرض أحبت الأرض فزرعتها وحرثتها فأخرجت بقلها

 

 ....وقثائها ...مصر التي نيلها أطول أنهار العالم أحب التربة السمراء فكان في يوما

 

ما سيد الحب للتربة ...ولكن عندما فقد حب الإنسان للإنسان هان النيل بين التقسيم

 

....الحب ذكرى قلبية وطاقة حسية يرسلها الإنسان للصخر والحجارة بدون ورود

والدليل أليس الحبيب محمد صلى الله عليه قال عن جبل أحد ... جبل يحبنا ونحبه ...

 

جبل أصم لا يتحدث ولا يسمع يعرف معنى هذه العاطفة ونحن كبشر نبخل بها عن

 

الطبيعة ونركض نحو قطف الزهور الحمراء للإجساد في يوم واحد ... ربما هذا واقع

 

فالذي يعيش في روتين ماكينة الاعتياد اليومي يفتقد لصلة الحب ... فيأتي جرس هذا

 

اليوم ويقول له استيقظ لإن اليوم سوف تعيش الحب ؟؟؟ فعلا شيء غير منطقي رغم

 

واقع ما نرى من احتفالات تصاحبه .... الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة