لا يا بومة الضلالة والإرهاب
لا يا بومة الضلالة والإرهاب
لقد أخرجت الثورة المصرية المنتصرة الفئران من جحورها وعرّت أصحاب الفتاوي المزيفة الذين باركوا وعلى مدى التاريخ قوى الظلام والتخلف وكانوا السند لكل حكام أهل الكهف جاهزين دائماً بالفتاوى المشبوهة التي تفيح منها رائحة النفط الأسود لتكريس قوى الضلال والاستبداد ونهب خيرات الشعوب المقهورة لصالح أعدائها ، أليس من المفارقات الملفتة للانتباه أن تجتمع فتاوى الإرهاب والضلالة مع الصهيونية والعمالة والتبعية فقد سبقت الفتوى التي عليها مليون علامة استفهام التي تحرم حق الشعب في خلع الطاغية في مصر وما أعلنته صحيفة نيويورك تايمز وبثته قناتي الجزيرة وروسيا اليوم حيث قالت الصحيفة بالحرف إن حكومات الأردن والسعودية والإمارات وإسرائيل ناشدت واشنطن بدعم حسني مبارك وعدم التخلي عنه الذي أسقط شعب مصر العظيم شرعيته في ثورة شعبية لا زالت مستمرة حتى اليوم وبالملايين بعد أن أحرقت الجماهير الغاضبة مقرات ما يسمى بالحزب الوطني الذي أثبت انه مجموعة من المنتفعين بالسلطة حيث لم يتقدم مواطن مصري واحد لحماية مقرات ذلك الديكور المسمى بالحزب الوطني كما تفاعلت الجماهير وتعاملت بوعي قل نظيره مع كل افراطات شرطة النظام التي ارتكبت جرائم يندى لها الجبين ، تلك الشرطة التي لم يكن في حقيقتها إلا ميليشيات المدعو حبيب العادلي وتعتبر الجناح العسكري لحزب المنتفعين .
إن الشعب المصري سيقدم المدعو حبيب العادلي وأسياده للمحاكمة أمام الشعب كما صرح عدد كبير من الحقوقيين المصريين وسؤالي ماذا عن تلك الفتوى التي ألبسها صاحبها رداءاً دينياً والدين الحنيف منها براءة وماذا عن دعم تلك الحكومات التي أشرت إليها حسب الصحيفة الأمريكية وتقاطع تلك الحكومات مع الفتوى المشبوهة التي تحرم حتى الصراخ في وجه الظالم ، أليس هؤلاء الظلاميين هم من صدر لنا الإرهاب والتطرف وإحراف الدين الحنيف عن وسطيته وجعلته في خدمة الحاكم حتى لو كان من خارج التاريخ والجغرافيا كما هو حاكم وسيد ذلك المفتي وولي نعمته .
أليس هذا المفتي ومنهم على أشكاله من أرسلوا الشباب المغرر به للحرب في أرض أفغانستان بينما تركوا فلسطين المحتلة الجريحة أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين على مرمى منهم وما يفعله الصهاينة من تهويد يومي لأرض فلسطين العربية لا يعنيهم بشيء .
أقول لقوى الظلام وخدم السلاطين في كل مكان وزمان إن انفلونزا الثورة قادمة ولو بعد حين والضلاميين وأسيادهم يعلموا إن الثورة جائتهم من حيث لا يعلمون من كان يصدق إن الثورة العربية المباركة ستنطلق من تونس الحرة التي كانت المنتجع الآمن لوزراء الداخلية العرب ليجتمعوا وقد كانت اجتماعاتهم دائماً ناجحة ومتفق عليها لأجل التفنن بتعذيب شعوبهم كلما ثارت من أجل الحرية وقد أصبحت تونس ومصر اليوم كابوسهم الذي يورقهم ، أين هؤلاء الظلاميين الذين حرفوا الدين الحنيف عن مساره ووسطيته أين هم من قول الرسول الكريم " إذا رأى أحدكم منكراً فليغره بيد .. إلى آخر الحديث " وأين هؤلاء من قول رب العزة في كتابه العزيز " وإن حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل " وأين هو العدل في عالمنا العربي في ظل هذه الأنظمة المتهالكة العميلة التي استبدلت قبلتها مكة المكرمة في أرض الحجاز من جزيرة العرب إلى حيث البيت الأسود في واشنطن
إن هذه الحكومات والأنظمة قد أصابتها الشيخوخة وتجاوزها الزمن والحمد لله إن شباب أمتنا في مصر وكذلك تونس وغيرهم من بلاد العرب لديهم خارطة طريق بازالة هذا العفن والتخلف الذي تجاوزه العصر وأنفلونزا الثورة قادم قادم والويل لكم يا مفتين سلاطين الضلالة من حكم الشعب الذي ثار على الظلم والقهر والاستبداد على أنظمة وحكومات ستصبح جزءاً من التاريخ الغير مشرف لهذه الأمة المناضلة وإن الاستقلال الثاني قد انطلقت مسيرته رغم عواء الكلاب الضالة التي لم توقف مسيرة الثورة بلا شك ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب
عبد الهادي الراجح