معارضة الأردنية...تشتت وضياع أم وحدة وتلاحم
المعارضة في بقاع الأرض كافة تعني حب الأوطان بطرق أخرى تتقاطع مع الحكومات حينا وتختلف معها أحيانا ،المستفيد من هذا الوضع الصحي هو الوطن.
لكن الحال في الأردن يختلف حيث يصور ويروج أن المعارضة ما هي إلا بعبع يسير عكس تيار الشعب كما يروج أنها لا ضد الحكومات وأفعالها وأعمالها وفسادها بل ضد النظام وتطالب بتغييره.
هذا الأمر عار عن الصحة جملة وتفصيلا،فالمعارضة الأردنية ذات هدف وطني وتدعوا إلى نقل الأردن نقلة نوعية في كافة المجالات وتحصينه ضد أعداء الداخل والخارج.
في الأردن المعارضة ،معارضات في الحقيقة ،لا وجود فعلي لها على الأرض،بل لنقل صراحة أن المعارضة اليوم قائمة على أفراد ولم تدخل في أطر تنظيمية واحدة تنسق فيما بينها،لذا أصابها الخمول والخمود.
جزء من الأسباب التي قادت إلى هذه الحال حكومية ذكية جدا عملت على تقسيم واستقطاب بعض الرموز من المعارضة والزج بهم في مناصبها وملفاتها ،لكن البعض لم يتبدل ولم يتخير وبقي ثابت على خطاه وأسس فعل فردي معارض بمقابل جمعي مدفون ومشتت هنا وهناك.
أما الحكومة الأردنية والتي توصف في كثيرا من الأحيان بالقوة ،وهي أوهن من بيت العنكبوت،قوتها لم تأت من فراغ ولم تستورد من اليابان أو الصين ،إنما من ضعف الرأي الوطني المعارض لها.
هذا للأسف قاد إلى تفريغ المعارضة الجمعية من محتواها من خلال إرضاء أفرادا باتوا محسوبين عليها بمناصب حكومية أسهمت في فرط عقد ترابطها،لتصير في مهب الرياح التي تهب عليها.
الرياح العاصفة التي هبت على المعارضة الأردنية انتهت في فرقة الجسد الواحد بل تقسيمه إلى أجزاء متعادية لا ترابط بينها للأسف الشديد.
المصيبة الحقيقية أن هذا انسحب وأصاب الأردن الوطن والشعب بمقتل ،بعدما خلت الساحة من اشارة حمراء توقف تغول الحكومات وتفريطها بعقد الترابط الوطني،بسبب مصالحها الشخصية الفانية.
لم يقف أحدا بوجهها ،لذا وجدت الطريق سالكة لفرض مشاريعها المستوردة من الخارج المتوافقة والمشاريع الدولية ومصالحها الصهيونية ومؤسساتها من صندوق وبنك النقد الدولي.
غياب التعاضد عن المعارضة وتشتتها أدى إلى تهديد الوطن بصورة تختلف عن السابق بعدما تغيرت أسباب التهديد.
نريد معارضة واحدة في جسد الوطن لا في أخدود المصالح الفردية،نريد منها أن تقتل مصالحها الشخصية بمقابل أحياء المصالح الوطنية العليا.
نريد معارضة فعالة متوحدة في نظرتها متوافقة في مشروعاتها ومتوحدة في أعلامها تحت راية الوطن ومصلحته العليا.
كم تتوق محافظاتنا الأردنية المباركة إلى توحيد صفوف معارضينا الوطنيين في بوتقة الأردن.
إلى متى ستبقى المعارضة الأردنية طوائف شتى متحاربة فيما بينها وتسهم في تقوية تسلط الحكومات وتغول أصحاب الأجندة المشبوهة التي تأتمر من الخارج وتسير وفق رؤيتها الخبيثة.
نريد معارضة قوية لمواجهة حكومة قوية ،معارضة ترصد تحركات الحكومة ،فإن كانت خيرا فخير،تدعمها وتؤكد خطاها،وإن كانت شرا فشر،تقف بوجهها وتمنعها.
اليوم ليس كما الأمس،حيث اختلفت الظروف وتعددت مشاريع الأعداء،هذا الأمر يتطلب من الجميع أخذ مسؤوليته لحماية الأردن،بكل ما يمثل.
تقتلنا المعارضة الوطنية الأردنية،عندما نجدها ترتكز في ثوب الفردية القاتلة وتدور في فلك الفرد الأوحد الذي لا يأتيه الباطل من بين يدية ولا من خلفه.
كم نتوق إلى توحيد جهود الوطنيين الأحرار الأردنيين في تيار واحد مصلحته واحدة لا متعددة وهي الأردن أولا وثانيا وثالثا.
لا نبغي من هذا جزاء ولا شكورا،جل ما نهدف إليه هو إيجاد أرضية لانطلاق كوادر وطنية أردنية همها أردني ،لن نقول معارضة بل حريصة على الأردن وبقاءه واستمراريته تضم الجميع بلا استثناء،ليث شبيلات إلى جانب توجان فيصل وناهض حتر وخالد الكساسبة والدكتور سلطان أبو تايه،وغيرهم،إلى جانب المتقاعدين العسكريين،والمعلمين ،والعمال،وكل الشرفاء ،لا من أجل أنفسهم بل من أجل الأردن.
لذا ........... نستحلفكم بالله العظيم،وبالأردن الذي تحبون وتعشقون،وتاريخنا المجيد،وباسم شعبنا العظيم،وأجدادنا وأباءنا وأولادنا وأحفادنا،وباسم رجالنا ونساءنا وأطفالنا وشبابنا وشيوخنا،نستحلفكم باسم الهداء لابطال وصفي وعرار وهزاع وحسين الطراونة وأبو تايه والخزاعي والعجلوني....باسم الماء والثرى والطيون والزعتر والميرمية والصبر،والسرو والسنديان والزيتون والزيزفون والجعده،نستحلفكم الوحدة وتوحيد الصف فقد كثرت الخطوب وبتنا مهددين أكثر من ذي قبل في وضح النهار،نستحلفكم بالله يا وطنيينا الأحرار التوحد في بوتقة الأردن اتركوا أعلامكم في أدراجها ووحدوه في علمنا الوطني ليرتفع عاليا خفاقا،فمصلحة الأردن أبقى منا..... مشان الله اتركوا خلافاتكم جانبا واللتفتوا للوطن أيها الأحرار الأطهار. الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا وشعبنا العظيم ورحمة من الله وبركة
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com