مقال


بادرة طيبة تستحق منا الاحترام والاحتذاء متمثلة بمنح جامعة الزرقاء الخاصة خصماً مقداره 50% على الرسوم الدراسية لمن يحفظ القرآن الكريم ، وهذا التوجه يجب أن يلاقي منا كل التقدير وأن يكون أنموذجا متميزا تحتذيه جميع الجامعات الرسمية والخاصة.
فالمعروف أن الجامعات تعمل في بداية كل عام جامعي على استقطاب المتميزين والموهوبين في الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية ويحصل هؤلاء الطلبة بعد المفاضلة بينهم على مقاعد دراسية نتيجة لتفوقهم في المجالات آنفة الذكر على اعتبار أن النشاطات المصاحبة للمنهاج تلعب دورا هاما في صقل شخصية الطالب وتنميتها ايجابياً إضافة لتنمية قدراته المعرفية، والسؤال المطروح ألا يعتبر حافظ كتاب الله متميزاً ؟
أظن أن الكل يشاركني الرأي أنه في قمة التميز المعرفي والخلقي والديني ، فالطالب الذي أفرد جزء من وقته ليحفظ كتاب الله، اعتقد أنه على مستوى من الإبداع والانضباط والالتزام وانه الأقدر على التميز التحصيلي في التخصص الذي سيدرسه، والشاهد على ذلك الذين قبلوا في جامعة الزرقاء الخاصة من حفظة القرآن الكريم كانوا من أكثر الطلبة تميزاً في التحصيل والانضباط، بالإضافة إلى تميزهم في النشاطات اللامنهجية .
فالقرآن الكريم دستور هذه الأمة , وأردننا الخيًر بالتزامه بدينه واحترامه لعاداته وتقاليده الطيبة يعتبر قاعدة لخلق جيل قادر على البناء والإبداع والتميز ، متمثلاً لكتاب ربه منهجاً وطريقة حياة.
فمثلما نهتم بأن يُبدع أبناءنا في تحصيلهم وتعلمهم لمهارات الحاسوب وتمكنّهم من اللغات، وتفوقهم في الرياضة ، يجب أن يكون حرصنا أكبر على تدارسهم وحفظهم لكتاب الله عزوجل، ففي الحديث (( إن لله آهلين من الناس، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن ، وأهل الله وخاصته)) وقال صلى الله عليه وسلم (( الذي يقرأ القران وهو حافظ له مع السفرة الكرام البرره)).
فحفظ القرآن سبب للسعادة وراحة للبال ، ونور للعقل واتباع للسنة المشرفة، فجزا الله خيراً القائمين على إدارة جامعة الزرقاء الخاصة لهذه المبادرة وأملنا أن تحتذي كل جامعات هذا الوطن الخيّر حذوها.
وكلنا امل ان تصدر وزارة التعليم العالي قراراً يخول جميع الجامعات الرسميه منح خصم تحدده الوزاره لا يقل عن خمسين بالمئه من قيمة الرسوم الجامعية للطلبة الحفظه لكتاب الله .

د. نزار شموط
drnezar@yahoo.com