الله لا يحرمنا من نعمة أبو حسين

كالعادة، تحرك جلالة الملك عبدالله الثاني بسيارته لتفقد احوال شعبه في ازمة العاصفة الثلجية « اليكسا»، واستعان بـالجرافة واللودر وكل شيء مكنه من الوصول الى الناس للوقوف على احوالهم وتلبية احتياجاتهم.

ولما انتشر فيديو جلالة الملك وهو يدفع بسيارة مواطن حاصرته الثلوج في شارع الجاردنز مع عدد من ابناء شعبه النشامى، غاب « نكد « انقطاع التيار الكهربائي عند اردنيين وحل الافتخار بالزعيم الهاشمي، وانتشت النفوس دفئا بالابتهال والدعاء الى رب العباد « حمدا على نعمة الحسين».
ومقطع الفيديو الذي لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي في تداوله ايام « الثلجة»، صوره شاب اردني بالصدفة كان قد خرج توا من مسجد الطباع، وشاهد عميد الهاشميين يشد ساعديه لنجدة مواطن.
ولان النشامى كانوا يدا بيد مع مليكهم، وجد صاحب الفيديو الفرصة مواتية لتدوين هذا الحدث التاريخي، حبا في الملك وشهامته وليعرف العالم اي ملك انعم الله به على الاردنيين.
وقصة الملك في مواجهة عاصفة اليكسا، كتبت باكثر لغات العالم تداولا. فالاعلامي العربي والمصري عمرو اديب استحضر كل مفردات اللغة العربية للتغني بـ«ابي الحسين» في برنامجه المباشر والواسع الانتشار في الشقيقة مصر. وضيفه بالاستوديو لم يتوان هو الآخر عن ذكر سمات ومناقب مليكنا الذي رسم لنا خارطة طريق من اجل صلاح مسار حياتنا وحمايتنا وحماية رسالتنا التي جعلت الاردن عضوا مؤثرا في مجلس الامن الدولي، ومع بداية العام الجديد رئيسا له بكل اقتدار.
وما لفت انتباه ضيف عمرو اديب، ذلك الامن والامان الذي يتمتع به الاردن، بقوله «معروف عن الملك الحسين رحمه الله والملك عبدالله الثاني انهم يسيرون في شوارع المملكة ويزورون الناس بدون حرس شخصي».
وزاد الضيف الذي كان يحث المصريين على نجدة ابناء جلدتهم من الاحوال الجوية السيئة التي تزامنت مع ثلجة اليكسا في الاردن « ان الملك عبدالله الثاني كان باستطاعته ان يأمر حرسه بمساعدة الناس، ولكن هذه هي اخلاق الهاشميين المعروفين بتواضعهم وعشقهم لخدمة الناس والوقوف على حاجاتهم».
وبعد هذا الفيديو والزيارات الملكية في ظل العاصفة الثلجية الى مختلف محافظات المملكة وحمل جلالة الملك المساعدات بيديه لايصالها الى ابناء شعبه المحاصرين بالثلوج، لم تجد وسائل اعلام عالمية منها من استهدف المملكة وامنها واستقرارها من اجل اسرائيل ومشروعها العنصري بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن، الا الانحناء لهذا الحراك الملكي الذي اعتمدته مقياسا لحث زعماء بلادها ليكونوا على هذا المستوى من المسؤولية في خدمة شعوبهم في مثل هذه الاوقات العصيبة.
فاحدى الصحف البريطانية بعدما استعرضت نبل وشجاعة وحرص الملك عبدالله الثاني على راحة شعبه، وجهت سؤالها الى افراد العائلة المالكة في بريطانيا قائلة: هل سيقوم احد افرادها بمثل هذا؟.
أما كبار المدونين العالميين على الشبكة العنكبوتية فلم يفتهم هذا الحدث الانساني العالمي. فقد كتبت جرين بروفيت على صفحتها مقالة مطولة ختمتها بالقول: «هذا ما نسميه ملكا حقيقيا».
اما المدون سلايد شومر فقد اقترب كثيرا من ثقافتنا في التعبير عن الحالة بمقالته التي حملت عنوان « الملك شمر عن ساعديه لأجل الشعب».
ومقابل هذا الموقف الهاشمي الانساني، كتبت الهولندية فاليتا فيرزن على صفحتها: أشعر بالفخر وأنا أشاهد هذا التسجيل، كم أتمنى لو أن العائلة المالكة في هولندا تأتي بمثل هذا.
فـ «الهبة الملكية» وجد العالم انها «نادرة» في منطقة يتناحر السياسيون فيها على «الكرسي والمنصب» ويدفع الشعب البريء دمه ثمنا لهذا الصراع. فهو لم ير «ملكا او رئيسا يعرض نفسه للخطر في ظل اجواء جوية سيئة من اجل راحة شعبه» ولذلك رفع الجميع القبعة احتراما للملك عبدالله الثاني الذي لا هم له الا «ان نكون جميعا بالف خير».
وامام هذا السباق العالمي والعربي في امنية ان يكون لديهم زعيم مثل الملك، لا اجد كلمة تعطي مليكنا حقه سوى ان ارفع يداي الى العلي القدير لابتهل الى من جلت قدرته وعظم شأنه «اللهم لا تحرمنا من نعمة ابو حسين».