المنسف الأردني والحطب البحريني !!!

بقلم د .عبدالله محمد القضاه / المنامة

في أمسية بحرينية جميلة ، اصطحبني فيها صديقي الدكتور مالك بني عطا من ضاحية السيف نحو مخيم الحزمان في البحرين ؛ حيث المضارب الأردنية التي تطوق الصحراء وتزخر بالحيوية والحياة.
في جنوب البحرين ؛ وفي برها تحديدا ؛ يبدأ موسم التخييم من بداية شهر تشرين الثاني ولغاية نهاية آذار من كل عام ؛ حيث تقيم الناس مخيمات جماعية بعيدا عن أجواء المدن وتلوثها الى أحضان الطبيعة الصحراوية الخلابة ؛ والأردنيون كغيرهم من الجاليات ؛ أقاموا العديد من "مضارب " الخير في هذه المنطقة العربية الأصيلة ؛ بهدف التواصل الاجتماعي وتعزيز اللقاءات التعريفية بين أبناء الجالية ناهيك عن إقامة أيام للسهر والسامر الأردني.
بعد صلاة المغرب دخلنا خيمة اردنية اقامتها مجموعة من أبناء الكرك الأبية ؛ وبعد أن استقبلنا الشيخ ضرار الضلاعين "ابوعلي " ورفاقه نشامى الكرك من عشائر المواجده والبطوش والبرارشه والمجالي ومن العشائر الاخرى التي اكن لها كل تقدير واحترام وضيوفهم الاردنيين من شتى محافظات المملكة ، وقدم لتا القائمون على الخيمة ايجازا عن هذه الخيمة التي أقامها أبناء الكرك للسنة الثانية على التوالي ويشترك بها زهاء ثلاثين عضوا وتتسع لخمسين شخصا .
جلسنا وسط ترحيب كبير من الحضور ؛ الضيافة اردنية والترحيب وطنيا ؛ القهوة العربية الأصيلة تصب لنا بأيدي أردنية ؛ والنار تشتعل خلف الخيمة بحطب بحريني مبارك ؛ جلسة قلما تجدها في اي مكان على الأرض ؛ سوى الأرض الأردنية ؛ وماهي إلا لحظات لتغطى أرض خيمتنا بالمناسف الأردنية ذات الجميد الكركي ويفرح الأردنيون بجمعتهم الوطنية .
يلتقي الأردنيون بشكل دوري ؛ كل مجموعة منهم تقييم مخيمها على اطراف الصحراء ؛ فهناك مخيمات لعشائر الكرك ، الحويطات ، الحما يده ، الجازي ،النعيمات و المجالي وغيرها من العشائر الأردنية التي نحترم.
وبعد السهر والسمر الجميل ؛ طرحت تساؤلاتي المعتاده على أبناء جاليتنا الأردنية : لماذا لا يكون تجمعكم مؤسسيا وشاملا ؟! ، بمعنى لماذا لا تكون لكم جمعية او مجلس اسوة بإخوانكم في الإمارات العربية المتحدة ؟!، ولماذا لا يحضر سفيرنا لقاءاتكم الدورية ؟!، أجاب البعض على استحياء ؛ سفيرنا !!!، نعم سفيرنا ؛ فهو موجود لخدمتكم ورعاية مصالحكم ؛ اليس كذلك ؟!، قالوا بلى ولكن لعله لا يحب الخروج من مكتبه ؛ أو ربما ليس لديه خبرة في التواصل الجماهيري !!!، فرد آخر وليس المشكلة فقط في عدم تواصل سفيرنا مع الجالية ؛ وإنما الذي يزعجنا أكثر ما تكتبه بعض مواقعنا الإخبارية الأردنية عن خصوصية علاقتنا بالبحرين وإثارتها للطائفية التي تضعنا في موقف لا نحسد عليه ؛ فهل وصلت رسالتنا ؟!.

abdqudah@gmail.com