الغاز المسيل للدموع وأحداث الجامعه

نضال محمد العزه - اخبار البلد
كنت كتبت مقالا سابقا تكرم موقع اخبار البلد مشكورا بنشره على متن صفحاته . تناولت فيه قضية أو ظاهرة العنف الجامعي , هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق مجتمعنا الأردني والتي غدت تستفحل يوما بعد يوم في جامعاتنا وأشد ما نخشاه أن نصبح نتحدث عن عنف مجتمعي امتدادا لهذا العنف الجامعي المستهجن .
ما حصل اليوم في الجامعة الأردنية وامتداده الى الشارع العام وما صاحبه من تدخل لقوات الدرك كان أمرا مؤلما بحق حيث تمطرك الحجارة من كل حدب وصوب فهذه الحجارة المتطايرة عشوائيا على المارة بالشارع الرئيس أصابت العديد وألحقت بهم الأذى النفسي والمادي لمن تم تكسير سياراتهم حيث كانوا يمرون بهذا الشارع .
مشهد محزن أن يقوم بهذا من نسميهم زورا وبهتانا شباب الغد !! فقد ظلمنا الغد بهم , فهذا شباب غير واعد وهذا شباب أرعن يحتكم لعنجهيات وعنتريات ما أنزل الله بها من سلطان .
وإلا فما ذنب كل من كان متواجدا اليوم سواء في حرم الجامعه أم خارجها ؟!! لقد أصيب الكثيرين اليوم بالعصي والحجارة وروعهم صوت الأعيرة النارية الطائشة التي يطلقها شباب المستقبل ؟!!
وإزاء هذه الحالة العنيفة قامت قوات الدرك بواجبها لحماية الناس والممتكات العامة والخاصة والمارة والسيارات إلا أن المؤلم أيضا أن قوات الدرك تقوم في مثل هذه الظروف باستخدام الغاز المسيل للدموع , أنا مع قوات الدرك والأمن العام لفرض النظام بالطرق التي يرونها مناسبة إلا أن إطلاق الغازات المسيلة للدموع يلحق الضرر بالآخرين الذين ليس لهم علاقة بالموضوع وجلّهم من المارة . الغاز المسيل للدموع يفترض أن يستخدم ضد تجمعات محددة لتفريقها لا أن يطلق عشوائيا فيلحق الضرر النفسي والمعنوي بكل من قاده حظه الأغبر للمرور لحظة المشاجرة من تلك المنطقة .
أصيبت إبنتي الجامعية اليوم بضيق تنفس إثر استنشاقها الغاز المسيل للدموع وهي تقف بالشارع العام بانتظار حافلة تقلها وكذا عدد آخر من الطالبات والطلاب والمارة .
هناك أناس يعانون من ضيق بالتنفس ومن مرض القلب ومن الربو ومن أمراض أخرى يكون لإطلاق الغاز المسيل للدموع أثرا سلبيا على حياتهم . فمن يتحمل المسؤولية ؟؟
يجب أن يعاد النظر أمنيا بكيفية التعامل مع تلك الظاهرة وأعتقد جازما أن الأمن العام غير عاجز عن معرفة الأشخاص المخربين والعابثين بالأمن ومثيري العنف . وليأخذ القانون مجراه دون لومة لائم .
يكفي ما يحصل من تخريب وتدمير وتقويض للأمن . فهذه صروح علمية يجب أن تبنى وتعمّر لا أن تصبح معاقل ومعاول هدم وخراب على أيدي فئة ليس العلم هدفها إنما مضيعة الوقت وكما يقال(شوفيني يا خاله) فهؤلاء ليس همّهم الدراسة والعلم إنما التحرش ببعضهم البعض لأتفه الأسباب والتحرش بالفتيات , وتقع الأحداث المؤسفة نتيجة طيش هؤلاء الذين لا يليق بالجامعات أن تحتويهم .ويجب وضع أسس جديدة لاختيار وقبول الطلاب في الجامعات بعيدا عن أية إستثناءات أو إعتبارات ...
هناك خلل واضح في تربيتنا وأخلاقنا وهذا الخلل سيقودنا إلى جاهلية لا تحمد عقباها .