وزيرة الأجواء الباردة

هنا فقط تسطع الشمس ليلا ويطلب رئيس الوزراء أن يصدق الشعب أن البرودة لا تخص حكومته وأن وزيرة التنمية على حق. وهو لا يمانع من أن يتأكد الناس من صحة الامر بلا اشارة الى زعيم الجبهة الوطنية الذي ملأ الدنيا رفضا وصمتا لمجرد حصة بالحكومة على مستوى كنة. ثم أنه ما الغريب طالما ان سليم الزعبي عاد من مشارك في مسيرة وسط البلد الى مشارك في حكومة وزيرا، ترى ماذا كان يهتف يومها!
وهنا فقط ايضا تعالج مشكلة البطالة بالجملة وخصص لها أيام وطنية، ولم يعد مهما الترهل الاداري الذي طوع وزيرا لإلقاء كلمة عن تكنولوجيا المعلومات في مناسبة حول حقوق المرأة، فيقود الامر الى ربط السياحة بتصاريح العمالة الوافدة ودعوة السياح للتمتع ببسطات وسط البلد ومشاهدة السوابق بتحذيرهم من اصحابها، وأخذ الصور التذكارية من خلف اكشاك المدرج الروماني وحاويات القمامة امام سبيل الحوريات، ثم بإضافة جولة في مجمع رغدان ليشطح الدليل السياحي وهو يحدثهم عن قصر بذات الاسم، ويضيف ان خليف الطراونة أمر بإزالة الاكشاك من على مدخل الجامعة الاردنية وانه بعد ربع قرن بإمكانهم العودة لمشاهدة اقدم جامعة اردنية وآثار النكبة التي اعلنها.
وتتواصل الابداعات الحكومية بلا توقف، ويصر رئيس الوزراء ان الالهام قاده الى معالجة الدوام وكيف انتصر على المنخفض الجوي، وانه وضع أصبعه على الجرح بإدخال ديوان المحاسبة الى فريق قيادة امتحان التوجيهي، ربما للتأكد من ان كافة التلاميذ دفعوا رسوم المشاركة، مشيرا الى ان اجهزة التشويش لن تشوش ابدا على سير الامتحانات إلا من حيث التهاء التلاميذ بكشف اماكنها فقط.
رئيس الحكومة والشخص الذي يجلس الى جانبه صامتا ومذهولا طوال الوقت في مجلس النواب من عصر كان فيه الترقيع والرثي ونصف النعل من الاشياء الضرورية، لذا ليس غريبا امتهان الحكومة فن الترقيع بالسياسة والرثي للاقتصاد ونصف النعل لحفاة يجمعون قوتهم من بين الاشواك او للصفع تحويلا لأمن الدولة كلما اشتكى حذاء من سوء استخدام.