صرخة وزير التربية

لو أن الكلام الذي قرأناه عن «جهل»طلبة الصفوف الابتدائية باللغة العربية ـ تحديدا ـ،صدر عن جهة غير الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم، لقلنا ربما كان ذلك من باب»المبالغة» و»الحرص» و»الغيرة» من قِبَل محبّي لغة الضاد. لكن ان تأتي»الصرخة» من كبير المؤسسة التربوية والتعليمية، وبالأرقام التي وردت فهذا يدق ناقوس الخطر بمستقبل أبنائنا وبالتالي شبابنا ومستقبل التعليم في الاردن عامة.

ومع احترامي لكلام معالي الوزير، جاري العزيز في»الجبيهة» والذي سررتُ لكوني «جار الوزير»، وعادة ما امرّ ببيوت الوزراء والمسؤولين إذا ما تصادف ووقع سكني بالقرب من «فِللهم»، طبعا من باب الفضول والتأمل ليس الاّ.، فإن المشكلة لا تقتصر بجهل القراءة والكتابة على طلبة المدارس الابتدائية، بل ومن هم اكبر منهم. وأتمنى على وزير التعليم العالي الدكتور أمين محمود أن يعلن كم من طلبة الجامعات الاردنية يجيد القراءة والكتابة ،أو أنه يطالع غير كتب المنهاج المقررة عليه.
نحن نعيش في زمن الثورة التكنولوجية وللأسف نعاني من «أُميّة» وتحديدا في اللغة العربية التي تحولت الى»تراث»، و»ماضٍ» مثل أي»جاعد» أو «قنديل كاز».
ولا أدري إن كانت «صرخة» وزير التربية التي أشار فيها الى أن 22% من طلبة المدارس الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة سواء بالحروف العربية او الانجليزية، سيتم التوقف عندها، ام تمضي مثل كل القضايا.
يا للهول.
فين أيام رفاعة الطهطاوي وزكي جمعة واحمد أمين؟!.
بل أين أيام عمّنا الجاحظ الذي قيل ان مكتبته وقعت عليه لكثرة التصاقه بها.
بينما طلبتنا وشبابنا منشغلون بالفيس بوك والوتس أب والسفن أب والثرثرة والنميمة «الإلكترونية» ليل نهار!
تسير في الشوارع او في الباصات او السرفيس فترى الجميع منكبٌّ على «موبايله» كأنه يحرّك العالم بأصابعه. بل أن ذلك المشهد يتكرر حتى في الأعراس وبيوت العزاء فتجد الواحد او الواحدة منهم تسلّم على اهل الفقيد وما ان تجلس حتى تنهمك في ارسال رسائل عبر الهاتف الخلوي.
وكأن الموضوع»حياة أو موت» لا يقبل التأجيل.
أتمنى الاّ تذهب «صرخة» وزير التربية «أدراج الرياح»، خاصة وأننا في عز الشتاء و»المربعانية».
أتمنّى....!

talatahanaah@yahoo.com