الحقائق الوجوبية


من الحقائق الوجوبية في الاسلام اسمه سبحانه و تعالى " البصير" و قد قال سبحانه و تعالى لموسى عندما أرسله الى فرعون "إني معكما أسمع و أرى" و لا يوجد هناك حقائق إمكانية لإنتفاء صفات الخلق عن الإله سبحانه و تعالى، لذلك لا توجد في الإسلام صورة تنعكس في أي شيء بغض النظر عن طريقة او مقدار صقل المرآة كما يعتقد الصوفية.
ليس هناك مادة او هيولا تسمى (عماء الرب) كما يدعي الصوفية ففي الاسلام لا يوجد هذا المنطق و لكن هناك (عماء الانسان) عن رؤية الخالق سبحانه و تعالى عندما يتوقف عن فعل ما يجب عليه فعله و هذه هي الحقائق الوجوبية فعلا. عندها تتنزل الملائكة بالتثبيت و هذا ليس أقصى ما يمكن أن يحصل عليه " القائم " بواجبه بل أقصى ما يمكن أن يحصل عليه هو الوقوف بباب " الكريم " سبحانه و تعالى و الدعاء المستجاب.
ليس هناك امكانية للربط بين وجود الرب و وجود "الانسان الكامل" فهاذان الوجودان منفصلان غير ان الانسان الكامل اذا كان وحيد زمانه و فريد عصره تصبح إرادته كنزا من الكنوز و هذا هو الاختلاف بيني و بين منطق الصوفية فهم يتحدثون عن "الانسان الكامل" كأكثر من شخص بينما أنا أقول عندما يكون شخصا واحدا في زمانه.
"الانسان الكامل" لا تنعكس فيه صورة الربوبية بل تنعكس فيه الارادة الناظمة للوجود بأكمله و لا أقول هنا أن الوجود يصبح يأتمر بأمره بل ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"رب أشعث أغبر مدفع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره".
لقد دخل في الصوفية هذه الأيام الكثير من السحر. أما كتاب ابن عربي "الفتوحات المكية" فهو كتاب علمي حوى آخر ما استقر على فهمه علماء المسلمين الطبيعيين في زمانه و بدأه في معرفة الروح و هو الإلكترون و ما كان لي ان أتوصل لهذا الاستنتاج لولا شرح الألسنة المستخدمة في الكتاب و الذي تصدره.
حضارة الأندلس العظيمة و التي لها التقدم على كل أصقاع العالم الاسلامي علما و معرفة كان لها قصب السبق في علوم الدقائق الأولية (Fundamental Particles) و من هذه الحضارة انحدر ابن عربي. فكل ما ترونه من عجائب "الفتوحات المكية" هو نتاج حضارة عريقة و ليس سحرا.
غير أني آخذ على ابن عربي نزوعه و ميله الى علم ليس له فائدة. و قد كان المسلمون حريصون في مواضيع دراساتهم الطبيعية و غير الطبيعية أن لا يقدموا الا السمين و أن يبتعدوا عن الغث حتى المركبات الكيميائية التي قدمها المسلمون كانت تخضع لدراسات بيئية حثيثة. أما انعكاس صورة في القلب فهو من الغث الذي لا يفيد أحدا.
أدعوا الصوفيين الى الابتعاد عن السحر و ان يتذكروا حكم و حد الساحر في الاسلام و ان يعرفوا " الحقائق الوجوبية " فعلا و أن يكونوا " قائمين " بواجباتهم على أكمل وجه.
و الله من وراء القصد.