الشباب العربي يحتفل اليوم بعيد الحرية وليس الحب



اليوم هو 14/2 والذي أصبح أهم أيام العام للشباب، ذلك انه يصادف عيد القديس سان فالنتاين أي عيد الحب، ذلك اليوم الذي كان يثير الجيل الشاب الذي يرتدي الثياب الحمراء، ويسعى إلى إهداء عشيقته أو من ينوب عنها وردة حمراء وجملة (  Happy Valentine  )  .
 اليوم لن يهتم الشاب العربي في عيد الحب، ولن يشتري وردة حمراء ،  بأضعاف سعرها الاعتيادي، فقد تغير تاريخ الشباب العربي، وتخلص من النظرة الأبوية والسلطوية،ولم يعد يوصف بأنه جيل لا يهتم سوى الجنس والشكل الخارجي، فاقرنائهم في مصر غيروا مجرى التاريخ السياسي ، وهزم شاب اسمه وائل غنيم خبير في الكومبيتر أقوى جهاز مخابرات عربي، وحطم أسطورة عمر سليمان، وسجل في مصر أن عبد ناصر هزم الملك فاروق، واسقط وائل صنم مبارك.
لطالما دافعت عن هذا الجيل الذي كنت اهد منه قبل ثلاثة سنوات، وقلت اننا نتجنى عليه، ونظلمه، ولا نستطيع أن نفهمه، وهو ليس المتأخر ، بل نحن، فهو جيل ينظر إلى كل الأجيال السابقة التي لا تتعاطى سوى الأحلام ، وبؤس النكسة والنزحة واجتياح بيروت، وسقوط جروزني والبوسنة، والخوف والرعب من الأصنام و بالحكام.
جيل استطاع أن يستغل لأول مرة وسيلة غربية ، لصناعة الحرية، ويقول كفاية أن نتهم التلفزيون والسينما ، والانترنت بأنها مؤامرات صهيونية لإضاعة وقت الشعب العربي. جيل استغل وسائل الاتصال ، وصنع من "السواليف" سلاحا عظيما، فالأول مرة نصنع من وسيلة اتصال سلاح للحرية وليس لإضاعة الوقت.
الفيس بوك أقوى وسيلة تواصل اجتماعي، في العالم، وطالما اتهموه بأنه وسيلة استقصاء للمخابرات الصهيونية، وطريقة لإشغال العربي للبحث عن صور وعناوين الفتيات، هذا هي نتائج الأنفس المهزومة،ولم نكن ندري أن فكرة الانهزامية الشبابية تسربت أيضا إلى عقول مخابرات cia)) الأمريكية والموساد الإسرائيلية  وحتى كل أجهزة الاستقصاء والرقابة العربية، فخرج منها جيل قلب السحر على الساحر.
لن يكون هناك احتفال ورقص، فلم يعد هناك استعظام للقديس "سان فالنتاين" الذي استشهد لأنه عقد زواج شريف في زمن محرم، فهناك على ميدان التحرير ستزرع ورود تذكرنا بأرواح جيل الشهداء من الشباب ومن تسلح بحماسهم، لينظم نفسه وينتفض دفاعا عن شاب بطشته جبروت الجهاز الأمني العربي وهو خالد سعيد .
نعم لما نسمي يوم 14/2 بيوم خالد سعيد الذي لاحقت روحه كل النظام المصري، مثلما امتدت نار البوعزيري من جسده إلى حرق النظام التونسي.
نعم لم أكن أعمى أو غافلا عن جيل الشباب بل تأملت به الكثير، هذا الجيل صحيح له عاله الخاص، ويتجنب جلسات الثرثرة، لكنه يتقن اللغة الإنجليزية ويستعمل الكومبيتر بمهارة ولديه ذكاء خارق، وتسلح في العلم ، وانجاه الله مما عانته عيوننا.
في كل استعداد للانتخاب البرلمانية، كنا نقاتل لفوز المرشح، وبعد أن يصبح نائبا ، يتخلى عن الشباب ويخشى المسير مع ( الولاد) وينسى أن طاقتهم هي التي أوصلته إلى البرلمان، وأجمل ما في كل تلك الحالات التي شاهدتها بعيني وعايشتها ناشطا وكاتبا كان الشباب يسقطون نفس النائب في المرة التالية ، وما زلنا ننظر لهم بأنهم جيل الجل والفيس بوك.
أتذكر وأنا في الصف السابع كانت حرب الخليج 1991 قد أغرقتها عاصفة الصحراء، وكنت ناشطا في الإذاعة المدرسية القي ما يكتبه لي أخي نادر الذي كان يواظب على قراءة،مجلة الدفاع العربي، وبعد استسلام العراق سقطت مغشي علي، وأنا القي كلمة ما بعد الهزيمة، وما زلت اذكر أنهم ناقشوا هل أفطرت أم لا ، هل أعاني من حرارة أو نقص في السكري وتوقع آخرون أني قد اعاني من ضعف في قوة الدم، ولم يخطر على بال احد ما سأقوله لأول مرة أني أغشيت متألما لهزيمة العراق فقد كنت طفلا مفعما بالقومية.
شكرا لوائل غنيم الذي صنع تاريخا آخر ، وكسر كل نظريات الخوف من كل ما أنتجه الغرب، واثبت أن الرؤوس المحتاطة بالجل ليست جبانة بل في غاية الشجاعة، وان حبيبته التي توجد في حسابه أصبحت بطلة مثل جميلة بوحيرد، نعم الفيس بوك والبيج التي قادها (admin ) اسمه وائل في فرقة خالد سعيد.وعيد حرية سعيد أتمناه للشباب العربي.
Omar_shaheen78@yahoo.com