الغرب يبشر المعارضة بولاية جديدة للرئيس الأسد.. وآل سعود غاضبون ويسيرون نحو العزلة الدولية

 

أخبار البلد

أكدت دمشق أمس أن النصر على الإرهاب في مراحله الأخيرة وخلال الأشهر القادمة، منتقدة عزم واشنطن التواصل مع «الجبهة الإسلامية» المسلحة المتحالفة مع «القاعدة»، بينما بدأ الغرب يضع «الائتلاف المعارض» أمام أحدث تحولاته تجاه الأزمة السورية، فالأولوية في «جنيف2» ستتركز على محاربة الإرهاب

لا على تنحي الرئيس بشار الأسد أو إبعاده عن المرحلة الانتقالية، الذي تحولت بعض الدول الغربية إلى عدم ممانعة ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن رفضت مطولاً هكذا أمر، جاء ذلك في وقت بدت السعودية فيه تميل باتجاه الانعزال دولياً عبر إعلانها باستمرار دعمها للإرهاب.
وطمأن رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي أمس الشعب السوري بأن النصر على الإرهاب في مراحله الأخيرة وخلال الأشهر القادمة، مجدداً تأكيده على «حضور سورية لمؤتمر «جنيف2» انطلاقاً من الثوابت الوطنية، وواهم من يعتقد أننا ذاهبون لتسليم السلطة»، وأضاف: «سنتابع مسيرة الحوار الوطني بعد عقد مؤتمر «جنيف2» على الأرض السورية وما يتم التوصل إليه يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع ورسم سياسة وطنية يطمح إليها كل السوريين».
بدورها استغربت وزارة الخارجية والمغتربين ما ورد على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة والناطقة باسم الخارجية الأميركية مؤخراً حول عزم الإدارة الأميركية إجراء مباحثات مع تنظيم «الجبهة الإسلامية» الإرهابي بهدف بحث المساعدات الأميركية «غير الفتاكة» المزعومة، وتشجيعها على الانخراط في مؤتمر «جنيف 2» من أجل تحقيق تمثيل عريض لما سمته الناطقة «المعارضة السورية».
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: إن «هذا الموقف المستهجن يؤكد إخفاق الولايات المتحدة في تشكيل وفد يمثل مختلف أطياف المعارضة لحضور مؤتمر جنيف، كما أن هذا الموقف من الإدارة الأميركية يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها ويتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بأن مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أعماله».
في هذه الأثناء نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر معارضة بالائتلاف قولها: إن «الدول الغربية نقلت إلى أعضاء قياديين في الائتلاف أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية الأسبوع الماضي في لندن رسالة مفادها «أن محادثات السلام التي ستجرى الشهر القادم قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس الأسد من السلطة»، وأضافت المصادر: إن سبب الرسالة هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلاؤها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة لميليشيا «الحر» قرب حدود تركيا.
وحذر دبلوماسي من الشرق الأوسط من أن رفض الائتلاف لاتفاق في جنيف تقبله موسكو وواشنطن على مرحلة انتقالية يكون فيها للنظام مواقع رئيسية في الجيش والأمن، سيفقده دعم «معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفه سوى السعودية وتركيا وليبيا».
في سياق متصل ذكرت مصادر دبلوماسية في طهران لصحيفة «الحياة» اللندنية أن الجانبين الإيراني والأميركي اتفقا مبدئياً على عدة إجراءات لإنهاء الأزمة السورية عبر «جنيف 2»، إلا أن مسؤول الملف السوري في الخارجية الأميركية روبرت فورد شدد من مدينة اسطنبول التركية على تنحي الرئيس الأسد، رافضاً في الوقت نفسه مشاركة إيران بـ«جنيف 2».
وفي تأكيد جديد على النزاع السعودي الغربي حيال المنطقة، انتقد سفير المملكة لدى لندن محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود السياسات الغربية تجاه سورية وإيران، معتبراً أنها تنطوي على «مجازفة خطيرة»، ولوح بتحرك بلاده «مع الغرب أو دونه» حيالهما.