مجموعة قبائل وعشائر ذات سيادة


فليعذرني وليتسع صدر من يخالفني الرأي ، وسأختصر حيث ينطبق على الأصدقاء القول بأن اللبيب من الإشارة يفهمُ...
بعد أكثر من تسعين عاماً على نشوء دولتنا (( الجوهر الواعد )) نتساءل : هل ما زلنا مجموعة من القبائل والعشائر ، والواجهات والمواجهات العشائرية ، أم أصبحنا دولة تبحث اخيراً عن تكريس مفهوم المواطنية قانوناً وثقافة ، وبما يؤهلها لتلافي العواصف الهوجاء المحيطة بها ، فتحافظ على كينونتها السياسية في الحد الأهم ، وعلى طموح أبناءها في الغد الأفضل كعاملٍ محرك وغاية قابلة للتطبيق . ؟؟!!
نعم ، هل نحن في عام 2013 مجموعة قبائل وعشائر ذات سيادة - يمكن في بعض الأحيان ان تتضارب مصالحها وسياداتها - ، أم نحن دولة لكل مواطنيها المتساوين أمام دستورها وقوانينها ؟!

ومن جانب آخر ، فأذكر عبارة درسناها أطفالاً في أول منهجٍ للكيمياء مفادها : تقاس حضارة الأمم بمقدار ما تستهلك من حامض الكبريتيك ....
ومنذ تلك الأيام في الستينات وحتى الآن مررنا بسلسلة معايير للتطور والتقدم والتحضر من التصنيع والإكتفاء زراعياً ومحو الأمية وإنهاء الأمراض السارية ... الى معايير محو الأمية التكنولوجية وخدمة الإنترنت واحترام حقوق الانسان . وبين هذه وتلك ، معايير عديدةٍ على درب تطور الحضارة الإنسانية...
العامل والرابط والمحرك الرئيسي المباشر أو غير المباشرلكل تلك المقاييس كان وما يزال : توفر (( الطاقه )) .
نعم الطاقه هى القطار الرئيسي بعد الاستثمار في التعليم لكي يتحقق التطور المنشود ، ولا رفاهية دون طاقة رخيصة ...
الطاقة النووية للأردن حاجة ماسة وليست رفاهية يمكن الإستغناء عنها ، فإن حُرمنا النفط فقد أنعم الله علينا باليورانيوم ، والطاقة ((الرخيصة)) هي مفتاحنا لسداد ديوننا وتطوير كل قطاعاتنا في الصناعة والزراعة والنقل وكل مناحي الحياة ؛ وان نصبح دولة مصدرة للكهرباء لبعض الدول المجاورة ليس خيالاً علمياً بل حقيقة قابلة للتحقيق .
المهم أولاً أن نقتنع ونفهم اننا دولة حديثة يجمعها دستور ويحكمها قوانين.