عطوة إمهـــال جلـــيديّة ..!!

على إثر الموجة الثلجيّة العاتية التي المّت بالديار فاغلقت الطرق وقلّعت الاشجار وحاصرت الناس في السهول والوديان .. وقمم الجبال ... ندرة الخبز وانقطاع الكهرباء وفقدان المحروقات .. امرٌ جلل المّ بالقوم فاجتمعوا يتباحثون ... وتنادى اهل الحلّ والعقد من كلّ حدب وصوب على إثر انباء سمعت من هنا وهناك عن وجود جبهة هوائية اخرى تطرق الأبواب ! .

ابو صقر ... ترأس القوم ... تنحنح ... وعدّل جلسته ثم قال : الشور يا هل الشور ... اشيروا عليّ ايها الناس ... ماذا نحن فاعلون ؟ والانباء تتوارد علينا بقدوم العاصفة الثلجيّة (ناتاشا ) أخت اليكسا ... وهذي يا اخوان نتاشا ... ما تقرا ورق ! ودمها فايــر ! وازود من اختها الي تعرفوها ... محملة بشتّى انواع الثلج والبرد والعواصف ! .. يا جماعة الشغلة بدها وقفة رجال ... والرجال ما تبين غير بالازمات .

قال شيخ العرّافين بالثلجات والعواصف والمنخفضات والجبهات : والله يا الربع كنا نعرف ... سعد السعود ... وسعد الخبايا ... وقران العجايز ... والمربعانيّة ... اما اليكسا ونتاشا ! هذا والله موديل جديد طخ علينا ... والوضع يا ربع يلزمه شور و تدبير !.
قال قائلٌ منهم : اعلنوا حالة الطوارىء القصوى ... النفير العام للجيش العربي والاجهزة الامنية وامانة عمان والبلديات وحتى القطاع الخاصّ ... وزيتوا الاليات وعبوها سولار واعدّوا ما استطعتم من البلدوزرات والكاسحات ... واللّودرات وانشروها في الشوارع والطرقات ...

قال رجلٌ من اقصى المدينة ... يا قوم ما إلكوا الاّ ان تستعدّوا ... وتآخذوا إلكوا عطوة إمهال ! على الاقل لمّا تذوب ثلجة اليكسا وتفتح الطرقات ويتموّن الناس بالكاز والغاز والخبز والمواد الغذائية ونصير مستعدين للجولة الثانية! .

قال ابو صقر: والله ونعم الراي ... ويش عليه ... خلّينا نكدّ جاهة ونآخذ عطوة امهال لعدة ايّام .

توجهت الجاهة العشائرية المكونة من كبار وجهاء المؤسسات الرسمية والحزبية والاهلية والهيئات المستقلة منها وغير المستقلّة ! وتبرعت الاشغال العامة بالآليات والجرافات تحمل الجاهة وتفتح الطرق امامها ... وقال عمدة المدينة : وانا اتبرع بثمانين اليّة من (إبلي) تحمل سدور الكنافة وبراميل السحلب .. وايضا كرابيج حلب ! سنجعلها حفلاً لا مجرّد جاهة عشائرية ! .
حطّت ركائب القوم رحالها في مضارب الشيخ ثلجي ابو الريّاح الذي كان في استقبال الجاهة على رأس جمع غفير من ابناء عشيرته ... ورحّب بالجاهة ايّما ترحيب ، وجلس ابو صقر في صدر المجلس ... واوعز الشيخ ثلجي للقهوجي وقال : شيمتكم بينكم يا قوم ؟ فاشاروا بصبّ فنجان الجاهة امام كبير الجاهة ... ابو صقر .

وقف ابو صقر .. وبعد ان حمد الله واثتى عليه قال : يا شيخ ثلجي ولا يهونوا السامعين .. وانت تذكر الله – قال الجميع لا اله الا الله – حنّا ما نشرب قهوتك غير تقضي حاجتنا اللي جينا بيها ! .

قال الشيخ ثلجي : ابشروا باللي اقدر عليه وانا أخوا اليكسا ! ترى ان ودكم عروس ... جتكم اليكسا عطيّة ما من وراها جزيّة ... وخيّتها نتاشا بعد ما تغلى عليكوا والله .
قال كبير الجاهة : قدّها وزود ... ما تقصّر والله ... مير حنّا جينا نطلب عطوة امهال وانت تذكر الله يا شيخ ... الطرق سكّرت والناس تحاصرت والموونة شحّت والآليات تعطّلت واعلنت عجزها ... والكل بالله ثم بيك يا طويل العمر تعطينا عطوة اسبوع زمان ... خلّي هالناس تنتعش !
قال الشيخ ثلجي : يا الربع ... امرنا وامركوا بيد ربّ العالمين مالك الملك مرسل السحاب والريّاح وهو على كل شيء قدير ... مير اشربوا قهوتكم وحاجتكم بعون الله مقضيّة .

شرب كبير الجاهة الفنجان ودارت القهوة السادة على القوم ... ثم قال الكبير : لو تسمح النا يا شيخ نسمّي كفلاء العطوة ... قال الشيخ : على بركة الله مدّ وافلح ... قال : ترى كفيل الوفا معالي وزير الاشغال العامّة وكفلاء الدفا .. كل من معالي وزير الطاقة ومعالي رئيس هيئة الطاقة النووية بالاضافة لمعالي وزير الداخلية ... عساهم يدفونا ويبيضوا وجوهنا بهالثلجة .
وقف الشيخ ثلجي قرب واسط البيت وقال : يا الربع ... ترى معكم عطوة امهال لمدة اسبوع من اليوم ... وتحضّروا زين وجهزوا اليّاتكم وزيّتوا جرّافاتكم ... يمكن بمشيئة الله تعالى خيّتي نتاشا تزوركم عن قريب !!

صالح ابراهيم القلاب