أمريكا تُسلح الخليج...؟؟؟


- عند الخوض في تفنيد هذا الخبر ، ، يجدر بنا التوقف عند نبوءَة العرابة كونداليزا رايس ، وزيرة خارجية أمريكا السابقة ، ومن ثم نُمعِن النظر بفوضتها الخلاقة...!!!؟؟؟ ، ونتذكرالفارق بيننا وبين أمريكا عند التخطيط ، لتحديد الهدف ورسم السياسات ، وعلينا كعرب ومسلمين أن نعترف لأنفسنا أننا نرتجل سياساتنا ، فيما الآخر يُنفق على الأبحاث والدراسات المليارات من الدولارات ، التي يحصلون عليها من خزائن هذا الخليج "الخليع..!!!" ، الذي ما يزال يعج بأمراء ومسؤولين ينشغلون في البحث عن ليلة حمراء يقضيها أحدهم مع شقراء هنا وسمراء هناك ، ولا أهمية لشيئ عندئذ ، فالمهم أن يستعرض الشباب فحولتهم ويستعيد الشيوخ شبابهم ويدللوا شيباتهم بقوة البترودولار ، ينفقون الملايين على موائد القمار ، الكاس والطاس ، يسهرون الليل وينامون طيلة النهار ، وكل ذلك بالإتكال على الواحد الجبار ، وعلى أسلحة أمريكا التي يؤكلها الصدأ دون أن يُطلق منها ولو طلقة نار على عدو أو مكار ، يا ويلتاه فحالنا لا يُسر صديق ولا يغيظ عدو ، فمن كانت علته من رفقته سيموت لو كان الطبيب بجانبه.
- علة هذه الأمة في الرؤوس الكبيرة ، التي إن صلُحت صلُحت بقية الأمة ، وإذ ذهب المتأسلمون بمصر إلى حافة الهاوية ، فإن اللوم بات يقع على عاتق المملكة العربية السعودية ، التي يبدو أنها نسيت أو تتناسا هويتها وثقلها العروبي ، الإسلامي ، الإقتصادي ، النفطي والمالي ، وهي التي كما سبق قلنا ونؤكد أنها الركن الأساس ، ، لتكون الضمير والوجدان . لكن كل هذا سيتداعى إن لم يُعِد المسؤولون السعوديون قراءَة واقعهم الداخلي وما يحتاج من جهد للإصلاح السياسي ، الإقتصادي ، الإجتماعي والثقافي من خلال منهاجية عقلانية ، حضارية ، مدروسة ومُتأنية والتي طالما أشرنا إليها في دعوتنا إلى الإصغاء ، تفحص وتمحيص ما تطرحه سمو الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود ، في كتاباتها ، مقابلاتها وتغريداتها، التي تحرص من خلالها كل الحرص على ترسيخ عوامل القوة لوطنها الأم السعودية ، وتعمل بقوة على تفعيل دور المملكة السعودية في المحيط العربي ، الإقليمي والدولي ، فيما لا تقفز سموها عن ضرورة وأهمية بناء علاقات عربية وإسلامية متينة ، تنطوي على مواقف موحدة تجاه قضايا الأمة ذات البعد القومي ، إن فيما يتعلق بفلسطين والقدس ومقدساتها ، أو تجاه الأزمة السورية ، المصرية ، العراقية ، اليمنية وغيرها .
- هذه الأميرة التي تدق ناقوس الخطر ليل نهار ، وتنبه لما يكتنف المنطقة من مخاطر متنوعة ومتعددة ، والتي أهمها قضية فلسطين التي باتت قنبلة موقوته قد تنفجر في أية لحظة ، بأبشع ما هو عليه الحال في سورية ، العراق ، مصر ، لبنان ، ليبيا واليمن وغيرها ، أزمات ، صراعات ، دماء وحروب سيمتلئ بها حُضن السعودية ويُطرطش بقية الدول العربية...!، ناهيك عن تلك الفوضى الخلاقة...! ، التي لن تُبقي ولا تذر في سياق تطبيقها المستمر ، خاصة وأنه فيما يبدو قد أزفت مرحلة إعادة تدوير المنطقة ، ورسم خرائط جديدة ، بتقسيم المُقسم وتفتيت المُفتت ، وهو ما يُنبئ بأن تصبح الدولة "أية دولة" في الإقليم دويلات ، والمشيخة مشيخات والإمارة إمارات ، وهذا لا يستثني هذه الدولة أو تلك ، خاصة حين نتذكر أن حال أمريكا التي يتكئ عليها الجميع ، كحال قبيلة حنيفة في الجاهلية ، التي كانت تصنع صنمها من عجوة التمر وحين تجوع تلتهمه ، وما أكثر الأصنام التي إلتهمتها أمريكا والتي باتت لا تُعد ولا تُحصى ، وبدون ذكر الأسماء التي يعرفها الجميع ، وقادة الدول العربية عامة والسعودية في مقدمتها ، كما أنها "السعودية" الأكثر معرفة في هذا المضمار ، والعارف لا يُعرَّف...!
- لا أخفي أنني أُغبط الأميرة بسمة بنت سعود على قوة إرادتها ، في زمن اليأس الذي يجتاح أرجاء الوطن العربي ، والذي تنخره فايروسات الفساد ، وتهيمن عليه قوى الدكتاتورية والطغيان، ويعاني الكثيرون من عقلائه من الإحباط ومعظمهم يُردد لا يُصلح العطار ما أفسده الدهر ، وآخرون يقولون كفى الله المؤمنين شر القتال ، والغالبية حطت عصا الترحال ، يرهصون عن بُعد ويجترون بطولا ت هوت في أعماق البحر ، فيما بسمة السعودية صامدة ولسان حالها يقول ، لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس ، وتمضي قدما لتحقيق حلمها الإصلاحي النهضوي بخطى ثابتة ، بعزيمة لا تلين كما ورد في قصة المنذر بن ماء السماء ويوم الطاعة...!
- القصة...؟
- يُقال إنه في غابر الزمن ، ظهر أمير قوم يُدعى المنذر بن ماء السماء ، يتسم بالعُنجهية والطُغيان وكان له جند وعسس ومرتزقة ، وله في كل عام يوم للطاعة ، يفرض فيه على شعبه أن يسجد في الساحة العامة ، ومن ثم يقوم هو وجنده بركوب الخيل والجري فوق أجساد الشعب الساجد ، غير آبه بمن يموت أو يتأذى بكسر أو جُرح ، وهو مستمر في إذلال شعبه دون أن يرف له جفن ، لا تنتابه رحمة ولا شفقة ، كما لا أحد يجرؤ على طرح السؤال ، فالسيوف جاهزة لجز الرؤوس.
- لكن ، دائما هناك شجاع ، فدائي وأن لا بد لأحد أن يبدأ...؟ ، فما أن إنتهى الطاغية من طقوسه الدورية الشاذة حتى دبت الشجاعة بأحدهم . هكذا ظهر شجاع المسكون بالغضب ، القهر ومشاعر الهوان التي يعاني منها هذا الشعب المغلوب على أمره ، لكن الخوف من جبروت الطاغية ، كثرة العسس والمخبرين لا تسمح لأحد أن يُسرَّ بما يجول في خاطره لزوجته ، إبنه ، أخيه أو جاره ، لأن النتيجة تعليق الرأس على أسوار المدينة ، وهو ما دفع شجاع إلى حمل ما تيسر من طعام ، وخرج يهيم في البراري على غير هُدى ، تنتابه الأفكار ، الهواجس وتقض مضاجعه الحيرة ومشاعر الخوف تارة والعجز تارة أخرى ، وبقي على هذا الحال لحين داهمه غروب الشمس ، وخشية على نفسه من وحوش الفلا لجأ لكهف "مغارة" ليقضي ليلته محاصرا بالهموم ، يضرب أخماسا في أسداس ، بحثا عن طريق ، منفذ أو وسيلة لخلاص هذا الشعب من ذاك الطاغية المجنون.
- أفاق شجاع مع أشعة الشمس الذهبية ، وإذ هو في مغارة واسعة في جبل بعيد ، وعلى مقربة نبعة غير بعيدة ، يتدفق منها الماء القُراح ، تحوم حولها قطعان الأغنام ، الماشية والرعاة فشعر بشيئ من التفاؤل ، وهو يجول بناظريه متأملا الطبيعة البكر ويعيد النظر إلى المغارة ، وبدون سابق إنذار إستل سكينه وصنع مكنسة من النتش والزحيف ، كنسَ المغارة ، ملأها بالحجارة ، صف الحجارة كما صفوف مقاعد المسرح ، وقف أمام المقاعد مُتخيلا أنها مليئة بالجمهور ، ومن ثم ألقى خطابا عرمرميا وتحريضيا ضد الطاغية ، ينادي بالحرية والكرامة والحق بالعيش الكريم ، أنهى خطبته بالسلام على الحضور المفترضين وغادر عائدا إلى بيته.
- إستمر شجاع في الخروج إلى قاعة الإجتماعات "المغارة"، يُعيد خطابه على جمهوره المُفترض، ومن ثم يُسلم ويغادر ، وفيما لاحظ أحد الرعاة ذلك ، إقترب الراعي من المغارة ، إسترق السمع ، أُعجبه الخطاب ، في اليوم الثاني تجرأ الراعي وجلس على مقعد "حجر" ، إستمع للخطاب الذي تجاهل صاحبه وجود الراعي ، حيث سلم وغادر ، تكرر المشهد ، أسرّ الراعي لزميل ، والزميل لآخر ، ومن ثم للأقرباء حتى إمتلأت القاعة "المغارة" وصاحبنا يلقي الخطاب ، يُسلم ويُغادر دون أن يلتفت للحضور حتى إقترب يوم الطاعة ، وأوقف الحضور الخطيب ، وسألوا : ماذا بعد...؟
- قال شجاع : سنعمل على الخلاص من الطاغية ، بأن نُخفي سيوفنا تحت أثوابنا ، نتوزع كمجموعات على أطراف الساحة ، ونسجد في اليوم المشؤوم مع الساجدين، وعندما ينطلق الطاغية وزبانيته ، نخرج عليهم على حين غرة ونُطيح برؤوسهم، ومن ثم نعيش بحرية وسلام ، وهو ما تم تنفيذه ، لتتأكد النظرية التي تعمل بهديها الأميرة بسمة بنت سعود ، لا صعوبة في الحياة أمام قوة الإرادة ، فتابعوا هذه الأميرة إدعموها وتبنوا منهاجيتها ، فمهما يطول الزمن أنتم الرابحون.