(خيّوه... السَّالفَه طَرْمَى)!


بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات من عمر المطالبة بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المسروقة؛ نجد بانّنا لغاية اللحظة ..؛ نعيش أخطر فصول مسرحية حياتنا التي لاتنتهي بأمر كاتبها ومخرجها وشخوصها...!

إننا لا نزال في فصلها الأول منذ (2011) وهو الضحك والكذب على الذقون...! فلم يتم ااسترداد ولو ديناراً واحداً من تلك المنهوبات والمسروقات ذات الأحجام العائليّة الكبيرة... .

ورغم تولي ثلاث حكومات أو أكثر سلطاتها الدستورية من بداية الحراك والمطالبة بالإصلاح، إبتداءً من البخيت ومروراً بالخصاونة والطراونه وإنتهاءً بالنسور...؛ إلّا أنّ أحداً منهم ولغاية اللحظة (بغض النظر لم يتمكّن أم لم يجرؤ) على تحديد حجم المبالغ التي سُرِقت وتسرق الآن حتى ولو من باب النسبة والتناسب أو من باب التقريب على الأقل...، تصور نطالب بإسترداد الأموال و (مصدقين حالنا) وهم لم يحترمونا أو يقدّرونا أو يعبرونا حتى فيقولوا لنا هي كم، ومتى ؟ (بعد ثلاث سنوات كر وفر، هم غربي عمان ونحن شرقيه).

صرفنا على مكافحة الفساد واللجان والقضايا ومواجهة حراك الشارع مبالغ طائلة (يا ريت وفّرناهن بس)...؛ وللآن لم يرجع مليماً أحمراً لخزينة الدولة، ما عدا أنّهم وعدونا قبل فترة ببدء إسترجاع الأموال المستحقة على (الذهبي) كونه لم يقبل القسمة لا على واحد ولا على اثنين وليس لأنّه (...)، ولا نعلم أين ستكون عند إستردادها...، رأيي هو أن تدخل البنك المركزى بعد فتح حساب خاص بها، ويجرى انفاقها فى تنفيذ مشاريع تنموية لدعم الأسر الفقيرة والمعوزة...، المهم أن لا تذهب إلى وزارة المالية...؛ فإن ذهبت؛ فكأنها لم ترد بل ذهبت ليلاً والأردنيّون نياما، ويأمرونهم في الصباح إلّا أن يصلوا عليها صلاة الغائب وتقييدها ضد مجهول يَرى ولا يُرَى...!

الفاسدون يعيشون بيننا، وهم الآن في قصورنا يستمتعون ببياض سيقان العاصفة (إليكسا) وكؤوسهم مشعشعة بجوع وفقر وبرد الأردني...؛ إنهم يهمزوننا ويلمزوننا بعد أن جمعوا أموالنا لأبنائهم وحريمهم وسفالتهم ورخصهم...؛ فلا جرت محاكمتهم وسجنهم ولا تم التّصالح معهم مقابل إرجاع بعض ثرواتنا... !

ولا أعلم لماذا وأنا أكتب...؛ جاءت الحادثة الظريفة التالية على خاطري، والتي حصلت معي شخصيّاً وهي:

شاءت الأقدار أن أكون واقفاً في يوم ما في أول شارع فيصل؛ أنتظر الباص المؤدي إلى جامعة القاهرة وإلى جهات أخرى بنفس المسار، وكان بجانبي سيّده مصرية تنوي الإنطلاق من هناك إلى وسط الجيزة، وحين مجيء أحد تلك الباصات أو ما يسمّى لدى الأخوة المصريين (ميني بَصْ)؛ تقدمت السيدة لتسأل السّائق بلهجتها المصرية الرّائعة (قِيْزَه..؟) وتقصد رايح على وسط محافظة الجيزة، فلم يعيرها إنتباهاً أو يجيبها وبطريقة قد بدت لي مقصودة، وبسرعه أدار المحرك وانطلق، فنظرت إليّ لتجد نفسها في حرج مما حصل، إلا أنّها تداركت الموقف فاقتربت مني وهي تقلّب بكفّيها بطناً وظهراً وتلطم بلطف خدّها الأيمن وعلى محيّاها نصف إبتسامه وبعفوية مصريّة نادرة قالت: (يا حسره...لا قيزه...ولا خْطُوبه... ).

(هوّ إحْنا...؛ طلعنا مثل معايد القريتين، لا صاد خير ولا سِلِمْ من الملامه...)!

يعني خيّوه سالفتنا مع الجماعه طَرْمَى وبِدْها (قَوْقَعَه)..، وغيرهيك ما رايحين نخلص لا من الفساد ولا من القَرْقَعَه... (قرقعتونا...الله يقرقعكوا)!