جهود مباركة في " زغردي يا انشراح"


كمواطن يمكن ان اجهر بالشكوى مرات ومرات من الاداء الحكومي ولكن كمراقب محايد لا بد لي ان اثمن الجهود التي بذلتها الاجهزة المعنية خلال العاصفة "اليكسا" التي اطلق عليها مواطنون تندراً اسم " زغردي يا انشراح".
الدفاع المدني قام بواجبه وزيادة، وإن لمسنا نحن المواطنون تقصيرا فيرجع في الدرجة الاولى الى محدودية عدد الكوادر مقارنة مع الطلب الهائل، خصوصا ليلة الجمعة السبت، فضلا عن ان العاصفة وما تركته من اثار، فاق كل التوقعات وكانت اشد من يجري التعامل معها وفق الخطط المرسومة، بل والاهم من ذلك اشك في قدرة حتى دول متقدمة على التعامل مع عاصفة بهذه الشدة، ففي النهاية تتغلب الطبيعة على استعدادتنا حين تخرج طورها المعتاد.
ورجال الامن كانوا في " المعمعة"، وادلوا بدلوهم الخير في تنظيم السير ومساعدة المواطنين، متخلين عن طيب خاطر عن عملهم الاصيل، وكانوا بحق يد طولى في ازمة الثلجة.
كوادر امانة عمان لم تقصر ايضاً، وبذل منتسبوها جهودا خارقة في فتح الطرق، وتولت شفتات العمل على مدار الساعة، لتؤمن فتح الطرق وانسيابية المياه وعدم تكون البرك والبحيرات، وهي بالمحصلة جهود تقدر.
رفاق السلاح في القوات المسلحة شكلوا بدخولهم على المشهد "التحول الاستراتيجي" المرجو، وبذلوا جهودا خارقة تليق بالسند الذي نستند اليه في هذا البلد، سواء في فتح الطرق او مساعدة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل او بنقل المرضى للمستشفيات، وحولوا المعادلة بسرعة، فهم حيثما كانوا اسود الوغى، وأهل النجدة حيث نحتاجهم يكونون.
المعادلة لم تقف هنا، ففي المستشفيات داوم ممرضون واطباء لايام متتالية، تحسبا لما قد تاتي به العاصفة، وكانت لايديهم البيضاء الفضل في انقاذ حيوات مواطنين .
نعم.. كان هناك تقصير من البعض، بيد انه لم يكن تقصيرا مقصودا في الغالب، لعل سببه سوء التقدير وصعوبة الاحوال الجوية التي سادت.
العاصفة مرت بسلام والحمد لله، ولكن ذلك لا يمنع محاسبة مسؤولين كبار، ومخططين، لم يتحسبوا لها كما يجب.