لماذا منع هتلر عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية ؟

يقال(والله اعلم) أن المرأة الألمانية تتصف بعدد من الصفات , من أهم هذه الصفات , محافظتها على أسرار زوجها وبيتها , واعتزازها الكبير بنفسها , وفي المقابل يقال أن البيت اليهودي يتطلب الكثير من الأعمال المنزلية , وبالذات الأعمال المنزلية المرتبطة بالطقوس الدينية اليهودية , ويبدو أن هتلر(وما أدراكم ما هتلر) قد جمع بين هذه الحيثيات وأدرك اجتماعيا أن عمل المرأة في بيوت الآخرين فيه شيء من الذل والاهانة للكرامة الإنسانية , وفيه أيضا شيء من البوح للأسرار , وهذا يتعارض مع وجهة نظره من حيث عشقه للقومية الألمانية وأسرارها , هذه القومية التي عمل وكافح من اجلها اشد الكفاح , ثم أنه لم يقبل بأي شكل من الإشكال أن تهان المرأة الألمانية المعتزة بنفسها في البيوت اليهودية والتي تكثر فيها الأعمال المنزلية . 
لقد تعزز هذا الشعور لدى الطفل (هتلر) بعدما توفى والده , حيث عاش مع والدته الألمانية التي اضطرت أن تعمل كخادمة في احد البيوت اليهودية عند شخص يهودي , حيث كان هذا اليهودي قاسيا جدا معها وكان يضربها ، ويهينها , ويجعلها تعمل أكثر من طاقتها وهتلر مغلوب على أمره , لا حول ولا قوة لديه , يلتصق في أحد زوايا المنزل خوفا , ويبكي بشدة مما تعانيه أمه بسبب هذا اليهودي ، فنشأ هتلر وأصبح كره اليهود غريزة بداخله , كانت هذه هي شرارة المبادرة في الانتقام من اليهود فيما بعد , وربما لو علم هذا اليهودي ما مصير اليهود من بعده (محرقة الهولوكوست) بسبب طفل خادمته لما فعل ما فعل . 
عمل هتلر كل المستحيل من اجل توحيد القومية الألمانية من خلال بناء ثقة المرأة الألمانية بنفسها , وان مثل هذه الثقة من وجهة نظر هتلر تجعل المرأة الألمانية تحافظ على أسرار بيتها وزوجها الملتحق بالجيش الألماني خلف الجنرال هتلر , نعم مجموعة عوامل جعلت من هتلر جنرالا عسكريا شهدت له ساحات القتال , وجنرالا اجتماعيا شهدت له المرأة الألمانية , حيث قالت فيه بعض نساء الألمان : لقد أسس هتلر صرحين ألمانيين عاليين لن يهدمهما احد على مر التاريخ هما : التزام المرأة الألمانية بالقيم الألمانية , وقوة الصناعة الألمانية ومتانتها , وان هذا الربط ما بين المرأة والصناعة لم يأتي من فراغ عند هتلر , فصناعة الرجال تؤدي حتما إلى شموخ الدول . 
وهنا لنا وقفة مرتبطة بأهمية بناء المرأة العربية , فبناء المرأة يعني بناء الإنسان , وبناء الإنسان يعني بناء الدولة , لم يقبل هتلر أن تعمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية , وجعل المرأة الألمانية تعتز بنفسها كل الاعتزاز , وجعل المرأة الألمانية تحافظ على أسرار زوجها العسكرية , وكان يعرف كل المعرفة أن طريقه للنصر في ساحات الصراع لا بد أن يمر ببناء المرأة , المرأة الصالحة تحفظ ما غاب عن الناس , وهو السر الذي يكون في بيت الزوج , ويكون بينها وبين زوجها , فتجد المرأة الصالحة لا يمكن أن يطّلع على ما في بيتها أحد , بل إذا سألت عن ما في بيتها قالت : البيوت صناديق مقفلة , أبوابها موصدة ، ونوافذها مغلقة ، وستائرها مسدلة . 
ونقول : هل الأمة العربية تنبّهت كما تنبّه هتلر من حيث إعداد المرأة المحافظة على أسرار زوجها وبيتها وأمتها , من اجل بناء جيل قوي ليقوم بدوره ببناء الدولة ؟ هل قرأ أو سمع هتلر ما جاء بكتاب الله عز وجل (القرآن الكريم) في حق المرأة الصالحة ؟ وقد مدحها الله بقوله : فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله , اعتقد أن هتلر قد منع عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية , لان اخطر ما يكون (معلومة) بيد امرأة لها حاجة ! كيف لا , وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لو كان الفقر رجلا لقتلته , لحرصه وتفانيه في توفير لقمة العيش للناس , وقبل أن نختم , لتأخذ ايجابيات هتلر , ولنرمي جانبا سلبياته .