شتانا غير

بداية نحمد الله عز وجل على نعمة المطر والثلج التي عمت بلدنا العزيز , ولكن للاسف هذه النعمه تنعكس علينا سلباً في كل عام .
فحين قدوم الشتاء نمر بحاله من الارباك , والتخبط , وعدم القدرة للتعامل مع ألاحوال الجويه الاستثنائية من هطول الامطار والثلوج , والتي هي في الاصل امر طبيعي في هذا الفصل , الا انها عندنا شيء استثنائي , ففي كل موسم تتكرر نفس المشكلات التي ٌتظهر القصور في الاستعداد والتهيأه لاستقبال فصل الخيرالشتاء ( انغلاق في مناهل تصريف المياه , عدم القدره الاستيعابيه لشبكات الصرف الصحي) , ( مداهمة المياه لمن يسكنون في مجاري المياه وفي الاماكن المنخفظه والذين للاسف تم الترخيص لهم بالبناء في هذه الاماكن ) , (انقطاع الكهرباء) , (تعطيل حركة السير في الشوارع بسبب تعطل سيارات من يهرعون للعب بالثلج وكأنها ثقافه موروثه عن الاباء والاجداد ) , (صعوبة الوصول للحالات الطارئه لعدم وجود اليات مجهزه للتعامل مع الثلج في الدفاع المدني , حيث يتم الاستعانه بمدرعات ناقله من الجيش , غير مهيأة لنقل الحالات الطارئه ) , (الازمات المفتعله على مصادر الوقود , وعلى المواد التموينيه وخاصة الخبز ) , ( تغطيه حصرية ممله شامله لتلفزيوننا الاردني والقنوات الاردنيه للحاله الجوية , واستعراض عضلات مكرر ومقيت من المسؤولين للجهود المبذوله في التعامل مع شبح الثلج والمطر , وكيفية التغلب عليه , وحدث ولا حرج عن الاتصالات التي باتت محفوظه لدينا عن ظهر قلب ( اتصال مع مدير الدفاع المدني والامن العام وامين عمان ووزير الداخليه ومدير السير , والمحافظين , وقائد المنطقه العسكريه الشرقيه والجنوبيه والغربيه والشماليه واقليم الوسط )....وكأننا في حالة حرب ؟ .
ناهيك عن المتشدقين من المتصلين الوصوليين والذين يقومون بمدح الانجازات والاعمال المبهره التي قام بها المعنيين , والذين يشعرونك ان ما انجز خارق بالتعامل مع الازمه , والتي هي بألاصل نعمه .
الى متى هذه الترهات وهذه المسرحيه التي نشهدها كل عام , والتي لا تنم الا عن تقصيرالجهات المعنية في الاستعداد لفصل الخير والبركه , والذي يتحول لفصل طواريء بعزيمة المقصرين .
ولكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله , لا ننكر الجهد الذي يبذله الجنود المجهولون من رجال الدفاع المدني , والقوات المسلحة , والامن العام , وعمال الكهرباء , ومراكز الاسعاف في المستشفيات , وغيرهم الكثير ممن يتحملون المسؤوليه كامله في التعامل مع المستجدات , ويدفعون ضريبة تقصير الجهات المعنيه في حل المشكلات التي تتكرر والاستعداد والتحضير لفصل الشتاء , قبل قدومه .
وندعوا الله ان يكون المطر خيراً , سحاً غدقاً سقيا رحمة لا سقيا عذاب , وكل شتاء وانتم بخير .

د . نزار شموط
drnezar@yahoo.com