الأحوال "عال العال"


يحكى أن أحد البسطاء ذهب إلى مختار قريته يشكو إليه صعوبة العيش وضيق البيت، حيث يعيش هو وزوجته وأطفاله في غرفة واحدة، وطلب من المختار أن يساعده لتوسيع بيته بما يضمن له حدا أدنى من كرامة العيش.
سأله المختار: ماذا تملك من حيوانات؟ فاجابه الرجل أملك بقرة وحمارا وعنزة.
فقال له المختار: أريد منك أن تدخل هذه الحيوانات إلى منزلك وتبقيها فيه لمدة أسبوع ثم عد إلي، انطلق المسكين ونفذ ما طلبه المختار ثم عاد بعد اسبوع.
المختار: اه كيف الأحوال؟ أجابه المسكين: أحوال زي العمى، والله يا سيدي مر علينا أسبوع من أسوأ ما يمكن أن يشهده الإنسان في حياته.
قال له المختار: أريدك الآن أن تخرج البقرة فقط ثم عد الي بعد اسبوع، وبالفعل نفذ الرجل الطلب وعاد بعد أسبوع.
المختار: طمني كيف الاحوال؟ فأجابه الرجل: بصراحة يا سيدي الأحوال أفضل من الأسبوع الماضي، ولكن ما زلنا أنا وأسرتي نعاني.
فقال له المختار: حسنا، أريدك الآن أن تخرج الحمار وترجع إلي بعد أسبوع، وكالعادة نفذ الرجل الطلب وعاد بعد أسبوع.
المختار: اه.. كيف الأحوال؟ أجاب الرجل والله يا سيدي "عال العال" بس بصراحة هالعنزة مغلبيتنا شوي.
وهنا طلب منه المختار أن يخرج العنزة ويعود بعد أسبوع، وبالفعل قام الرجل باخراج العنزة من البيت وعاد بعد أسبوع إلى المختار، وقبل أن يسأله المختار عن الأحوال، أسرع الرجل وأمسك بيد المختار يقبلها ودموع الفرح تنهمر من عينيه، وهو يقول بارك الله بك يا سيدي، لقد بدل الله حالي على يديكم إلى أحسن حال وعشنا أنا وأسرتي في غرفتنا الصغيرة أسبوعا من أروع أيام العمر، وأرجو أن تقبل مني هذه العنزة هدية صغيرة مقابل تفضلك علي بالأهتمام والرعاية وتقديم الحلول المناسبة لمشاكلي.
تذكرت هذه القصة وأنا أطالع الأخبار التي زفت الينا بشرى مكرمة النسور باعادة العمل بالتوقيت الشتوي، وبالمناسبة فإن التوقيت الشتوي ليس أكثر من مثال على طريقة النسور في الإدارة والحكم، وقد استخدم هذه الطريقة مع الشعب الأردني أكثر من مرة، وكان أولها عندما صرح بأن الدينار سوف ينهار، ثم عاد بعد عام ليقول "الحمد لله حليتلكوا ياها وهاي الدينار تعافى بفضل جهودي".
بارك الله فيك يا رئيس حكومتنا ولا حرمنا من ابداعاتك العبقرية في اختراع الحلول المناسبة لمشاكلنا، وأرجو من كل مواطن أردني أن يقوم بحمل عنزة إلى الدوار الرابع لتقديمها كهدية لرئيس حكومتنا المبدع.
د. عبد الرؤوف ربابعة
abdrf@yahoo.com