أبو عفاش،،،وعيد الحب
بعد مضي سبعة وخمسون عاماً قرر العم أبو عفاش صبغ شعره وكسر ثقافة العيب وكل الحواجز فقد قرر هذا العام بالاحتفال بعيد القرود عفواً عيد الحب.
فقد قامت السيدة أم عفاش بتزيين المنزل المهرهر بكل زواياه باللون الأحمر حتى دعاسات الحمام وأدوات المطبخ وقامت بطلاء شفاهها المترهلة بقلمين فلوماستر وصنعت من برداية المطبخ فستان السهرة لهذه المناسبة المهيبة وقامت بربط البالونات على حبال الغسيل.
فقد كانت تغلف حياتهما ذكريات جميلة وأيام صعبة تخطوها بالذل والهوان إلى أن تزوج جميع الأبناء وقررت الاحتفال بهذه المناسبة التي باتت تؤرق أغلب السيدات.
ويا لهول ما حصل فقد أضاءت الشموع الحمراء ووضعت أغنية ذات الرداء الأحمر مقدمة فيلم (توب جن) وقامت بتغيير أضواء المنزل باللون الأحمر الخ الخ الخ
وحضر أبو عفاش وقد كان يرتدي التيشيرت الحمراء ولأول مرة بحياته وقد أحضر معه (بوكسة)بندورة ليس لا مثيل من حيث اللون والاحمرار وكانت أم عفاش تتوقع من زوجها هدية من النوع الآخر على سبيل المثال ساعة يد أو خاتم أو زجاجة عطر على نكهة الملوخية،،، أما بوكسة بندورة فلم تتوقع أبداً وأصابتها الدهشة واحمر وجهها.
فقام أبو عفاش صارخاً بوجهها،،،
يا أم عفاش هشك بشك خلي الحمرة على وجهك ويعدمني القمل والسيبان وحب الشباب الأحمر اللي على جسمك والتجاعيد اللي على وشك،،،ولك يا طرمة جبتلك أغلى شيء بالسوق والله كلفتني الشيء الفلاني وكنت مفكرك رايحة تكوني سعيدة والله حيرتيني معك يا أم عفاش،،،
يا أم عفاش أبوي قضى عمره مع أمي بغاية السعادة لا كان في عيد حب ولا ضرّاب السخن
وعاشوا حياتهم وفاء وإخلاص وأولاد وكانت العيشة رضية وهنية أكثر من أيامنا هذه وكانت أمي الحبيبة تتلقى بالعام ثوب واحد وكانت بغاية السعادة وكان الحب والاحترام بينهم صامت وغير معلن فكان لفنجان القهوة حكاية حتى أنني أتمنى أن أعيش كما عاش أبي وأمي،،،
فصمتت أم عفاش دهر ونطقت كفر وصرخت بوجه العم أبو عفاش قائلة،،،إذا مش عاجبيتك العيشة معي طلقني،،،وما أن سمع أبو عفاش هذه الإهانة لم يستطع الصبر أكثر من هذا فقال لها حاولت يا أم عفاش أن أغير من نفسي ومن ملابسي كرمال عيونك مع أني مش مقتنع بكل اللي بعمله بس على أي حال،،،انت طالق طالق طالق،،،
وقذف بوكسة البندورة أرضاً معلناً بهذا نهاية عيد الحب (القرود الحمر) بتطليق حبيبة العمر ورفيقة الدرب أم عفاش،،،كم كانت نهاية حزينة
لست مع ولا ضد،،،ولكنا مقبلين بعد يوم أو يومين على هذا العيد الذي يقال عنه عيداً للحب لا للسلب ولا للنهب ولا أستطيع أن أنكر بأن العالم قام بطرح الزينة بجميع أقسامه بألوان حمراء ملفته للنظر ليرتفع سعر الورود الحمراء وفقدانها بالسوق ليصل سعرها في بعض الأحيان إلى مبالغ خيالية،،،،،،، ويبقى أبو عفاش متمسك بقراره يستمع إلى أغنية (ظلموه) لعبد الحليم.
من قلب الحدث
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب