عندما يحقد بعض كبار المسؤولين

الحقد يعني شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الانتقام, ولعل الشعور بالانتقام اذا ما وجد في داخل الشخص المسؤول فانه بالضرورة سيتسبب في ايقاع الضرر والظلم على اولئك الاشخاص الذين يعملون بالإمرة وهنالك تفاوت ملموس في مقدار الانتقام ويعتمد ذلك على حجم الصلاحيات الممنوحة ومدى وجود رقابة على صاحب الصلاحية ففي ظل عدم وجود رقابة وهذا يتمثل غالبا في المؤسسات العسكرية والتي لا تراقب فيها ولا تقيد تصرفات وقرارات الرجل الاول فاننا نلحظ استبدادا واضحا وملموسا لبعض اولئك القادة وخصوصا ما يتمثل منها في انهاء مستقبل العديد من الكفاءات والتي يعتقد الرجل الاول فيها انها قد تشكل خطرا على ديمومته خلال الفترات القادمة بهدف بقائه لاطول فترة زمنية ممكنة على سدة الحكم وعادة ما يتبع ذلك الانتقام فرز وايجاد بدائل اقل من المستوى المطلوب وظيفيا بغية بناء تنظيم قيادي يلبي ويهلل للقائد على غير وجه حق ويكون يده التي يضرب بها ولسانه الدي يتحدث عنه حتى ولو كان ذلك مغايرا للقناعات وعلى حساب سمعة ومستقبل الاخرين فهو مستعد لتشويه اي ارقام او حقائق بهدف تسويق نفسه والاطالة في ايام جلوسه وتربعه على كرسي المسؤوليه وتمويه كل ما من شأنه زيادة تقربه من الرجل الاول وفي معظم الاحيان يلازم هذا الولاء المشحون اجراءات عديدة تدعم رصيد ذلك الشخص بغير وجه حق وكل ذلك يحدث في ظل عدم وجود الرقابة ومنح الصلاحيات المطلقة حتى ان ذلك يجعل الرجل الاول يصل الى مرحلة من العظمة تجعله ينقطع في تواصله مع من كان يصنف من اقرب الناس اليه ويبدأ ذلك من خلال عدم الرد على الهواتف ويلي ذلك انقطاع تدريجي في التواصل ويختتم ذلك المشهد بالانقطاع الشامل والتفرغ لممارسة تكنولوجيا الانتقام وبناء المستقبل الشخصي بغية فرض نفوذه وهيمنته حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن ومستقبل قائد الوطن واستقرار الشعب ايضا لان النتيجة الحتمية لتفريغ مؤسساتنا من الكفاءات والخبرات واستبدالهم بنماذج عكسية سيؤدي ذلك حتما الى تشوه خلقي في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والامنية على حد سواء 

ان ما دفعني للحديث حول هذا الموضوع الهام هو ما يجري حاليا في بعض المواقع الحساسة والهامة و تشرفي بسماع كلام سيدي صاحب الجلالة اثناء تسلمه ميثاق منظومة النزاهة الوطنية وحيث ان النزاهة تعد احد الخطوات الضرورية في طريق الاصلاح والديمقراطية فاننا نتمنى ان يتم الايعاز للجنة الملكية القادمة مراعاة مراقبة مؤشرات النزاهة لدى بعض اولئك القادة والذين تجاوزوا الخطوط الحمراء وافرزوا قيادات بعضا منها غير مؤهل للتعامل مع المرحلة المستقبلية والذي قد تسبب القدر في مساعدتهم من خلال الركود والبيات الذي حل بجسم الحراك الاردني والذي استمر يطالب بالاصلاحات وما لبث ان خمد فجأة ولكن هذه الصورة لا تعني بالضرورة موت الحراك الى الابد لذلك يتوجب علينا كاجهزة وكحكومة ان نكون مستعدين وان نبني لبنات وطنية طيبة قادرة على التعامل مع اي مستجدات مستقبلا وخصوصا عندما تهدأ التوترات في المنطقة العربية المحيطة 

سائلا العلي القدير ان يحقق رؤى جلالة الملك في النزاهة لانه اذا ما كتب لها النجاح فانها ستتسبب في احداث نقلة نوعية للوطن والمواطن على حد سواء اذا ما تحقق فعلا لا قولا ما تم ذكره امام جلالته اليوم 

العميد المتقاعد 

بسام روبين