رجال الأمن


بعيداً عن المسيرات المُطالِبه بالإصلاح , الفعاليات الحِزبيه أو أي إعتصامٍ مقصده التعبير لحالةِ إحتقان , أصبحت حالات الإعتداء على رجال الأمن مُقلِقِه , راجين أن لا تتحول الى ظاهره , للمطالبين بالإصلاح ,ممن وجدو في المسيرات السلميه أو الإعتصام حقوق و عليهم واجبات , تماماً مثل رجال الأمن ,فعلى المطالبين بالإصلاح ضرورة التعبير السلمي بطرق حضاريه , و هو ما يحدث في العديد منها , ولِضمان ذلك,التأكد ممن يشاركهم و نبذ المندسين منهم , وعلى رجال الأمن مِثلَ ذلك في التعامل .

التعامل مع المطلوبين أمنياً ,قضيه أخرى , مخطىء من لا يفرق بينهما , خاصه في حالات المطلوبين , ممن يصنفون (حالات خطره), مثل هذه الحالات , تاتي من قبلها الإعتداءات.

الإعتداء على رجل الأمن , يتعدى بالمفهوم العام لمعنى التعدي ,سواء لفظيا أو جسديا بالضرب أو الشروع بالقتل بوسائل القتل, ليصل لمعاني أعمق , تؤثر على المجرى الطبيعي للحياه ,للدوله , المواطن و المجتمع.

بكثرة هذه الحالات (لا قَدَّر الله) يحصل الإنفلات , و تضيع هَيبَة الأجهزه الأمنيه,و يَتغَّول أصحاب السوابق , و يقوى نفوذ العصابات,و تضيع حقوق المواطن العادي , و تَنتشر الفوضى و (الخاوات) , و معها قد يفقد المواطن الثقه بجهازنا الأمني (لا قَدَّر الله)و يتحول لطرق أخرى لتحصيل الحقوق.

من أمِنَ العقوبه أساء الأدب ,كلُ مطلوبٍ للأمن , وَجَبَ إحضاره و تقديمه للقضاء , و لو بالقوه الجبريه, قوه لا يكون الضحيه فيها رجال الأمن , يعلم الجميع أن أجهزتنا الأمنيه على إختلافها , تتمتع بمهنيه عاليه و تقنياتٍ متقدمه , و كفاءات يُشْهَدُ لها إقليميا و دوليا , و عليه فهي القادره على تنفيذ القانون و بلا تهاون.

إزدياد المطلوبين أمنياً , و تَعَدُدِ حالات الإعتداء على رجال الأمن , و تَغَولِ أصحاب السوابق وإستهتارهم بالقانون , لا يعود لضعف الأجهزه الأمنيه , السبب التعليمات و الضوابط لرجال الأمن و الحد من العديد من الصلاحيات لهم , بحيث تحول دون تعزيز موقف رجل الأمن و توقِعُهُ في الخطوره , في المقابل , يستغل المطلوبين ذلك , في الإفلات من العقوبه , لذالك تجدهم يُسيؤن و يتمادون , بل أصبح الكثير منهم الخبراء في القانون , و هم لا يجيدون فك الخط , يُجيرون هذا الفقه القانوني في الإفلات من القانون و التمادي في التعدي على الحقوق و منها حق رجل الأمن .

العديد من حالات إحضار المطلوبين باتت تؤجل لمرات , لنواحي أمنيه , العديد منها بات يشهد حالات تعدي على رجال الأمن , ضحايا الإشتباكات في إحضار المطلوبين باتت أعلى في رجال الأمن منها للمطلوبين و هذه الكارثه , رجل الأمن حين يذهب لإحضار مطلوب , هو لا يمثل نفسه , هو يمثل القانون , يمثل الدوله , يمثل الوطن بجميع مواطنيه , الإعتداء عليه , هو إعتداء على كل ذلك .

قد يقول قائل , أن للمطلوب حقوق , أقَلُّها براءته مما نُسِبَ أو قد يُنسب إليه , هذا صحيح و القضاء هو الفيصل , الثابت أن كل مطلوب يُصبِحُ مُجرماً بثبات الفعل , حين المقاومه و التعدي على رجال الأمن , و إلا فعليه الإمتثال لرجال الأمن و إثبات تلك البراءه عبرالطرق القانونيه , و حتى مقاضاتهم والمطالبه بالتعويض المالي.

أقسِم , أني لا أدافع عن رجال الأمن , بِقَدرِ دفاعي عن نفسي كمواطن و كل مواطن يلتزم بالقانون , و الوطن بأكمله , المُستفيدُ من أي إنفلاتٍ أمني (لا قَدَّرَ الله) هم (الزعران) و الذي يدفع الثمن ,كل مواطن ملتزم منتمي لوطنه , المطلوب أن تعطى الصلاحيات بضمان لرجل الأمن لتكفل حقه و تعينه على إنفاذ القانون دون التعدي على حقوق الغير .

طالب حياصات.
talebheyasat@yahoo.com