الى جلالة الملكة رانيا العبد الله



سيدتي ومولاتي صاحبة الجلالة صاحبة القلب الكبير العطوف تحية مجللة بالحب والكبرياء وبكل صور ومعاني الوفاء والتقدير والاحترام ياامل الاماء ومعقد رجائها ومستقبلها المشرق الوضاء وتطلعاتها الواعدة بالخير يامن اسكناك في قلوبنا وتلك محجتنا اليك وسبيلنا اليك ياشيخة العلماء

 هل لي بكلمة غصت بها النفس ردا على ماقراناه وسمعناه حول علاقة المعلم بالطالب وعلاقة الطالب بالمدرسة والعلاقة المتكاملة بالمجتمع واين اصبحنا وكيف كنا

 انا لست معلما سيدتي انما انا صحفي احمل قلمي لاسخر مداده لنذر وقسم اخذته  على عاتقي وامانة ورسالة لخدمة الوطن والامه

جلالة الملكة

 وقعت عيناي على كلماتك سيدتي التي دبت بي وبقلمي الروح فقلت لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟ سـبـحانكَ اللهمَّ خـيـرُ مـعلّمٍ عـلَّمتَ بـالقلمِ الـقرونَ الأولى أخـرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهـديتَهُ الـنورَ الـمبينَ سبيلا أرسـلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً وابـنَ الـبتولِ فـعلّمَ الإنـجيلا وفـجّرتَ يـنبوعَ البيانِ محمّداً فـسقى الـحديثَ وناولَ التنزيلا

 إنَّ الـذي خـلقَ الـحقيقةَ iiعلقماً لـم يُـخلِ من أهلِ الحقيقةِ iiجيلا

 أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى عـندَ الـسَّوادِ ضغائناً وذحولا؟

 تـجدُ الـذين بنى "المسلّةَ" جدُّهم لا يُـحسنونَ لإبـرةٍ تـشكيلا!

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى تـجدوهمُ كـهفَ الحقوقِ كهولا

  فـهوَ الـذي يبني الطباعَ قويمةً وهـوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا

 وإذا الـمعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى روحُ الـعدالةِ في الشبابِ ضئيلا

 

 وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ومـن الـغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا

وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا

 وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا

 لـيسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هــمِّ الـحياةِ، وخـلّفاهُ ذلـيلا

 إنَّ الـيتيمَ هـوَ الـذي تلقى بهِ أمّـاً تـخلّتْ أو أبَـاً مـشغولا

ياسيدتي

 ان المعلم هو محور العملية التعليمية ،وتزيد من أهميته إذا نظرنا إلى المادة التي يتعامل معها وهي الإنسان : بعقله وروحه ، وخلقه ، وبدنه ، فالمعلم هو الذي ينبني الإنسان ويصنعه ، ويشكله وييسر له سبل المعرفة . المعلم له تأثير في الموقف التعليمي ما يجعله سيده بحق ، فهو الذي يعطي من نفسه لتلاميذه ، ويهيئ السبل للانتفاع بالفرصة التعليمية ، ويعد التلاميذ لحياة مستقبلية مواطنين صالحين يعتز بهم وطنهم . والتعليم مهنة وفن : فهو مهنة سائر المهن كالهندسة ، والطب والمحاماة ، والزراعة والصناعة يحتاج من يمارسها إلى دراسة فنونها ، وقواعدها ، وأصولها والعلوم التي تربط بها وتستند عليها ، والتعليم في شأن الرسم والتصوير والموسيقى يحتاج من يمارسها إلى رهافة في الحس ، وموهبة طبيعية ، وقدرة إبداعية وإيمان صادق .

 سيدتي ان السواد الاعظم من المعلمين متمسك بمفاهيمه التقليدية على اساس انه سيد موقف العملية التعليمية ، وليس لديه استعداد للتنازل عن ذلك ، وكأن هذا المفهوم ارث ورثه المعلمون ... ويعود تمسك المعلم بهذا الدور الى سببين : الاول منهما هو ان المعلم تقليدي في فكره ، وفي خبراته ومفاهيمه ، وقد يكون كبيرا في سنه .. فبالتالي لم يعد لديه استعداد للاخذ بأساليب التغيير ، فاختار المواجهة ، والتي كانت من نتائجها الحتمية فقدان جوهر عملية التعلم ، بتمسك هذا النوع من المعلمين بارسال المعلومات ، واعطاء الطلاب دور المتلقي فحسب ، اما البعض الاخر فلم يفته قطار العولمة ، وتأقلم مع الدور الجديد للمعلم ، وهو الدور المحفز والداعم للعملية التعليمية ، وترك القيادة في داخل الفصل للطالب ، وهذا النوع من المعلمين قبل بالأمر الواقع ، ولذلك قبل به الطلاب ، وقبل بهم ، وهذا النوع من المعلمين هو الذي استطاع ان يلحق بركب العصرنة..

اما السبب الثاني فهو الخبرة التراكمية ، التي يتميز بها بعض المعلمين التقليديين ، والتي تتجاوز العشر سنين ، وهي في الواقع سنة واحدة مكررة عشر مرات .. هذه الخبرة التراكمية يعتقد المعلمون التقليديون بأنها كنز معرفي ينبغي عدم التفريط فيه ، وبأنها سلاحهم الذي سيواجهون به تغييرات العولمة ، وتناسوا ان المعلومة لم تعد قصرا على احد ، وان الخبرات ليست بالكم المعلوماتي ، انما بالتعامل مع المعلومات واساليب توظيفها بما يحقق اهداف العملية التعليمية .. والسؤال هنا : ماذا نفعل بالمعلمين التقليديين ؟ وامام هذا يكون الطا لب بدوره اضحى اكثر انفتاحا ، واقل اعتمادا على المعلم ، اذ لم يعد الطالب كما كان في السابق ، يبحث عن المعلومات ، والتي كانت في السابق ، وقبل ثورة المعلومات والاتصالات مقتصرة فقط على المعلم ، فبعد ان كان الطالب يبحث عن اجابات لأسئلة عن ماذا ؟ اصبح الآن وبفضل هذه الثورة يبحث عن اجابات كيف ؟ ولماذا ؟ وفي الواقع هناك طريقتان لا ثالث لهما .. الاولى هي ان يترك المعلمون التقليديون مهنة التعليم. والثانية ان يقبلوا بالدور الجديد لهم ، ويخضعوا لعمليات تدريب مكثفة ، حتى يتمكنوا من اخذ الدور الجديد في عملية التعلم ، الا وهو دور المحفز والداعم للعملية التعليمية في داخل الفصل الدراسي ، وليس القائد كما كان .. وهذا الخيار بالطبع بحاجة الى جهود مضنية وكبيرة من القائمين على عملية التعليم ، وقد تستغرق سنين طويلة .. اما الاهم في ذلك فهو الرغبة في التغيير..

وبذلك نكون قد عملنا على تصحيح العلاقة بين المعلم والطالب. ,واحداث عصف غير مناخ الحياة التدريسية ويخفف العبء عن كاهل الموطن وهنا لابد ان اشير الى قضية اصبحت الشغل الشاغل لكل اسرة تحتاج لجواب لما الدروس الخصوصية ؟؟وهل فعلا لايوجد بمدارسنا ظروف تعليمية يستطيع فيها الطالب ان ياخذ حاجته من العلم والثقافة الا بالبيوت وامراكز ام ان مناهجنا اجنبية لاتدرس بالمدارس ؟؟وكيف لعقل الطالب ان يستوعب بالبيت لابالمدرسة ام انه الانتماء ومحبة المهنة والرسالة التي اصبحت للبعض باب رزق فالدروس الخصوصية التي هدمت الجدران بين المعلم وطالبه مثلما هدمت بيوت استدانت كي تغطي التكلفة وعلى حساب العلم والتعليم والكرامة بنيت علاقات جديدة بين الطالب والمعلم فكانت علاقة غير مبنية على مبادئ وقيم وهنا لابد من معالجتها من جذورها سيدتي اعتذر ولكني اعتبر نفسي شريك بالمسؤولية كوني من ابناء هذا البلد الذي بناه ابا الحسين منتميا وفيا صادق المحبة والولاء...

pressziad@yahoo.com