مقدرات الوطن خط احمر ؟
لقد أصبحنا نقرأ يوميا عن كثير من سرقات واغتصاب لمقدرات الوطن من بعض ضعاف النفوس، وهنا قلت لذاتي، الأردن الوطن المستقر الآمن المطمئن هكذا يحدث به؟ فلقد جئتُ للوجود ولم أعرفك إلا بعد حين، لكنك عرفتني منذ نزلت من الرحم واحتضنني ترابك الطاهر طهر القمر السابح في نهر الخلود.
رحت أنظر في عينيك لأتعرف عليك ولأعرف عنك كل شيء، عن الماضي والحاضر وما ستفعله في المستقبل، عرفتُ أنك الأنقى والأجمل، أدركتُ أنك لو تركوني الناس لقلة في يدي لم تتركني، ولو عافني الناس أو ظلموني لانتصرت لي منهم. وأنا كذلك لا أحب أن أسمع كلمة سوء واحدة في حقك، بل سأهلك الدنيا كلها من أجل أن طرفك قد وطأه أحدهم، وأكثر من ذلك! إنك لو شتمتني وضربتني وقسوت عليّ ومزقت فؤادي، سأظل أحبك وأنشد فيك أشعاري وأتلو ترانيمي، وأُعلّم أولادي أن يحبوك وأن يكونوا فداءً لك في كل وقت ومكان، ولا ينتظرون أحداً يرغِّبهم في حبك، لأنك كيانهم ورمز وجودهم بين الناس.
لا أطيق صبراً البتة عنك وأنا الصبور عند المصائب والمُلِمَّات، كيف أصبر وأنا إن ابتعدت عنك أصابني الذل وقلّ قدري عند البشر، كيف أصبر وقد فارقت تلك البيوت والشوارع المبتهجة بالناس الطيبين، وفارقت الأهل والخلان الذين لن أجد في الأرض مثل صفاء قلوبهم ورحابة صدورهم، أحبك يا وطني، أحبك من أعماق قلبي، لكن لا تجفو عليّ بنسيان همومي وآمالي، لا تدع أحداً يتعدى على قيمي ويتهكّم بمعتقداتي، ولا ترخي العنان لمن يسرقون خيراتي، ولا أن يفسدون أخلاقي، لا تنسني وأنا صاحب العائلة الكبيرة وليس عندي دخل يسد إيجاراً ولا يأتي بمؤونة، لا تهمّش نداءاتي وأنا العاطل الذي ينتظر وظيفة ترفعه عن الأرض قليلاً ولا يشترط راتباً مرتفعاً، لا تتغافل عني إن كنت مريضاً ولم أجد سريراً في مستشفيات بلادي التي تعالج الآخرين وبدني يئن أسقاماً
.يا وطني عاقب المخطئين ممن ينتسبون إلى الوطن سواء أكانوا داخل الحدود أم خارجها، وضعاء كانوا أم شرفاء، عاقب الفساد العام والفساد الإداري وفساد النخبة وفساد المترفين، عززّ وحفّز واشكر أبنائك يا وطن، المواطنين الصالحين العاملين منهم والمبدعين، يا وطني لدي الكثير في صدري لأبوح به ولكن هل تظن حبيباً يبوح لأحدٍ يشبه حبيبه فضلاً عن أن يبوح لغير حبيبه، كن معي لأكون معك بل أمامك في وقت محنتك ورخائك وأبقى أحبك ويظل حبي لك سرمدياً بعد الله، هكذا يكون الحب متوازناً . أسأل الله عز وجل أن يوفقنا من أجل أن نكون دعاةً لبناء الإنسان ولبناء الأوطان وفق ما يرضي الرحمن إن ربنا جليلٌ عظيم، أقول هذا القول وأستغفر الله.