مطاردة في شوارع إربد !!! ظاهرة تستحق التوقف عندها

في حادثة غريبةعلى مجتمعنا ورد بالاخبار أن عشرة اشخاص ملثمين قاموا باللحاق بشخص ومعه طفليه أثناء سيره في احدى الشوارع الرئيسية في محافظة اربد !!!
وهؤلاء الملثمون قاموا بتعريض سياراتهم بمنتصف الشارع الرئيسي كما يحدث بأفلام الكاوبوي وأغلقوا الشارع تماما وروّعوا الناس وأصحاب المحلات وقاموا بمطاردة هذا الشخص وأمسكوا به بعد لجوئه الى احدى المحلات طلبا للحماية فانهالوا عليه ضربا بالمواسير وأطلقوا العيارات النارية على أنحاء متفرقة من جسده ثم حملوا أنفسهم وغادروا المكان .
للعلم وكما ورد بالاخبار فإن الشارع الذي وقعت به المطاردة والاغلاق والترويع هو شارع فلسطين ولمن يعرف اربد فإن هذا الشارع من الشوارع الرئيسة في المحافظة ويشهد ازدحاما مروريا سواء من الناس أو السيارات ّ!!!
والسؤال المحيّر أين رجال الأمن العام وقت حدوث هذه المطاردة وإغلاق الشارع العام لفترة استمرت الى حين اللحاق بالشخص المراد لهم وضربه واطلاق النار عليه ؟
هل أصبح بإمكان أي شخص أن يغلق الطرق ويشعل النار ويحطم المحلات ويرّوع الناس الآمنين ؟ ومن هؤلاء الناس الذين يعطون لأنفسهم الحق بارتكاب ذلك؟
هل أصبحنا نعيش في شريعة الغاب كلّ يأخذ حقه بيده دون اكتراث لقانون أو لأمن عام أو قضاء يحكم؟
ما الذي جرى للناس ؟ أصبحنا كثيرا ما نسمع عن جرائم تقشعر لها الأبدان وعن مشاجرات تصل حد القتل بين أبناء العمومة والعشيرة الواحدة وبين أطياف المجتمع الواحد الذي كنا نظنه مجتمعا تسوده المحبة والألفة واذا به يتحول في لحظة من اللحظات الى مجتمع الغاب والقبلية والعنتريات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
فأصبح هؤلاء الناس يرتكبون ما يحلو لهم دون خوف ودون أن يحسبوا أي حساب لأي عواقب ؟ ولا حتى للشرطة!!!
هل أصبح الناس يستغلون بعض الحرية التي استغلوها للفوضى ولتصبح حرية منفلته ؟ وهل أصبح يتولد عند الناس قناعات بأن الدولة لن تأخذ حقهم فعليهم باستيفاء حقوقهم باليد وبالقوة وبالقتل؟
الى متى هذا الانفلات الذي أصبح يقض مضاجع الناس ويخيفهم ؟ أين تطبيق العدالة والقانون وأين الحزم وأين قوة الدولة التي كانت تفرض هيبتها دون خوف ولا وجل .اللهم نسألك الأمن والأمان لبلدنا وأن تجنبنا هذه الظواهر التي تنخر في علاقاتنا ومجتمعنا وأسرتنا الواحدة . وعلى الأمن العام أن يعيد النظر بتعامله مع كل مارق وخارج على القانون ومهما كلّف الأمر .