طالبة جامعة ال البيت ...باي ذنب قتلت


صباح الثلاثاء الثالث من كانون الأول ,استفاق الأردنيين على جريمة بشعة هزت الرأي العام وقوضت أركان أمانه ,بشعة في حيثياتها وعلى الرغم من أن جرائم القتل ليست بغائبة هن المجتمع الأردني لكن هذه مختلفة في طبيعتها فهي من دقت ناقوس الخطر لقرب رحيل مقولة الأمن والأمان أخر مفتنيتنا الوطنية ,فهي من دبت الرعب في وجدانيات عوائل أردنية تودع أبنائها طلاب وطالبات مع كل انبلاج فجر وهم ميمين صوب جامعاتهم قد لا يرونهم بعدها ,رعب مصدره ضعاف نفوس يترصد ونهم حبن يجدون في عتمة الليل البهيم عاملا مساعدا لهم لارتكاب جرائم بشعة كتلك ,جريمة جعلتهم يتخيلون أن من ودعوهم عودتهم باتت محفوفة بالمخاطر.
ما حدث جريمة بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وعلى الرغم من غرابتها عن مجتمعنا الذي ينعم قبل الأمن بأدبيات اجتماعية لازال السواد الأعظم منا يتشبث بها ,ولكي تكن تلك الجريمة هي الأخيرة فلابد من أن تصوب أمور كثيرة تجنبنا الندم حين لا ينفع مثله وقتئذ ,وما قصة فتيات القطار الهندي عنا ببعيدة ,أمور عديدة بحاجة لدراسات معمقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر التوقيت الجائر بحق الطلبة بكافة مراحلهم ,(وكنترولية الحافلات )الأكثر تماسا مع الطلبة .
موضوع (كنترولية الحافلات العمومية )يحتاج لراقبه أمنية وماسسه للتوظيف فالأساس أن يكونوا جميعا من حسني السيرة والسلوك ومثل هذا الأمر تحقيقه ليس بمعجزة .
أما الأمر الثاني وهو التوقيت الأعمى والذي يتوجب أن يعاد إليه بصره ,لان الطالب والطالبة الذي له محاضرة الساعة الثامنة صباحا في جامعة في محافظة ما وهو في محافظة أخرى ولكون الشمس تشرق بحدود السابعة فانه يمضى من وقته ساعتين قبل ذلك خارج منزله في عتمة الليل الدامس قد يقبل ذلك للطالب لكنه استحالة أن يقبل لطالبة .
لعاميين متتالين والحكومة( راكبة رأسها )غير مبالية أو مستجيبة لكل الصرخات والاستغاثات المنطلقة من الشعب لعودة التوقيت لوضعه الطبيعي ,لكن لا حياة لمن تنادي فالحكومة في واد وصرخات شعبها في واد أخر ,فأذان الحكومة اعتراها الصمم .
فكلما( دق الكوز بالجرة )جاءت الحكومة بمبرراتها مبررات لا تنطلي على احد لأنها هي من تكذب نفسها .
تدعي بان بقاء التوقيت الصيفي كشتوي يوفر الطاقة ,ونحن نقول فوق انه تحدي لنواميس الكون هو من وضع أبنائنا في مهب الريح حين يفرون إلى مدارسهم وجامعاتهم قبل انبلاج الفجر بساعات أو كما يقول المثل (قبل الحصادة وابنتها ).
توفير الطاقة لا صحة له فكيف يدعى بالتوفير وكل وسائل الإنارة والتدفئة مشعلة في وقت هي بالأصل غير ذلك وبمعادلة حسابية بسيطة.
كلفة الساعة الواحدة إضاءة وتدفئة ×نصف مليون عائلة أردنية أبنائها على مقاعد الدراسة ×125 يوما هي أيام الدراسة التي يسري عليها التوقيت المشئوم فان المحصلة لن تقل عن 100 مليون دينار كلفة زائدة تدعي الحكومة أنها توفر مثلها .
أما حجتنا نحن فإننا نخاف على أبنائنا من ضعاف النفوس حين يجدون في عتمة الليل تربة خصبة لإشباع رغباتهم و أهواهم الزائفة آو على الأقل الخوف عليهم من أمراض الشتاء حين نرمي بهم لقمة سائغة لها ,فمن الأهم طاقة الحكومة أم أبنائنا بناة المستقبل ,الم تسمع الحكومة بما قاله المغفور له الحسين بن طلال (الإنسان أغلى ما نملك )فهل أبدلت الحكومة إنسانها بحفنة من الدراهم تدعي توفيرها وتضع أطفالها وشبابها في مهب الريح .
قد لا تكون المطالبات بعودة التوقيت لوضعه الطبيعي للحد الذي يجعل الحكومة ترضخ لمثل ذلك ,لكن حين ينبري لنا امرأ حذرا منه ردحا من الزمن وان كانت رعاية الله هي من جنبتنا الوقوع فيه من قبل ,أما وقد بزغت شمس يوم الثلاثاء الأسود على جريمة بشعة لطالبة جامعية في ريعان شبابها لا ذنب لها إلا أنها تحاملت على نفسها في دجى الليل المعتم من قرية في إطراف محافظة الزرقاء ميمه صوب جامعاتها في محافظة المفرق ولم يدر بخلدها أن الموت الشنيع لها بالمرصاد من شخص تجرد من كل معاني الإنسانية وجد في الظلام الدامس عونا له ليفعل فعلته بعيدا عن الأعين وببرودة أعصاب .
لم يكن هذا الوحش البشري هو القاتل لوحده بل القاتل الحقيقي الذي أعانه هذا التوقيت اللعين الذي مهد له كل شيء لتكن مثل هذه الجريمة البشعة .

نعم هي بشعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وفاعلها كل وسائل العقوبة قليلة بحقه ولا تشفي غليل مجتمع هزت أركان أمانه ,قبل أهل فجعتهم مصيبة فلذة كبدهم لم يعرفوا بأي ذنب قتلت ,وفوق كل ذلك اهتزت لها أركان العرش الإلهي من فوق سبع طباق ,لهذا يتوجب علينا أن لا نغض الطرف عن القاتل الحقيقي الذي شجع مجرم كهذا ألا وهو التوقيت اللعين .
وأمام هذا كله فان حريا بنا أن لا نقف مكتوفي الأيدي منتظرين الضحية القادمة لا سمح الله ,فانه لابد أن تعود المياه لمجاريها وان نطالب بإعدام توقيت خلت من قلبه الرحمة لأنه المجرم الذي اوجد الجو المناسب لمجرم آخر خلت ليس من طينة البشر ليرتكب جريمته البشعة حين قتل البراءة في عين الضحية ؤود الأمل في عيون ذويها وزرع الخوف في قلوب طالبات من مجهول يتربصهن ,وادمع عيون أمهات يترقبن عودة الأحباب وأدمى قلوب إباء خوف من مجهول بأن غائبا ليومه لن يعود .
فلنقلها أولياء أمور بلسان واحد لا للتوقيت القاتل فليذهب للجحيم فلنلغي الساعة اللعينة من حياتنا ونتركها لحكومتنا لتنعم بها لوحدها ......وان لا نبقى صامتين واضعين أيادينا على الخدود منتظرين فاجعة أخرى قد لا تكن بعيدة عن أي واحد منا لا قدر الله .
لضحيتنا البريئة عنوان الطهارة والعفة الرحمة وجنان بارئها لأنها شهيدة في طلب العلم وأي علم أرقى من العلوم الدينية ,والهم ذويها الصبر والسلوان ,وهدا الله حكومتنا لصالح شعبها وان تعدم غول التوقيت الذي فتك بالكثيرين .