أمام وزير «تربية المدارس الخاصة»

تفتقر بعض المدارس الخاصة الى الأخلاقيات افتقار الاشجار في الخريف الى الاوراق، بل انك تصطدم أحياناً بتصرفات هذه المدارس التي تخرق سقف كل التوقعات، دون حسيب أو رقيب ولا ما يحزنون، والغريب انك في كل حال تجد من يدافع عن هذه المدارس التي تتصف بالشجع غير المعقول، في حين انك لا تجد من يدافع ولو لمرة عن المواطن المسكين الذي اضطره تراجع المدارس الحكومية وعدم كفايتها الى اللجوء الى هذا الخيار المر.
صباح يوم امس اتصل بي ابني الذي يقدم التوجيهي في مدرسة خاصة من تلك المدارس، ليخبرني أن المدرسين منعوه من الدخول الى الاختبار التجريبي، بدعوى عدم استكمال القسط المدرسي، ولما كنت قد دفعت أقل من ثلث هذا القسط بقليل وعزمت على دفع دفعة جديدة قبل انقضاء شهر 12 الحالي، وحال دفعها أكون دفعت أزيد مما هو مطلوب، علما بأني أكون بذلك دفعت اكثر من النصف قبل انتهاء نصف السنة، استغربت الموقف وجادلت المدير المالي وبينت له أنه ليس مع المدرسة ادنى حق في ذلك، فضلا عن أنني لم أتأخر بدفع فلس واحد طيلة سنوات خمس، لكنه فاجأني بأن علي دفع 65% من قيمة القسط حتى انتهاء نصف السنة وقال: أنت تحسب حسبتك ونحن لنا حسبتنا.
أخيرا اقتنع الاخ ولكن بعد ان وعدته بدفع الدفعة المتبقية بعد يومين.
وزاد الطين بلة ان مديرة المدرسة كانت تحث المعلمين على عدم ادخال الطلبة «اللي مش دافعين» الى قاعة الامتحان، قائلة:»لا تدخلوهم.. اصلاً هما مش دارسين وكلهم سيرسبون في التوجيهي»؟.
هكذا تربي هذه المدرسة وأشكالها من المدارس طلابها، بأن تدلهم على درب الرسوب وتحبط من اعمالهم.
هذا عدا عن الاقساط غير المعقولة التي جاوزت كل حد منطقي، وصارت تضاهي اقساط الجامعات الخاصة.
فضلا عن النشاطات التي تقوم بها هذه المدارس وتدفع الطلبة أثمانها، وكل من لا يدفع ويشارك يجري حبسه في الصف. كنوع من العقاب.
هذه المدرسة تحديدا والمدارس الاخرى سادرة في غيها، وتعرف ان وزير التربية بات منصبا خاصا بالمدارس الحكومية، وليس هناك وزير خاص بالمدارس الخاصة او العكس صحيح.
بالنسبة لي أريد أن أعرف هل لدينا حقاً وزير للتربية ووزارة، أم أن علينا أن ننحني لأهواء اصحاب المدارس الخاصة وجشعهم وتوجهاتهم وحساباتهم التي لا تتلاءم إلا معهم و»ناكل هوا ونسكت، لأن لا حكومة ولا حكما او قاضياً عادلاً ولا وزيرا قادرا أن يفرض شخصيته على هذه المدارس.. وراءنا».