احترامي للحرامي ...إلي بالصف الأمامي.
أخبار البلد - امين زيادات - منذ سنوات والأردنيين يطالبون بمكافحة الفساد وزادت هذه المطالب مع بداية الربيع العربي .
بدأت مكافحة الفساد بقسم صغير بدائرة المخابرات العامة ثم ما لبثت وأصبحت مديرية بدائرة المخابرات ,وبعدها اصبحت هيئة مستقلة لمكافحة الفساد يرأسها حاليا لواء متقاعد من دائرة المخابرات .
وبما ان مكافحة الفساد بدأت بالتوسع والتمدد إذا بالضرورة الفساد في الأردن في توسع وتمدد.
في كل عام تخرج علينا هيئة مكافحة الفساد بتقريريشرح عملها بالأرقام التي وفرتها على الدولة ,ولكن المواطن الذي يصيح ويصدح كل يوم بضرورة مكافحة الفساد غير مقتنع بهذه الانجازات ,فهو يريد شيئا ملموسا واسماءا بعينها .
فمنذ بداية الربيع العربي زادت مطالبة الحراكيين في الاعتصامات والمظاهرات بمكافحة الفساد ,وهو مطلب وحيد وقاسم مشترك بكل الاعتصامات والمظاهرات في كل المدن والبوادي والمخيمات الأردنية .
ولكن الحكومات تضع في إذن طين وفي الأخرى عجين ,إلى إن تطورت شعارات الاعتصامات والمظاهرات إلى ما وصلت له، و ملامستها لكل الخطوط الحمر ,وهذا طبعا بفعل سياسة الدولة الحكيمة أسف اقصد الغير حكيمة والغير سليمة .
كل المواطنين في هذا البلد ومن كل الأعمار يعرفون جميع الأسماء الفاسدة ويطالبون بمعاقبتها واسترداد أموال الشعب .
والدولة بكل مكوناتها عاجزة عن استدعاء أياً من هذه الأسماء ,وان استدعت احدهم بالخفاء تحفظ القضية بعد أشهر بحجة عدم كفاية الأدلة .
عن أي أدلة يتكلمون ؟ ! فإذا كنت قبل عشرة سنوات لا املك رغيف الخبز وبعد إن عملت بالدولة أصبح عندي قصر بعشرين مليون وحسابات بكل البنوك داخل الأردن وخارجه واملك عشرات العقارات بكل مكان ,أليس هذا دليل كافي على فسادي !!
ما اعرفه في كل العالم إن الدولة اقوي من الأشخاص وليس الأشخاص اقوي من الدولة ,مطالب الناس بسيطة جدا فهم لا يريدون أحزابا وليس لهم علاقة بالسياسة ولا بالاقتصاد ,مطالبهم فقط محاسبة الفاسدين فهم معروفين جدا وعندما يراهم المواطن العادي يقول لكل من حوله إن هذا الشخص حرامي .
نحن نعلم إن إثبات الفساد ليس سهلا وهو يحتاج إلى أدلة وشهود ولكن الفاسد لا يترك خلفه أدلة، وخمسة ملايين شخص بهذا البلد هم شهود على فساد البعض ,واختم بهذه الأبيات التي تنطبق على حالة بعض الفاسدين ،وهي للشاعر السعودي عبدالرحمن بن مساعد ويقول :
احترامي للحرامي ...صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكة وحيطة...وابتدأ بسرقة بسيطة
وبعدها تعدى محيطه...وصار في الصف الأمامي
احترامي للحرامي...صاحب النفس العفيفة
وصاحب اليد النظيفة...جاب هالثروة المخيفة
من معاشه بالوظيفة ...وصار بالصف الأمامي
احترامي للحرامي...يسرق بهمة دؤوبة
يكدح ويملي جيوبه...يعرق ويرجي المثوبة
ما يخاف من العقوبة...ما هو بالصف الأمامي
احترامي للحرامي...الي صار يحكي بالفضا
عن نزاهة ما مضى...وكيف أمن بالقضا
وغير حقه ما ارتضى...وكيف صار بالصف الأمامي
احترامي للحرامي...احترامي للصوص
عن قوانين ونصوص...احترامي للفساد
واكل أموال العباد...والجشع بازدياد
والتحول في البلاد...من عمومي لخصوصي
احترامي...احترامي ...احترامي للصوصي .
هذه القصيدة مهداه مني ومن كل المواطنين لكل شخص يقرأها ويعرف انه هو المقصود.