هل تتوجه الحكومة إلى دبي ؟

أخبار البلد  - عصام قضماني - على رئيس الوزراء وطاقمه أن يترك كل شيء اليوم ويتوجه فورا على رأس وفد كبير الى دبي في الامارات العربية المتحدة , لاقتناص الفرصة .

دبي فازت باستضافة معرض اكسبو في نسخته لعام 2020 , هذا المعرض لا يعني فقط الشيء الكثير لهذه الامارة بل إنه يجب أن يكون مصدر إهتمام عالمنا العربي كله ليس فقط في دعم نجاح الامارات في إستضافته بل في جني الفوائد وهو ما أزعم أن قيادة الامارات ترغب فيه وتريده .
على الحكومة أن تسرع للبناء على المبادرة السريعة والذكية التي خطاها الملك عبدالله الثاني عندما كان أول زعيم يهنيء قادة الامارات بفوزها بهذا الحدث , فالملك يعرف تماما أهمية مثل هذا المعرض وأفاقه والفوائد التي سيحققها للمنطقة , ويعرف أن للاردن دورا يمكن أن يقوم به في مساندة الأشقاء ودعمهم والفرص التي سيوفرها فالفوائد هنا متبادلة .
في التوقعات فعلى مدى إنعقاد المعرض وقبله سيستقطب 25 مليون زائر وسيوفر 280 ألف وظيفة جديدة وسيحقق عائدات مالية تقدر بنحو 38 مليار دولار وستحتاج دبي لإنفاق 18,3 مليار دولار على البنى التحتية من ضمنها إستثمارات وتدفقات مالية من الخارج .
مخطيء من يعتقد أن هذه الفوائد الاقتصادية والاجتماعية ستنحصر فقط على الامارة أو دولة الامارات العربية المتحدة بل إنها ستعم البلدان المجاورة بما فيها الدول العربية , بالنظر الى حجم الاعمال المنتظرة بدءا من اليوم وحتى تاريخ إقامة هذا المعرض وخلاله , وحجم الوظائف التي ستحتاجها الامارة والدولة خلال هذه الفترة وهي فرصة مثيرة تستطيع دول كثيرة تتمتع بخبرات بشرية فريدة من إقتناصها.
هذه مناسبة لنقول مرة عاشرة أن الملك كان دوما على حق في نظرته الاستراتيجية فالجوار الخليجي عمق إقتصادي وسياسي للأردن , العلاقة معه فيها من الإستقرار الإيجابي أكثر مما إعتورها من خلافات باعدت أحيانا لكن القرب ظل الخيار الذي تفوق على سواه .
يسجل للملك عبدالله الثاني تغييره لإيقاع العلاقة وتحييدها عن الخلافات في وجهات النظر حيال القضايا السياسية وإن كان التوافق ظل سيد الموقف , وقد وجد تفهما من القيادات القديمة والجديدة في تلك الدول , وقد ساعد التشابك الإقتصادي في تعزيز هذا الوفاق برغم المتغيرات .
أعتقد أن ذهاب الحكومة الى دبي اليوم ربما يتفوق كثيرا على ملفات داخلية قد تكون مضيعة للوقت في مقابل الفرص التي يمكن إقتناصها هناك .
qadmaniisam@yahoo.com