!سقط هُبل!... فهنيئا لمصر... و تحية للجزيرة
لعبت الجزيرة عملاقة الإعلام العربي دورا رياديا في إسقاط الصنم المصري الذي جثم على صدور المصريين لمدة ثلاثين عاما ذاقوا خلالها الوانا من البطش والكبت فكتم الأنفاس وكمم الأفواه وجوّع الشعب وامد الأعداء بالغاز وحاصر شعبنا بغزة وجوع أطفالنا وشيوخنا وغرس جدار الذل والهوان كوصمة عار يسجله التاريخ في جبين مصر ام الدنيا التي برزت في ابان عبد الناصر كدولة لكل العرب وقلبها النابض وعمقها الإستراتيجي ليضرب ارذل الأمثلة في النذالة والعمالة والانحطاط البشري في تاريخ مصر.
سقط الصنم بعد ان لمع شعاع مضيئ من سماء تونس ممزوجا برائحة الحرية التي لطالما حلم بها المصريون ليصل ضوئه الى سماء مصر ارض الكنانة وقلب الأمة العربية النابض فأضاء ارض مصر وامد قلوب المصريين بالطاقة الممزوجة برائحة الحرية فخرجت شعوب مصر الأبية عن صمتها ونزلت الى ميدان التحرير بحناجر تنادي بالحرية وتهتف بسقوط مبارك.
سقط هبل مصر بعد ان روع شعبه بكلابه البوليسية التي انقضت على الأبرياء ونهشت لحومهم وطالت كل من طالب بالحرية او نطق بنقد للنظام المستبد.
عاش المصريون حياة الذل ألقسري وهم يرون المساعدات الإنسانية تأتي من الغرب ومن دول مجاورة تنهال على شعب اعزل ومحاصر في غزة وفرعونهم يغلق المعابر ويمنع دخول المساعدات ويسد الأنفاق ويفجرها وهم يتألمون دونما حول لهم ولا قوة ولسان حالهم يقول يا للعار والمذلة والله لن يجد الإسرائيليون من هو اشد حرصا عليهم من هذا الزعيم المتصهين ولسان حاله يقول ليذهب اهل غزة ومن تعاطف معهم من المصريين الى الجحيم.
سقط هبل بعد ان أراد شعبها الحياة فاستجاب لهم القدر وانجلى ظلام دامس طال ليله عاش خلاله المصريون شتى الوان القمع والفقر والجوع وبنوك سويسرا تتخم بمقدرات الشعب المصري وملياراته التي حرم منها كما الحال في تونس.
سقط الصنم وتحطم على صخرة إرادة الشعب والشباب وبمطرقة الجزيرة القطرية التي لعبت دورا موازيا لشعب تونس ومصر في ثورة التحرير بعد ان أنارت بإعلامها المهني المنفتح قلوب المصريين وبصيرتهم واشعلت نور الحرية في قلوب شعوب الأمة العربية على اختلاف جغرافيتها من خلال تغطية اقل ما يمكن وصفها بأنها رائعة ومهنية وبلا حدود!
لقد كانت الجزيرة الشريك الحقيقي في قلب الحدث وخارجه من خلال اعلامها العملاق المحرك والمنور والمحفز لهمم الشباب في اعلان الثورة وتأجيجها .
.قناة الجزيرة لم تعد قطرية بعد ان اصبحت ملكا لكل الشعوب التي تنادي بالحرية والديمقراطية ولم تعد ضيفا تحل علينا في المناسبات بل باتت عنصرا هاما حيويا واساسيا فرضت نفسها بقوة بمهنيتها الفريدة لتكون شريكا سياسيا وثقافيا ومعرفيا في كل بيت بل في الوطن العربي من المحيط الى الخليج وتعدته الى كل بيوت كل العرب كيفما حلوا واينما ارتحلوا.
تحية للجزيرة التي حررت الشعوب العربية من قيود اعلام التدليس المدجن بأفواه الحكام والسلاطين إعلاماً احترف الكذب والتضليل و مدح الحكام وعد مناقبهم وصنفهم بمرتبة الأنبياء والأولياء والصالحين الحريصين على شعوبهم وامتهم كذبا وافترائا .
استطاعت الجزيرة بسلاحها الإعلامي الفتاك تحرير الشعوب من إعلامها المحلي الزائف فلم تعد اسيرة الإعلام المفصل على قياس الحكام والأنظمة العربية المدجنة لشعوبها .
سقط هبل مصر وسيتبعه اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ...أصنام وأصنام ستهوي وتتساقط في مزابل التاريخ بذكرياتها المريرة السيئة وسيرتها العفنة وسنينها الحالكة بالظلم والاستبداد والطغيان فضاقت بمساوئها الأرض بما رحبت وحارت الشعوب بإعمالها الزاخرة بالسلب والنهب والبلطجة وتجويع الشعوب .
سقط هبل تونس وفرعون مصر ليكونا لمن خلفهما آية يعتبر بها من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
المسبحة قد انفرطت واريج الحرية قد انطلق من تونس ورياح التغيير قد بدأت تهب على عالمنا العربي واصنام الإستعمار من حكام وطواغيت الأمة العربية بدأت تتهاوى.
اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
محمد ابو خليفة
radesonsas@yahoo.com