المخدرات اذ تغـزو القــرى النائية

معلومات خطيرة يتداولها الناس تؤكد وجود المخدرات في متناول الشباب في القرى النائية الفقيرة ، وامتداها كذلك الى الطلبة الجامعيين الفقراء ، واصبحت دفاتر الورق الشفاف التي تدعى "تومان” الاكثر مبيعا في المحلات التجارية، وهذا امر مقلق للغاية ، ويدعو للحزن مما يستوجب اعادة النظر في قيم التربية عندنا ، والانتباه لحالة الفراغ، وخلو حياة الفرد من الاهداف الكبيرة ، والطموحات التي يسعى الى تحقيقها في حياته.
فابناء القرى النائية كانوا يظلون تحت ضغط الدافع لتغيير حياتهم نحو الافضل ، ويبذلون جهوداً مضاعفة حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة وان كانت بشقاء ، ولم يكن الانحراف سبيلاً في مواجهة مشكلة قلة الفرص في الحياة ، كان الفقراء يتجهون الى الداخل ، لتتماسك ارواحهم امام قسوة الظروف ، وان فشلوا في التغيير يضع الاباء احلامهم على عاتق ابنائهم ، وترى البيوت خلية نحل لغاية توفير مصروفات الطلاب ، وتكاليف الحياة اليومية .
وتحوطها مختلف انواع الزراعات المنزلية ، وتعنى بتربية المواشي ، والقرى تعج بالانتاج المنزلي.
وكان الفقر عاملاً على الجدية ، وصناعة انسان اقرب البساطة ، والتوازن في التعامل مع المجريات ، ولم تكن صعوبة الظروف دافعاً الى الانتحار الفعلي ، كما صرنا نسمع يومياً ، او تفضي الى الانتحار المعنوي عن طريق الادمان ، والتعاطي ومحاولة الهروب من عالم لا يحقق فيه الفرد ابسط احلامه.
والتعامل مع قضية انتشار المخدرات وغزوها القرى النائية ليس محصوراً بالجانب الامني على اهميته ، وربما يكون هنالك تقصير مقصود في هذا الجانب،
وانما يكمن في اعادة بناء اجيال من الشباب تكون مؤمنة بالمستقبل ، وراغبة في تحقيق ذاتها ، وتمكين الخريجين من البدء بمشاريع صغيرة منتجة ، وفي تقوية الوازع الذاتي على العطاء من خلال تقدير حالات الابداع ، وتبنيها واحداث منافسات حقيقية بين التجارب بهدف ترويج الناجح منها وجعله نموذجاً.
ورسالة المسجد من المهم ان تقوى في طمأنة القلوب ، والارواح ، وبث السكينة فيها، والمعلم يجب ان يكون اكثر قدرة واقناعاً بقيم التربية، والثقافة .
والاباء والامهات من واجبهم احداث تفاهم بيتي من خلال تفهم نفسية المراهقين، ويمكن للقضاء على عدم جدية الجيل البادية للعيان ، وبعده عن الاهداف الكبيرة ، والنزوع نحو الاستهتار ان تعاد خدمة العلم ، كي ينخرط الشباب بالحياة العسكرية بما تعنيه من تنمية قيم الرجولة ، والشرف. فالحفاظ على الشباب حفاظ على روح الامة ، ونزوع الجيل نحو الاستهتار رسالة سلبية الى المستقبل.