«موقعة مونتفيديو» تفتح لـ النشامى أبواب العالمية
أخبار البلد
في الشهادة -رقم 3، الأخيرة- لكاتب السطور على رحلة التاريخ الى الاوروجواي، والنتيجة اللافتة على ستاد سنتينار أعرق ملاعب العالم، ومهد بطولة كأس العالم، انطباعات ومؤشرات الظهور الأكثر من رائع لنشامى المنتخب في مسيرتهم المتميزة بتصفيات المونديال.
قبل مباراة الاياب، وبعد موقعة عمان، كان سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي، رئيس اتحاد كرة القدم، يؤكد أن بلوغ المستويات العالمية يتطلب الارتقاء بنوعية المنتخبات المنافسة «لا بد أن نواجه منتخبات عالمية وأن يتعود لاعبونا على تلك المواجهات ويعززون منسوب الخبرة وتتسع مساحة الفائدة، وتلك رؤيتي وقناعتي منذ أن حددنا توجهات المستقبل الذي نريد.. ومباراة الاوروجواي رسخت تلك القناعة».
خلال تواجد سموه في الاوروجواي، بدا الحرص واضحاً على البدء سريعاً بتنفيذ تلك التوجهات بعدما استثمر علاقاته المتميزة مع أصحاب القرار على مستوى اللعبة في أميركا الجنوبية لوضع استراتيجة خاصة بالتعاون والتنسيق ما يفضي الى جدولة لقاءات ودية منتظمة مع منتخبات أميركا الجنوبية، واقامة معسكرات لها في الأردن.
وفق ما سبق، فإن تنفيذ وترجمة تلك التوجهات على أرض الواقع يعني أن مواجهات بحجم مواجهة منتخب الاوروجواي ستتكرر، وأن الفائدة المنتظرة ستكون في تصاعد ما ينعكس بصورة ايجابية على مستوى المنتخب الوطني وتطلعاته المستقبلية ايذاناً بإقتحام الاجواء العالمية .. وعليه فإن عمان ستكون على مواعيد منتظمة مع ابرز نجوم اللعبة.
هي توجهات البناء على المكتسبات التي حققتها الكرة الاردنية في السنوات الاخيرة، والضمانة الحقيقية والثابتة لتعزيز المسيرة نحو هدف العالمية .. ومن موقعة مونتفيديو بدأت الانطلاقة الواثقة.
.. قبل مباراة الاياب كان الاصرار يشكل العنوان الرئيس لهدف يدرك جميع أعضاء الوفد صعوبته .. عكس الصورة التي تعيد الكرة الاردنية الى مكانتها .. وتؤكد جدارتها وأحقيتها بالتواجد في الملحق العالمي لأول مرة!.
المباراة ستقام في الملعب التاريخي لمتتخب الاوروجواي وبين جماهير متعطشة للاحتفال ببلوغ مونديال -الجارة- البرازيل، وبأخبار ترشح من المعسكر الاوروجوياني .. ورؤية نقلتها «الرأي» بعد تواجدها في احدى التدريبات، بعزم وجدية التحضير لمباراة وصفت لديهم بأنها أشبه بالنهائية، فالمدير الفني تاباريز اعلنها بصراحة : ننظر الى المباراة بجدية ولهذا فإن تدريباتنا تتواصل تأهباً للمباراة .. وما يؤكد ذلك المعسكر التدريبي المغلق.
في شوارع مونتفيديو اهتمام كبير بالمباراة وتوقعات حول عدد الاهداف، والنتيجة والاداء، واعلانات تحفز الجماهير للحضور الى الملعب والمشاركة في الاحتفالات المنتظرة .. وفي المحطات التلفزيونية برامج وفقرات خاصة بالتحليل والرؤية الفنية وتسليط الضوء على التحضيرات وأخر المستجدات، وعرض متواصل للقاء الذهاب .. وفي الصحف مساحات واسعة تفرد للمباراة -الاحتفالية- كما وصفت.
كل الاجواء كانت تؤكد صعوبة مهمة النشامى، وفي نفس الوقت تضاعف مقدار وحجم المسؤولية .. انضباط والتزام غير عادي في التدريبات وجهود تبذل من اعضاء الوفد كافة .. الجهاز الفني بقيادة حسام حسن في اجتماعات متواصلة ونقاشات حول طريقة الاداء والتحضير والأهم من كل ذلك الجاهزية المعنوية .. وعلى أرضية الملعب -التدريبات- تجد الاصرار في تحركات اللاعبين وفي تركيزهم المثالي بتطبيق الجمل والخيارات الفنية وفي التقسيمة تشعر بأنك في مباراة رسمية وتنافسية، فالجدية والعطاء في قمة درجات المسؤولية.
يمضي بنا الوقت ثقيلاً، وكلما تقترب ساعة انطلاق المباراة يتصاعد مؤشر القلق والحذر .. ويشرد الذهن في حسابات مفزعة .. كيف سيكون السيناريو.. وكيف سيتعامل اللاعبون مع تداعيات نتيجة الذهاب وخصوصية -رهبة- ستاد سينتناريو، التاريخ والعراقة والفوارق الفنية والجماهير المتحفزة!.
استقل اللاعبون الحافلة في الطريق الى ملعب المباراة، تركيز وجدية وحضور ذهني .. واصرار على تأدية المهمة، وتماسك وتلاحم وعزيمة لا تلين .. وبعدما نزل النشامى الى ارضية الملعب عكست تحركاتهم -الاحماء- ثقة متجددة .. ما جعل القلق يختفي حتى بعد ان اطلق الحكم صافرة البداية بدا التفاؤل العنوان الابرز لتفاعلنا مع احداث المباراة .. مع عزيمة وكبرياء نشامى يدركون حقاً المسؤولية.
مع مرور الوقت أخذنا نطمع في المباراة وننتظر التسجيل.. فالنشامى حيدوا الجماهير بعدما عزلوا سواريز ورفاقه .. والسيطرة على منطقة المناورة باتت سجالاً وخصوصاً في الشوط الثاني بعدما تعددت الركلات الركنية واقتربنا أكثر من المرمى الاوروجوياني فيما التوتر اصاب كافاني بعدما -نرفز- على الجماهير الغاضبة .. واللجوء الى التمثيل للتأثير والضغط على الحكم اضحى المهمة الرئيسة لـ كانيزارس وبقية اللاعبين فيما النشامى يقفون بثبات ويقدمون المطلوب منهم بثقة .. والأهم من كل ذلك أنهم قدموا الصورة الحقيقية لمنتخب يمضي بعزيمة نحو العالمية .. هنا تبرز أحد أهم مكتسبات الرحلة الى الاوروجواي، المباراة والتحدي والظهور الرائع.