اغراءات إسرائيل لم تفلح في قبول أي صحافي أردني العمل مع وسائلها الإعلامية
أخبار البلد - منذ سنوات وجهات إعلامية اسرائيلية، تحاول جاهدة استقطاب صحافيين أردنيين للعمل كمراسلين لها في الأردن، ولم تنجح في ذلك، وما يزال رفض الوسط الصحافي ونقابة الصحفيين يرفضون أي تطبيع مع اسرائيل، وأفشلت محاولات ممن يحسبون أنفسهم من دون وجه حق على الصحافيين القيام بـ"اختراقات تطبيعية".
ولم تسمح النقابة ولا الوسط الصحافي، بوجود تطبيع صحافي مع جهات إعلامية صحافية اسرائيلية، ولم تكتف بذلك، بل جابهت اي اتصالات لصحافيين أردنيين مع أي جهات اسرائيلية، باتخاذ قرارات تمنع الاتصال بالصحافيين الاسرائيليين، أو أي جهات اسرائيلية اعلامية وغير اعلامية، واعتبرت التطبيع الإعلامي "خطرا على الأردن، وخطا احمر للصحافيين الأردنيين لا يجوز اجتيازه".
ولكن، الجهات الاسرائيلية ما فتئت تسعى الى اختراق الوسط الصحافي الأردني، وتعمل جاهدة على استقطاب اشخاص من غير الوسط الصحافي، مدعية أنهم صحافيون ليراسلوا صحفا ومواقع الكترونية اسرائيلية، بهدف الإيحاء بأن هناك علاقات بين الصحافيين الأردنيين والاسرائيليين.
وكانت آخر هذه المحاولات، إعلان موقع الكتروني تابع لإذاعة الجيش الاسرائيلي "عرابيل" عن وجود مادة صحافية لمراسلها "الصحافي الأردني مضر المومني"، وأدى هذا الاعلان للتساؤل من قبل الصحافيين الأردنيين عن هذا الصحافي، وهل هو مسجل في النقابة أم لا، وما دور النقابة في منع التطبيع الإعلامي.
وعلى العكس من التأييد الذي يحظى به المراسلون الصحافيون الأردنيون في الوسائل الإخبارية والعربية والأجنبية، فإن هناك رفضا شبه كامل من قيام إعلاميين أردنيين بمراسلة صحف ووسائل اعلام اسرائيلية.
ويعتبر مدير مكتب صحيفة القدس العربي في الأردن الزميل بسام بدارين أن مراسلة وسائل إعلامية إسرائيلية تطبيع صريح ومباشر، بل وأخطر من التطبيع، لأن أغلب أجهزة الإعلام الإسرائيلية موجهة وتعمل مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مبينا أن التعاون مع تلك الأجهزة الإعلامية، مرفوض جملة وتفصيلا، مستنكرا ما يطلقه من يراسل تلك الأجهزة من أعذار، بأنهم لم يجدوا منبرا إعلاميا حرا في بلدهم، لذا لجأوا إلى منابر إسرائيلية للتنفيس عن آرائهم.
واعتبر التطبيع مخالفة خطيرة، لا بد من أن تتخذ النقابة إجراءات صارمة بحق من يرتكبها، خصوصا وأنها جزء من اتحاد الصحفيين العرب وهي ملتزمة بمقاومة التطبيع.
فيما رأى الكاتب الصحافي الزميل عريب الرنتاوي أن التعاون الإعلامي الأردني مع وسائل إعلامية إسرائيلية، لم يصل إلى حد الظاهرة "فالصحافيون الأردنيون أوعى من أن ينزلقوا الى تلك الوسائل".
بدوره، يدعو الكاتب الصحافي الزميل خالد محادين الى محاسبة اي صحافي يراسل صحيفة او وسيلة اعلام اسرائيلية، مستغربا قيام اي اعلامي أردني بذلك في ظل الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني.
من جهته، يقول الكاتب الصحافي الزميل نواف الزرو إن "ذلك وببساطة يعتبر تطبيعا مع العدو في زمن يستدعي اتخاذ مواقف مغايرة تماما، وهو "مواجهة العدو"، ذاهبا إلى أن التطبيع هو "الأمر غير الطبيعي" الذي يتعارض مع المفاهيم والقيم والأعراف الوطنية، التي تجمع على الصراع مع المشروع الصهيوني، مؤكدا أن التعاون الصحافي التطبيعي، أمر مرفوض ويجب محاسبة كل ما يسير اليه.
وإتاحة الوسائل الإعلامية الإسرائيلية منابر حرية التعبير كما يضيف الزرو للصحافيين العرب، هو لمصلحتها، لما ستتلقاه منهم من دعم مباشر أو غير مباشر يخدم أهدافها.
وبحسب المدير التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور فإن "التعامل الإعلامي مع العدو، غير مقبول ومحرم من قبل الشارع الأردني، لاسيما وأن إسرائيل وعبر ممارساتها لا تعمل من أجل السلام، بل تقوم بعمليات إبادة منظمة للشعب الفلسطيني"، مضيفا أنه لم يثبت أن الإعلام الإسرائيلي منفصل عن الماكينة العسكرية المعادية للقضايا العربية، وبالتالي لا يمكن لأي صحافي عربي التذرع بأنه يقدم عملا مهنيا للصحافة الإسرائيلية لأن إسرائيل تستخدم إعلامها لأجندتها العسكرية.
ومحاربة ذلك النوع من التطبيع بحسب منصور لا يأتي عبر التأديب النقابي أو الصحافي لمرتكبيه، بل عبر الحس المجتمعي بضرورة عزل إسرائيل كليا عن كافة أشكال التعاون.
من جهته، قال أمين سر نقابة الصحفيين الزميل ماجد توبة "على حد علمي لا يوجد صحافي أردني يراسل وسائل إعلام إسرائيلية"، واصفا ذلك التصرف بـ"المشين والمخزي والإجرامي، وهو أمر لا يقدم عليه الصحافي الأردني".
المشكلة بحسب توبة أن هناك عددا من الأشخاص الذين يظهرون بأسمائهم باعتبارهم صحافيين أردنيين يراسلون وسائل إخبارية إسرائيلية من الأردن كما حصل في موقع "عرابيل" الذي تبين أن مراسلهم من الأردن يطلق على نفسه "صحافي أردني".
لذلك فمثل تلك الفئة، كما يضيف توبة، يرتكب أفرادها مخالفتين، الأولى التطبيع: المرفوض مع العدو الصهيوني الذي يستبيح دماءنا وحقوقنا ومقدساتنا، ويسعى لعلاقات طبيعية معه، والثانية: قانونية لانتحال صفة الصحافي، ما يستدعي المحاسبة والإدانة، لافتا الى أن النقابة، "ترفض التطبيع مع العدو وهذا قرار لهيئتها العامة، وعليه إجماع عربي وأردني، ومخالفته تستوجب إجراءات نقابية وتنظيمية بحق مرتكبي تلك المخالفات".
وأكد توبة أن النقابة ستتحقق من موضوع مضر المومني ومراسلته "عرابيل"، مبينا أنه ليس هناك صحافي أردني بهذا الاسم، كما أنه ليس عضوا في النقابة ولا متدربا فيها.
وذكر أنه وفي السنوات السابقة كان هناك تسجيل لحالات محدودة، جرى فيها تطبيع من قبل صحافيين أو كتاب، واتخذت إجراءات نقابية رادعة بحقهم، مشيرا إلى أنه وفي حال تم تسجيل مثل هذه الحالات، يتحول المدان فيها إلى مجلس تأديبي، وتصل العقوبة إلى الفصل من عضوية النقابة والدعوة إلى مقاطعته.
ومنذ عشرة أعوام بحسب توبة، لم يجرؤ أي صحافي أردني على التطبيع، نظرا لأنه أمر مدان من أغلب الصحافيين ومن الشعب الأردني، وصاحبه يكون منبوذا من قبلهم.