أردنيون في ذاكرة الزمن /الأستاذ الدكتور محمد عارف الشنـاق انموذجا لرجل القانون والسياسة



لم يكن هناك ملف معقد ، إلا وأسند إلى هذا الرجل ، ليس لأنه محل الثقة فحسب ، وإنما لأنه الخبير بشؤون القانون الدولي وخفاياه ، وعندما تجتمع الثقة والخبرة في شخص يتمتع بدرجة قصوى من المهارة ، وبعد النظر والرؤية الثاقبة ،كما هو حال لدى شيخنا وفارسنا فإننا نستطيع التفاؤل بالانجاز والتفوق. 
يجتمع لدى شيخنا صفات رجل القانون ،صفات العالم وصفات الحالم وصفات السياسي في ذات الوقت، هو شديد الأدب، ووقور لا يستدرج لسفاهات أو تفاهات، ولا يسهل استفزازه أو دفعه لردود غير محسوبة، يظهر هذا جليا في لقاءاته ومجالسته، إذ غالبا ما توجه له الأسئلة الصعبة المفخخة والملغومة أثناء اللقاءات والاجتماعات رغبة في إيقاعه بفخاخ اللئام إلا أنه يخرج منها دائما بحكمة وعقلانية وبأسلوب مهذب وراق. 
المولد والنشأة والانحدار الاجتماعي:- 
ينتمي شيخنا الدكتور محمد عارف قاسم الشنـاق إلى عشيرة الشناق ، والذين يرجع نسبهم إلى عشائر القرالــة -إحدى العشائر الأردنية المرموقة المتأصلة ، ذات جذور عريقة ترقى لها العرب ، تقطن في جنوب المملكة في محافظة الكرك و يتوزع أفرادها في جميع أنحاء المملكة و كما يقال: الزغول في محافظة عجلون و بني هاني و الشناق في اربد / وتجمعهم في سوم ، والتي اقترن اسمها بهم ولزمن طويل للغاية "سوم الشناق". تتحالف عشيرة القرالة مع عدة عشائر مجاوره لها في الحياة العشائرية و النسب و الأصل "روابط الدم" تحت تجمع عشائري واحد يسمى عشائر البرارشة ، ويتميز أبناء هذه العشيرة عن غيرهم من العشائر الأخرى بصفات النخوة و الشهامة و الطيب و الشراسة لحد ما ، و تسكن عشائر القرالة في المناطق الوعرة مما انعكس على سلوكها و خشونتها ولينها في التعامل مع الآخرين حيث أن الأخلاق و القوة لا تتناقض بعضها مع بعض ، وهي عشيرة معروفة في المملكة و تشارك في الحياة السياسية و الاجتماعية و بعض رجالات العشيرة تولوا مناصب كبيرة و حساسة في الحكومة . 
العائلة:- 
نشأ الأستاذ الدكتور محمد( ابو قائد) في بلدة سوم في عائلة فلاحيه محبة للعلم وعاشقة للتقدم والتطوير- مفطورة على حب الوطن والولاء لبني هاشم -اعزهم الله-، فوالده المرحوم الحاج عارف القاسم محمد الشناق, ووالدته الفاضلة الحاجة بدرية فرحان الشناق . 
وفارسنا : الابن الرابع للمرحوم الحاج عارف الشناق مع ثلاثة إخوة ، البروفسور الدكتور رافع –أستاذ في جامعة اليرموك – والأستاذ جمال مدرس في وزارة التربية والتعليم والمحامي بهجت، إضافة إلى سبع إناث . و د. الشناق متزوج من السيدة الفاضلة الحاجة هيا محمود الشناق (أم قائد ) ولديهما ولدان أبناء : المحامي قائد والدكتور المحامي عادل- لا يزال يتابع الدراسة- وخمس إناث الدكتورة المحامية بنان زوجة الدكتور احمد سالم البطاينة ، المحامية ضحى زوجة المهندس ايهاب العلاونة ،المعلمة دنيا زوجة السيد بنان كناكري والدكتورة الطبيبة داليه زوجة الكابتن الطيار رعد البطاينة والآنسة قمر – لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعية . 
حياته العملية والاجتماعية :- 
خدمات شيخنا ومآثره بارزة ومتميزة ، من واقع نشأته اتصف بالخير والكرم , يحظى بالاحترام والتقدير حيثما توجه وأينما حل ، عاش حياته راكضا خلف العلم والمعرفة والارتقاء بالذات, مفضلاً العمل والخدمة العامة إلى ما ينفع الوطن وأبناء المجتمع ,معتكفاً في محراب العلم والخدمة وإصلاح ذات البين,الجميع في قرية سوم يعرفه ويعشقه لتواضعه وحسن خلقه. والذي ظهر خلال سلسله ممتدة من وقفات النخوة والرجولة والشهامة التي يقفها مع الآخرين ،حفر اسمه بجدارة في قلب بلده ليصبح محطة أساسية للخير والخدمة العامة العشائرية. 
ولد شيخنا في رحاب والده المغفور له بإذن الله - الحاج عارف الشناق- ,من عشيرة الشناق ,قضى حياته من اجل مجتمعه ,قضى شامخاً بالعدل والتسامح ومخافة الله, خلف القيادة الهاشمية الرشيدة تلك القيادة المثل والقدوة ,كما وصفها أبو رافع –رحمه الله- ,وقد قدم حبه وولاءه لصاحب الجلالة الهاشمية المغفور له - الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه- وها هو ابنه الأستاذ محمد يحذو حذوه في ولاءه وحبه لبني هاشم وللقائد الفذ -الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم- هذا الولاء الذي ورثه اباً عن جد منذ الأزل في دعوات محب دائمة-حفظ الله الوطن وأدام عليه مليكه وقائده المفدى- . 
بدأ شيخنا مسيرته بإصرار على دخول مجال الخدمة العامة والعمل التطوعي العشائري وعلى قاعدة ثابتة وبحس وطني عميق وعقل نير متقد حبا للوطن , لذا أحب دراسة القانون ،الحقوق وأبدع في التفوق والتقدم والحصول على أعلى الدرجات العلمية في هذا التخصص ، هذا وضعه على درب العدل وإعادة الحقوق الى أصحابها، أسرع في خطواته لتحقيق طموحاته في وطنه ,فهذا الطريق مرسوم له منذ الأزل فقد نشأ وتربى على مكارم الأخلاق والفضائل ,تفتحت عيناه في أسرة يسودها الكرم وحب الناس وخدمتهم واستضافتهم في مضافة الأسرة لقضاء حوائجهم وفض منازعاتهم وإصلاح ذات البين بينهم والتقريب في وجهات نظرهم. 
آمن شيخنا ان وطننا الهاشمي هو منزلنا ، ارضنا ، حبنا وحياتنا الآمنة لذا بذل مجهوده في خدمة أردننا العزيز منطلقا من إيمانه " على كل فرد ان يقوم بدوره في خدمة الوطن وحمايته خلف قيادتنا الهاشمية الفذة . وخلال مسيرته الغراء أغنى الوطن بثمرات فكره وخبراته من اجل الصالح العام ,خدم بإيمان راسخ وعقيدة ثابتة ليكمل رسالته التي يهون في سبيل تحقيقها الكد والتعب والكفاح ليبقى الوطن عزيزا شامخا ويبقى الأردن أولا . وأخيرا عندما نسمع حديثه -والولاء والوطنية تغلف كلماته -،نحس ان وراء كل عبارة دفقه من الإخلاص النبيل , ففي قلبه آمالاً ووطنيه وفي روحه القوة والعزيمة والعقيدة ,فجزاه الله كل خير عن وطنه وأمته ,وبارك الله بعمرة ,ومتعه الله بالصحة والعافية .. 
المؤهلات الشهادات العلمية : - 
 1993 - درجة الدكتوراه في القانون المدني في موضوع الاشتراط لمصلحة الغير في القانون المقارن ﴿ تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف ﴾ . 
 1988 - درجة الماجستير – جامعة القاهرة ﴿ تقدير جيد والترتيب الأول على الدفعة﴾. 
 1977 - درجة البكالوريوس في القانون والسياسة – جامعة بغداد ﴿ بكالوريس قانون تقدير جيد ﴾. 
 1973 - الدراسة الثانوية العامة الفرع العلمي. 
السيرة الوظيفية والخـبــرات :- 
 2009 أستاذ غير متفرغ في جامعة اليرموك لتدريس مادة التطبيقات القضائية لطلاب السنة الثالثة والرابعة في كلية الحقوق . 
 2005 تقاعد من السلك القضائي الأردني. 
 2004 قاضي تمييز / الدرجة العليا. 
 2003 - 2005 مدرس في جامعة عمان العربية للدراسات العليا لطلبة الدبلــــــــوم والماجستير والدكتوراه في القانون بالإضافة لوظيفته ﴿ بعد الدوام الرسمي ﴾. 
 2002 - 2004 رئيس هيئة وبالدرجة الخاصة ونائباً لرئيس محكمة الاستئناف في عمان . 
 1997 - 2002 قاضي في محكمة استئناف إربد - رئيس هيئة وبالدرجة الخاصة نائباً لرئيس محكمة الاستئناف – إربد. 
 1995 - 1997 قاضي بداية – محكمة بداية إربد. 
 1993 - 1995 استاذ لتدريس القانون المدني في المعهد القضائي الأردني. 
 1989 - 1990 قاضي للصلح ومدعي عام في محكمة وادي السير . 
 1984 - 1986 قاضي للصلح ومدعي عام في محكمة صلح بني كنانة . 
 1983 - 1984 قاضي في محكمة أمانة العاصمة . 
 1982 - 1983 قاضي للصلح في محكمة بداية إربد. 
 1977 - 1982 كاتب في وزارة العدل . 
• مؤلفات وكتب:- 
• الاشتراط لمصلحة الغير – دراسة مقارنة-. 
• مسئولية حارس الأشياء في القانون المقارن مع تطبيقاتها العملية. 
• المسئولية الطبية – دراسة مقارنة-. 
• التطبيقات القضائية . 
• المؤتمرات العلمية:- 
 مشاركة في مؤتمر أخلاقيات العلوم الحياتية وتطبيقاتها من منظور علمي وشرعي وقانوني – تم تنظيمه من قبل جامعة اليرموك، تم تقديم بحث بعنوان : المنظور القانوني لإفشاء سر المهنة وإمتناع الطبيب عن المعالجة وإعطاء تقرير طبي غير صحيح كما شاركت في إعداد النتائج والتوصيات التي توصل إليها المؤتمر. 
 مشاركة في ندوة القضاء والتأمين ركائز أساسية لاستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتوفير الأمن الاقتصادي الوطني – تم تنظيمه من قبل وزارة العدل الأردنية . 
 مشاركة في ندوة علمية متخصصة بعنوان استخدام الإنترنت وأثره على حقوق الملكية الفكرية – تم تنظيمه من قبل الجامعة الأردنية . 
 مشاركة في مؤتمر المسئولية المهنية – تم تنظيمــه من قبل جامعـة اليرموك – كليـة القانون. 

 انجازات ، مشاركات ،أنشـطـة عــامــة : - 
• مناقشة العديد من الأبحاث لطلبة المعهد القضائي. 
• الإشراف على العديد من الطلبة في المعهد القضائي. 
• مناقشة العديد من الأبحاث للمحاميين المتدربين لغايات التسجيل في سجل المحاميين الأساتذة و الإشراف عليهم. 
• شهادة في الحاسب الآلي صادرة من المعهد الوطني للتدريب في أساسيات الحاسوب . 
 شهادة في الكمبيوتر الشاملة صادرة من مركز أكسفورد الثقافي. 

شخصية المحامي الأستاذ محمد الشناق 
اعيد هنا قول فولتير في تحديده لمعايير الشخصيات العظيمة حيث يقول: "إن الذي يتحكم في عقولنا من خلال قوة الحق لا الذي يستعبدها من خلال العنف هو من ندين له بتعظيمنا فاحيانا نعتقد ان عظماء التاريخ الناجحين الذين نراهم فى حياتنا نجحوا بالصدفة ،او بالوراثة وهذا الكلام غير صحيح ...فلا يوجد نجاح الا وتعرض لصعوبات ومشاكل . 
لماذا المحاماه؟؟؟ يقول شيخنا الأستاذ محمد : اخترت – بعد التقاعد-في الوقت الحاضر المحاماة كون المحامي رجل علم وقانون.....فالمحاماة ، محبة وعطاء … نجدة وغيرية ... شرف واستقامة. صدق وأمانة ، نزاهة وإخلاص، ، لباقة وأدب، صبر و دماثة. شجاعة وحكمة ، عفة وعدالة ،المحاماة مهنة من أهم المهن وأشرفها،وليس من بين المهن ما يسمو على المحاماة شرفاً وإجلالا الا القضاء . 
فالمحاماة كالطب تماما كون ممارسها يمارس طقوساً من التضامن الاجتماعي في مواساة البؤساء . "مؤكدا ما قاله روجيسيو: ان المحاماة عريقة كالقضاء ، مجيدة كالفضيلة ، ضرورية كالعدالة ، هي المهنة التي يندمج فيها السعي إلى الثروة مع أداء الواجب حيث الجدارة والجاه لا ينفصلان ،المحامي يكرس حياته لخدمة الجمهور دون أن يكون عبداً له ، ومهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة ، غنياً بلا مال .. رفيعاً دون حاجة إلى لقب . .سيداً بغير ثروة.." 
والأصل فيها نيل الشرف وخدمة العدالة ومساعدة صاحب الحق على أخذه ومقاومة الباطل والمبطلين.." 
واخيرا: نستذكر قول (جاز إيزورني) أحد كبار المحامين في نقابة باريس : "إنه لفخر للمرء أن يكون محامياً ليبقى مستقلاً لا ينتظر من السلطة شيئاً ، وأن يتكلم بصوت عالٍ دون أن يقصر في قول كلمة الحق ، وألا ينتظر شيئاً إلا من ذاته . 
ماالفخر إلا لأهل العلم إنهـم ....... على الهدى لمن استهدى أدلاّء 
وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه ....... والجــاهــلون لأهل العلم أعداء 
ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً ....... الناس موتى وأهل العلم أحيـاء 

"الناس موتى وأهل العلم أحياء"