إطلاق النار على سيارة عضو المجلس الثوري أبو زايدة تحمل رسائل عدة أبرزها.. وقف تحركات “تيار دحلان” بالضفة أو الرحيل لغزة
أخبار البلد -
لا تزال الرسائل قوية اللهجة التي يوصلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتيار القوي في حركة فتح، للعضو المفصول من الحركة محمد دحلان تتولى بقوة، وجميعها إشارات مضمونها بألا يفكر الرجل وأنصاره الموجودين في الضفة بأي نشاط، حتى لو كان اعتيادي، فتمثلت آخر الرسائل بعشرين رصاصة أطلقها مجهولون على سيارة الدكتور سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري لفتح وأحد رفقاء دحلان المقربين، وهو أمر دفع بالرجل إلى تحميل المسؤولية مباشرة للرئيس.
فسيارة سفيان أبو زايدة وهو عضو في المجلس الثوري، وزير الأسرى السابق، وبالأصل من قطاع غزة، ويقطن الضفة الغربية منذ سيطرة حماس، وبحكم عمله كمحاضر في جامعة القدس، تعرضت لعشرون طلقة نارية في كافة اجزاء هيكلها، في رسالة حملت في طياتها الكثير الإشارات.
فالفاعلون أرادوا أن يوصلوا الرجل (أبو زايدة) أنهم قادرين أولا على أن يصوبوا الرصاص عليه مباشرة، وثاني الإشارات، كان استهداف السيارة، كإشارة له بضرورة وقف أي تحركات له في الضفة الغربية، في أي جهود تبذل لإعادة الاعتبار لتكتل دحلان، المفصول من فتح بأمر من اللجنة المركزية.
المعلومات في هذا الشأن متعددة، خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى التي تنفذ بهذا الشكل، فقد سبق وأن استهدفت سيارة النائب في المجلس التشريعي عن فتح ماجد أبو شمالة، أحد المقربين جدا من دحلان، خلال توقفها في مدينة رام الله، أثناء زيارة الرجل (أبو شمالة) للقاهرة للقاء دحلان وأقطاب تحالفه المقيم في الإمارات وابرزهم سمير مشهرواي.
من الضفة الغربية من همس لـ "رأي اليوم” قائلا أن تيار دحلان شرع مؤخرا في العديد من التحركات على الأرض، وبدأ أركان التيار ومنهم أبو زايدة في عقد لقاءات مع الكثير من الشخصيات الفتحاوية التي لا تتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس، وأعضاء اللجنة المركزية المناوئين لدحلان، وأن الحادثة يعتقد أنها رسالة لوقف هذه التحركات.
من ضمن ما يقال أيضا أن كل ما يجري من تحركات ضد تيار دحلان وضد دحلان نفسه، يأتي بعد فشل كل جهود الوساطة التي استهدفت المصالحة الداخلية في فتح، خاصة في ظل رفض الرئيس وأعضاء المركزية البارزين لدحلان، الذي دخل في عداء مبكر مع عدد كبير منهم، خلال فترة حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأبو زايدة كتب مؤخرا مقالات انتقد فيها أبو مازن، من بينها مقال اسماه "زمن الرئيس″، وكان وحدة من تحدث عن عناصر إيجابية في خطاب إسماعيل هنية الاخير على خلاف موقف حركة فتح.
وقد تعرضت سيارة أبو زايدة لإطلاق نار أدى إلى إحداث أضرار فيها، من مجهولين تمكنوا على الفور من الفرار، قبل أن تصل فرق من الشرطة لفتح تحقيق الحادثة.
أبو زايدة وفي بيان تلا الحادث حمل الرئيس أبو مازن المسؤولية عن أمنه الشخصي، بصفته رئيس السلطة والمسئول عن الأجهزة الأمنية، كذلك حمله مسئولية ما يحدث له ولزملاءه في المستقبل، وطالبه بالكشف عن المنفذين.
أبو زايدة برر موقفه بالقول أنه ليس له خلافات شخصية مع أي شخص حول أي قضية خاصة، وذكر أن ما حدث عبارة عن (رسالة تحمل مضامين غير شخصية)، خاصة وأن المكان به كاميرات مراقبة وهو أمر اعتبره الرجل يعني أن من أطلق النار "لا يخشى من شيء”.
ولم يفصل بين ما تعرض له وبينما تعرض له النائب أبو شمالة، واعتبر في تصريح صحفي أن الرسالة التي أرسلت إليهم من وراء عملية إطلاق النار هو أنه "لا مكان لكم في رام الله”.
الرجل قال متحديا "لو أطلق النار في المرات القادمة على جسدي لن يغيروا من قناعتي أو يجبروني على الرحيل دون إرادتي”.