مقعد في مجلس الأمن

أنا لا أرى أي بأس في أن تتقدم الاردن بطلبها أن تكون عضوا غير دائم في مجلس الامن الدولي، الذي يعد واحد من اهم مؤسسات العمل والتأثير الدولي.
طبعاً كلنا يعلم ان المملكة العربية السعودية كانت قد اعتذرت عن الموقع؛ لأسباب تتعلق بالاحتجاج على الموقف الاميركي من الازمة السورية، وما تلاها من غزل مع طهران.
لكنه بالمقابل لم يكن للسعودية أي مانع من تولي الاردن للمنصب، بل شجعته! وقد قامت الكويت ايضا بإفساح المجال امامنا، لنكون هناك في مجلس الامن.
الموقع لا يستهان به، فليست كل القرارات المتخذة مرتبطة بمنطقتنا، فقد نرى مواقف وقرارات تحتاج إلى تصويت يكون لها الاثر في جعلنا محجاً لكثير من الدول، وهذا قد يساهم في إثرائنا دبلوماسيا، ويجعلنا اكثر اطلالة على العالم.
تأخرنا في قبول الانضمام لـ»المجلس»، ولعل السبب تعلق بموافقة السعودية، وعدم اثارة حساسيتها هي والكويت، وكذلك قد يكون للامريكيين رأي في الامر.
المهم أننا سنكون اعضاء في «المجلس» عما قريب، وسيكون لصوتنا دور هام، ما دامت القرارات لم تخضع لـ»فيتو» من الدول الدائمة العضوية (أمريكا، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين).
لكن السؤال: هل سنستقل بقرارانا أم أن البوصلة ستبقى موجهة هناك نحو الرياض وواشنطن، وماذا لو استدعى الامر أن يكون هناك قرار ضد بلد عربي، هل سنقاوم ام ان الكلفة ستلزمنا بالانصياع؟
نعم إنها فرصة ومكانة كبيرة أن نكون عضواً غير دائم في مجلس الامن، لكنها في المقابل تشكل ضاغطاً ووضعاً لليد في غير مكانها أحيانا.
مع هذا كله، وبعد ان نوازن بين الايجابيات والسلبيات، ارى ان وجودنا هناك فرصة لاختبار قدراتنا الدبلوماسية، وفرصة لمعرفة حقيقة هوامش حركتنا للمناورة، وهنا ستكون الفائدة التي نرجوها.