مجلس التعليم العالي .. للمرة الاخيرة !؟

تشهد اوضاع الجامعات الحكومية الاردنية ارتفاعا في منسوب التماس مع حالة الفوضى والشغب والاضطراب , وكذلك تكتسي المؤشرات في البيئة الجامعية داخل الحرم الجامعي بالصبغة الحمراء دلالة على خطورة ما وصلت اليه الامور . في هذا الاسبوع شهدت احدى الجامعات في وسط المملكة اطلاق عيارات نارية واصابة طلبة بجروح اسلحة بيضاء خلال مشاجرة عشائرية طلابية وفي الاسبوع المنصرم ايضا اندلعت مشاجرتين عشائريتين طلابيتين في جامعة بمحافظة ملاصقة للعاصمة شارك بها مئات الطلبة واستخدموا الحجارة والاسلحة البيضاء ونجم عنها ايضا تكسير الواح الزجاج الشمسي المستخدم لتوليد الكهرباء , وتتوالى الاحداث يوميا بشكل يؤشر الى عدم مقدرة غالبية ادارات الجامعات الحالية على الامساك بزمام الامور , بل ان السكوت والتغاضي عن تلك الظواهر يعد كارثة كبرى , حيث لم تعد هناك حلول لتلك القضايا لدى هذه الادارات ,والدليل ان مشاجرة في احدى تلك الجامعات تجددت خلال ثلاثة ايام وبشكل اضخم مما حدثت به بالمرة الاولى , نقول ذلك وقلوبنا تعتصر الما وحزنا على طلبتنا وعلى مرافق جامعاتنا . كل ذلك يشكل انذارا خطيرا لمجلس التعليم العالي الموقر وللمرة الاخيرة بأن تحرك ايها المجلس ولاتضع راسك كالنعام بين التراب , فقد تمادى الخطب وتعاظم وتعقد الامر وتفاقمت ظروف البيئة الطلابية وربما الادارية والاكاديمية داخل الحرم الجامعي مما يستوجب بحث تلك التجاوزات وعدم الركون الى الجمود والسكون بل الذهاب الى ثورة بيضاء ارادها جلالة الملك المفدى , وبالمعنى المباشر نريد التوصل الى التغيير , فهل وصلت الرسالة لمجلس التعليم العالي ام انه ينتظر ازدياد الامور سوءا لدرجة يستحيل معها ضبط الامور وهنا نكون قد قرأنا الفاتحة على امان وحرمة الجامعات في وطننا الحبيب .