كوثر عرار تكتب .. المهجرين السوريين في الزعترى...حسرة على الوطن وعالم قاتم

اخبار البلد - من كوثر عرار - بعد اللغط الدائر في وسائل الاعلام المختلفة حول أوضاع المهجرين الانسانية والمعيشية، وما يعانونه من قسوة الحياة، قمنا بزياة المخيم للوقوف على حقيقة ما يجري فيه.

يقع مخيم الزعتري للمهجرين السوريين على الحدود الأردنية السورية، ويتكون من خيام ومقطورات، وفي داخل كل خيمه ومقطورة أو كرفان حكاية انسانية، وبغض النظر عن الموقف السياسي لهؤلاء المهجرين، الذين تختلف مواقفهم ما بين مؤيد ومعارض وآخرين بين بين. يعبر كل منهم بطريقته عما وصل اليه الحال بهم وبوطنهم سورية، وكل من قابلناهم وتحدثنا معهم اجمعوا على أن حياتهم ومعيشتهم في سوريا ليس لها مثيل، واحدهم عبر وقال: كنا نعيش في "قصور" والان نعيش مع الجراذين والمياه العادمة والطين، واخر قال، وهو يشير بيده الى أبنائه، عندي استعداد لبيع أحد أبنائي وأعود إلى بيتي في سوريا، نحن "تبهدلنا وتدمرنا" بخروجنا من بيوتنا!!! 

إحدى النساء قالت: لقد غرر بنا وقالوا لنا ان الحياة هنا أكثر أمنا وفيها كل ما يلزمكم، وستكون حياتكم في الزعتري مريحة وأفضل بكثير من حياتكم في بيوتكم، ولكن ما وجدناه حياة لا تصلح للبشر، لا أمن ولا استقرار، ونعيش في خوف دائم على انفسنا وعلى بناتنا واطفالنا مما نسمع به من قصص تحرش واختفاء نساء وبنات وأطفال، والموت والمرض يحيط بنا بسبب انتشار الجراذين في خيمنا ولعدم وجود صرف صحي، المياة العادمة تدخل الى خيمنا هذه، عدا عن مياه الامطار التى لا نعرف كيف نتعامل معها، ويقولون هذه حياة!!

ابو محمد، الذي يعتبر من أوائل المهجرين السوريين الذين حضروا الى الزعتري قال لنا: الحياة هنا صعبة جدا، والدول الخليجية تكذب عندما تقول في الاعلام صباحا مساء انها تقدم المساعدات والحياة الكريمة للسوريين، انظري حولك وصوري حياتنا التي يسمونها كريمة، ثم أضاف بسخرية وألم: حياة كريمة؟ كل مربع فيه مئة خيمة وكرفان... يعني مئة عائلة تشترك كلها في حمام واحد!!! ومطبخ واحد فيه غاز واحد مكون من ثلاث عيون...هل هذه هي الحياة الكريمة؟؟!!! 

وهل الحياة الكريمة تعني بالنسبة للبعض استغلال النساء الارامل وزوجات المفقودين، كما حدث مع جارة لنا زارها شخص سعودي الجنسية قال عن نفسه انه شيخ وامام مسجد، وعرض عليها ان يخرجها من المخيم ويسكنها في بيت مستقل ويصرف عليها وعلى اولادها، وجاءت المرأة بحكم الجيرة واستشارتني بالموضوع فطلبت منها هاتف هذا الشيخ وتحدثت معه، وقلت له اذا كنت تريد مساعدتها لوجه الله فلماذا لا تقوم بإسكانها في كرفان بدل الخيمة وان تتبرع لها بمستلزماته هي واولادها من اجل حياة افضل هنا بين اهلها، لماذا تريد اخراجها من المخيم خاصة وان المرأة جميلة ولديها ابنتين في سن مراهقة واطفالها صغار، فرد الشيخ السعودي وقال: لا تخف يا اخي انا سأهتم بها بما يرضي الله، وانت لا تتدخل بالموضوع. واغلق الخط. وهنا قلت للمرأة لا تذهبي معه فنوايا هذا المدعي سيئة، ولكن للأسف لم تسمع وبعد ايام اختفت هي واولادها الخمسة ولا نعلم عنها شيئا. 

وكل أطفال الزعتري، من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، لهم حكاية واحدة يتفقون عليها، فهم يعبرون بصدق براءتهم بالقول نريد ان نعود الى سوريا، نحن لسنا سعيدين هنا، لقد كنا نشعر بالأمان في سوريا وكان اهالينا لا يسألون عنا خلال لعبنا في الشارع او خلال تجولنا في الحارات، اما هنا فنحن نشعر بالخوف دائما، واهالينا لا يسمحون لنا بالخروج للعب لوحدنا، خاصة وان هناك اطفالا خرجوا من خيمهم او مقطوراتهم ولم يعودوا ولا احد يعلم أين وكيف اختفوا.
ومما شاهدناه في الزعتري نلحظ ذلك الفرق الهائل في التعامل مع المهجرين... فالبعض يعيش في خيم ممزقة تعبث بداخلها الحشرات والجرذان وغيرها، والبعض ينعم بكرافان او اثنان أو أكثر.... وعندما استفسرنا عن سبب ذلك قيل لنا: ان الدول الداعمة مثل السعودية وقطر والكويت وغيرها تتعامل مع سماسرة وتجار أزمات وهؤلاء يقومون باستغلال حاجة السوريين ويتم التوزيع بناء على العلاقات والمواقف من تلك الدول، وأصبحت الكرافانات تباع للسوريين بمبالغ تتراوح ما بين الـ200 والـ400 دينار، ومن يملك المال يستطيع أن يسكن في مقطورة ومن لا يملك يعيش في الخيمة بين الجراذين والحشرات والقمامة.

ولمشاهدة معاناة المهجرين مرفق الصوربعد اللغط الدائر في وسائل الاعلام المختلفة حول أوضاع المهجرين الانسانية والمعيشية، وما يعانونه من قسوة الحياة، قمنا بزياة المخيم للوقوف على حقيقة ما يجري فيه.
يقع مخيم الزعتري للمهجرين السوريين على الحدود الأردنية السورية، ويتكون من خيام ومقطورات، وفي داخل كل خيمه ومقطورة أو كرفان حكاية انسانية، وبغض النظر عن الموقف السياسي لهؤلاء المهجرين، الذين تختلف مواقفهم ما بين مؤيد ومعارض وآخرين بين بين. يعبر كل منهم بطريقته عما وصل اليه الحال بهم وبوطنهم سورية، وكل من قابلناهم وتحدثنا معهم اجمعوا على أن حياتهم ومعيشتهم في سوريا ليس لها مثيل، واحدهم عبر وقال: كنا نعيش في "قصور" والان نعيش مع الجراذين والمياه العادمة والطين، واخر قال، وهو يشير بيده الى أبنائه، عندي استعداد لبيع أحد أبنائي وأعود إلى بيتي في سوريا، نحن "تبهدلنا وتدمرنا" بخروجنا من بيوتنا!!! إحدى النساء قالت: لقد غرر بنا وقالوا لنا ان الحياة هنا أكثر أمنا وفيها كل ما يلزمكم، وستكون حياتكم في الزعتري مريحة وأفضل بكثير من حياتكم في بيوتكم، ولكن ما وجدناه حياة لا تصلح للبشر، لا أمن ولا استقرار، ونعيش في خوف دائم على انفسنا وعلى بناتنا واطفالنا مما نسمع به من قصص تحرش واختفاء نساء وبنات وأطفال، والموت والمرض يحيط بنا بسبب انتشار الجراذين في خيمنا ولعدم وجود صرف صحي، المياة العادمة تدخل الى خيمنا هذه، عدا عن مياه الامطار التى لا نعرف كيف نتعامل معها، ويقولون هذه حياة!!
ابو محمد، الذي يعتبر من أوائل المهجرين السوريين الذين حضروا الى الزعتري قال لنا: الحياة هنا صعبة جدا، والدول الخليجية تكذب عندما تقول في الاعلام صباحا مساء انها تقدم المساعدات والحياة الكريمة للسوريين، انظري حولك وصوري حياتنا التي يسمونها كريمة، ثم أضاف بسخرية وألم: حياة كريمة؟ كل مربع فيه مئة خيمة وكرفان... يعني مئة عائلة تشترك كلها في حمام واحد!!! ومطبخ واحد فيه غاز واحد مكون من ثلاث عيون...هل هذه هي الحياة الكريمة؟؟!!! وهل الحياة الكريمة تعني بالنسبة للبعض استغلال النساء الارامل وزوجات المفقودين، كما حدث مع جارة لنا زارها شخص سعودي الجنسية قال عن نفسه انه شيخ وامام مسجد، وعرض عليها ان يخرجها من المخيم ويسكنها في بيت مستقل ويصرف عليها وعلى اولادها، وجاءت المرأة بحكم الجيرة واستشارتني بالموضوع فطلبت منها هاتف هذا الشيخ وتحدثت معه، وقلت له اذا كنت تريد مساعدتها لوجه الله فلماذا لا تقوم بإسكانها في كرفان بدل الخيمة وان تتبرع لها بمستلزماته هي واولادها من اجل حياة افضل هنا بين اهلها، لماذا تريد اخراجها من المخيم خاصة وان المرأة جميلة ولديها ابنتين في سن مراهقة واطفالها صغار، فرد الشيخ السعودي وقال: لا تخف يا اخي انا سأهتم بها بما يرضي الله، وانت لا تتدخل بالموضوع. واغلق الخط. وهنا قلت للمرأة لا تذهبي معه فنوايا هذا المدعي سيئة، ولكن للأسف لم تسمع وبعد ايام اختفت هي واولادها الخمسة ولا نعلم عنها شيئا. 
وكل أطفال الزعتري، من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، لهم حكاية واحدة يتفقون عليها، فهم يعبرون بصدق براءتهم بالقول نريد ان نعود الى سوريا، نحن لسنا سعيدين هنا، لقد كنا نشعر بالأمان في سوريا وكان اهالينا لا يسألون عنا خلال لعبنا في الشارع او خلال تجولنا في الحارات، اما هنا فنحن نشعر بالخوف دائما، واهالينا لا يسمحون لنا بالخروج للعب لوحدنا، خاصة وان هناك اطفالا خرجوا من خيمهم او مقطوراتهم ولم يعودوا ولا احد يعلم أين وكيف اختفوا.
ومما شاهدناه في الزعتري نلحظ ذلك الفرق الهائل في التعامل مع المهجرين... فالبعض يعيش في خيم ممزقة تعبث بداخلها الحشرات والجرذان وغيرها، والبعض ينعم بكرافان او اثنان أو أكثر.... وعندما استفسرنا عن سبب ذلك قيل لنا: ان الدول الداعمة مثل السعودية وقطر والكويت وغيرها تتعامل مع سماسرة وتجار أزمات وهؤلاء يقومون باستغلال حاجة السوريين ويتم التوزيع بناء على العلاقات والمواقف من تلك الدول، وأصبحت الكرافانات تباع للسوريين بمبالغ تتراوح ما بين الـ200 والـ400 دينار، ومن يملك المال يستطيع أن يسكن في مقطورة ومن لا يملك يعيش في الخيمة بين الجراذين والحشرات والقمامة.

ولمشاهدة معاناة المهجرين مرفق الصور