الإعلام في الديوان الملكي هو السبب يا جلالةالملكة
الإعلام في الديوان الملكي هو السبب يا جلالة الملكة
بقلم : نجم الدين الطوالبة
صباح الخير يا سيدتي ... أيتها الملكة التي لا تشرق الشمس على سهولنا وحقولنا وأرضنا وديارنا إلا بعد استئذان جلالتك ... صباح الخير أيتها الملكة المتواضعة التي تعودنا وسنبقى نتنسم من خلال البريق الذي في عينيك والإشراقة التي على وجنتيك والألق الذي في مبسميك والإنسانية التي بين يديك نكهة ملك حكيم بحجم عبد الله الثاني بن الحسين .
أيتها الشمعة التي تنتقل كل يوم من بيت إلى بيت لتضيء حجرة أردنية في الريف أو البادية لم يصلها وزير أو مدير من قبل ، أيتها الملكة الإنسانة التي تعودناك سراجا يستمد استمراريته من نبضات قلوبنا لكي تضيئين عتمة سنين مرت على عائلة مستورة في أقصى الجنوب ، وتشعلين فرحا دائما على وجوه أطفالنا في البادية ما عرفوا الابتسام إلا حينما امتدت يدك الحانية لتربت على أكتافهم وجباههم بأنك ستكونين لهم على الدوام الملكة الحنونة التي تمارس غريزة الأمومة مع (جعفر ابن قريتنا) وكأنه الأمير الحسين ، وتغازلين الطفلة (مريم ابنة باديتنا) وكأنها الأميرة إيمان ، وتحضنين الطالبة (حنين ابنة مخيماتنا ) وكأنها الأميرة سلمى ، وتداعبين الطفل (أحمد ابن أريافنا ) وكأنه الأمير هاشم .
إن ما تتمتعين به يا صاحبة الجلالة من الخلق الرفيع والصمت الوديع والأدب البديع هو الذي منحك تأشيرة الدخول والتجوال في قلوب ملايين البشر دون استئذان ، حتى أخذ اسمك قيلولته على شواطىء قلوبنا لتتفيأين على رماله كما تريدين وتنعمين بمحبة واحترام وتقدير شعب أردني لا ينحني إلا لله ولا يطيع أمرا إلا للمولى ولعبد الله .
وحيث تتكاثر هذه الأيام الطبول الفارغة التي تُقرع هنا وهناك ، وتتناسخ الأوراق الصفراء بمدادها الأسود مقالات تُرمى على قارعة الطريق ، وتخرج القطط الشرسة من أوكارها بعد أن احتضناها واعتقدناها لسنوات طويلة أنها قطط أليفة من باب (رفقنا بالحيوان) ... ولكن يبدو أن الدلال الزائد لبعض حملة الأقلام السوداء هم بمثابة اللئيم الذي إذا أكرمته تمردا .
لقد تمنينا منذ زمن يا صاحبة الجلالة أن يكون باب مكتبك مفتوحا لكل الإعلاميين الشرفاء وخصوصا للمواقع الإخبارية الأردنية التي تتخذ من الإنترنت فضاءً لها خصوصا بعد غياب التلفزيون الأردني عن المشهد الوطني لكي نضع بين يدي جلالتك ما لم تره عيناك وما لم تسمعه أذناك ، ولكن الحاجب أو الحاجبة على باب مكتبك تعودوا أن الدخول للبعض ممنوع وان صوت البعض لدى الحاجب مسموع ، وهذا هو سبب اختلال معادلة الاتصال بيننا وبين مولانا جلالة الملك وبيننا وبين مولاتنا جلالة الملكة ... وبالتالي تبقى نصف المعلومة بين الحاكم والمحكوم تائهة في أدراجنا أو مؤرشفة في عقولنا أو ضائعة في غياهب الجب فتضيع على الناس معالجات لهمومهم ربما تكون هي الأولى مما تعالجه الحكومات .
ولأن الإعلام العاقل هو بمقدار التجربة التراكمية التي تحصّل عليها الإعلامي على مدى السنين وخصوصا (في الميدان) سواء أكان تقارير صحفية أو تقارير إذاعية أو تقارير وبرامج تلفزيونية ، فإن المكتب الإعلامي في ديواننا العامر يا مولاتي والذي يخلو كادره لفهم وطبيعة (العمل الإعلامي الميداني) يحتاج إلى إعادة ترميم وإعادة ترسيم ، بحيث يتم تطعيم كادره بنخبة من هذه الشريحة الإعلامية التي تعرف هموم الناس وتحفظ طريقة الوصول إلى الناس وتتجول على مستوى الوطن من العقبة جنوبا إلى أم قيس شمالا .
إن الإعلام الرسمي في بلدنا الحبيب يا جلالة الملكة ابتداءً من إعلام الديوان الملكي العامر ومرورا بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون وانتهاءً بمكتب الإعلام في رئاسة الوزراء يحتاج إلى مراجعة شاملة من حيث الإدارة ومن حيث الكادر ومن حيث تغيير مفاهيم الرسالة الإعلامية ... وصولا إلى إعادة صياغة رسالتنا الإعلامية الأردنية بشكل تتناسب فيه مع رغبة وتطلعات وأمنيات مولانا المعظم .
إعلام الديوان الملكي إعلام منغلق يا مولاتي ... ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون ربما يتم تشييع جنازتها بعد أيام ، وإعلام رئاسة الوزراء كانت وربما ستبقى تُدار من خارج الرئاسة بواسطة اثنين من المسئولين هما فقط اللذان يسيطران على مجمل العملية الإعلامية في الأردن والسبب أنهما منذ عام ( 2003) اعتمدا قاعدة (لدينا توجيهات من فوق) وجميعنا صدق ذلك أولا : لأن طريق المعلومة إلى ديواننا العامر كانت مغلقة ، وثانيا : لأن القطة الشرسة التي أساءت للمملكة قبل أن تسيء للملكة كانت تأخذ الخبر اليقين وكنا نأخذ من ورائها الفتات .
الإعلامي / نجم الدين الطوالبة
مؤسس ورئيس تحرير وكالة الجوهرة الإخبارية www.aljawharanews.com